سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأطباء يضربون المرضى.. ويجبرونهم على تنظيف دورات المياه "الوفد" تكشف جرائم التعذيب داخل مستشفى بنها للأمراض العقلية
محاضر الشرطة تكشف التلاعب فى الدفاتر لإخفاء جريمة تعذيب مريضين
المتعارف عليه أن المستشفيات دورها علاج المرضي والاهتمام بالصحة ولكن ما يحدث في مستشفي الصحة النفسية ببنها يكشف دوراً جديداً للمستشفيات، فقد أصبح توجه المريض للمستشفى بمثابة عقاب له ومذلة وإهانة، فاللغة التى يتعامل بها معظم الممرضين مع المرضى هى العنف والقسوة والإهمال والضرب والإيذاء البدنى والجسدى وزيادة معدلات المرض النفسى بدلاً عن علاجهم وفى أحيان كثيرة الضرب، فبدلاً من أن يتم مراعاة المرضى النفسيين تتم إهانتهم وإهمالهم ويحرمون المريض مما يحبه تحت مسمى العلاج النفسى، والمتضرر أولاً وأخيراً هو المريض الذى أصبح فريسة للإهمال وعدم الاهتمام به. فى الوقت الذى يساومون فيه أهالى بعض المرضى الذين تحقق حلمهم فى إلقاء ذويهم بالمستشفى ليتخلصوا منهم مما يضعهم عرضة للابتزاز من قبل العاملين بالمستشفى ما بين خروج المرضى أو قبول الشروط المفروضة عليهم. وبين معاناة المريض وإهمال الجهات المسئولة.. نتساءل هل أصبح ذهاب المريض للمستشفى النفسى بمثابة ذهابه لجهنم؟ فالشفاء صار محاطاً بسياج من الأشواك يخرج بعده المريض النفسى وقد ازداد مرضاً على مرضه. آخر وقائع سلخانة مستشفى الصحة النفسية ببنها يرصدها محضران لإثبات الحالة أعدتهما لجنة حقوق المرضى 6 و7 فبراير الجارى واللذان يفيدان بقيام بعض الممرضين بالمستشفى بالاعتداء على كل من المريض محمد السيد عرفات بالقسم رقم 4 والذى يضم ما يقرب من 40 مريضاً من المرضى النفسيين المدركين للزمان والمكان وكذلك الاعتداء على المريض محمد سعيد أبوالعينين وتهديدهما إذا وجها أى اتهامات لأى ممرض والأمر لم يقتصر على ذلك بل تم ترك المريضين ينزفان لساعات طويلة دون عرضهما على مستشفى بنها العام بل تم التلاعب فى دفاتر المستشفى لإخفاء الواقعتين اللتين وقعتا فى غياب تام للمشرف والطبيب النوبتجى بالمستشفى وكلا الواقعتين لا تعبران إلا عن انعدام الرحمة من قلوب القائمين على المكان وبما يخالف المادة 46 و47 من القانون 71 لسنة 2009 الخاص برعاية المرضى النفسيين والذى ينص على العقاب بالسجن لمدة سنتين لكل من أهمل فى حراسة وتمريض مريض فما بالنا بالاعتداء على المرضى وإصابتهم. ووفقا لمحضر إثبات الحالة الذى حرر بتاريخ 7 فبراير الجارى فقد تم الاعتداء على المريض محمد أبوالعينين وإصابته بكدمات فى عينه وبطنه وخصيته فى الساعة الثانية عشر والنصف ظهراً ولم يقم الطبيب والتمريض النوبتجى بعرضه للعلاج بمستشفى بنها العام إلا بعدها بساعات وتم تركه لينزف الأمر الذى دفع مسئولى مستشفى بنها العام لإبلاغ الشرطة بالواقعة. المحضر الثانى يكشف عن مأساة أخرى وهى تعرض المريض يحيى أبوزيد للضرب على يد مريض آخر يدعى محمد السيد عرفات محتجز معه بنفس العنبر دون تدخل الأطباء والتمريض وتركوه يعتدى عليه ويضربه بالحذاء مما أحدث به اصابات شديدة وبعد أن أنهى الأول الاعتداء على الثانى فى وجود التمريض قاموا بسحل المعتدى والمفترض أنه مريض نفسياً والاعتداء عليه وضربه واصابته بعدة إصابات. وبسؤال المرضى خلال محضر إثبات الحالة أقروا أن وراء واقعتى الاعتداء 3 ممرضين وطبيب نوبتجى اكتفى أن يكون مشاهداً للحدث دون أن يرق قلبه لهؤلاء المرضى البسطاء. وخلال جولتى بالمستشفى وبسؤال أحد المرضى بالمستشفى أكد أنه تعرض لضرب شديد من الممرضين، حيث قال: فى مرة رفضت أخذ العلاج فقاموا بضربى ضرباً مبرحاً، وقاموا بربطى فى سرير المستشفى وحاولوا إرغامى على أخذ الدواء بالقوة، وقاموا بكتم أنفاسى حتى اضطر رغماً عنى فتح فمى فيعطونى الدواء، وهذا حال الكثيرين الذين يرفضون أخذ الدواء أو من يرفضون تنفيذ التعليمات وتابع قائلاً: الممرضون يستخدموننا كأداة لتنفيذ مطالبهم الشخصية، وأيضاً يجبرون بعض المرضى ليقومون بتنظيف دورات المياه، وغيرها من أشكال التعديات علينا، وللأسف أهالى هؤلاء المرضى يتكتمون على ما يحدث لأبنائهم ولا يفعلون شيئاً لأنهم يخافون لأن أبناءهم تحت رحمة الممرضين. ومن جانب آخر، تُكثف أجهزة الأمن بالقليوبية جهودها لسرعة كشف غموض ما يحدث بمستشفى الصحة النفسية ببنها التى شهدت عدة تجاوزات آخرها هروب 9 مرضى من داخل المستشفى من المدمنين فى ظروف غامضة، بعد أن استولوا على المفاتيح من الممرضين. ووفقاً لما يؤكده البعض فإن المستشفى يستقبل أحياناً بعض الهاربين من أحكام او المتهمين ليتم استخراج تقارير تفيد بأنهم مرضى نفسيين للهروب من الجريمة. الوقائع مهداة لوزيرة الصحة الدكتورة مها الرباط وللمسئولين عن الصحة النفسية فى مصر ولتدخل للمهندس محمد عبدالظاهر، محافظ القليوبية، حتى يصلح منظومة الصحة فى المحافظة.