شهدت مستشفى الصحة النفسية ببنها عددا من المخالفات الصارخة أبرزها حالات الاعتداء على المرضى وضربهم وإجبارهم على مسح دورات المياه وبين معاناة المريض وإهمال الجهات المسئولة.. نتساءل هل أصبح ذهاب المريض للمستشفى النفسى كمن ألقى بنفسه فى جهنم؟ فالشفاء صار محاطا بسياج من الأشواك يخرج بعده المريض النفسى وقد ازداد مرضا على مرضه. آخر وقائع المخالفات مستشفى الصحة النفسية ببنها يرصدها محضرين لإثبات الحالة اعدتهما لجنة حقوق المرضى الخميس والجمعة الماضيين الموافق 6 و7 فبراير الجارى واللذين يفيدان بقيام بعض الممرضين بالمستشفى بالاعتداء على كلا من المريض محمد السيد عرفات بالقسم رقم 4 والذى يضم ما يقرب من 40 مريضا من المرضى النفسيين المدركين للزمان والمكان وكذلك الاعتداء على المريض محمد سعيد أبو العينين وتهديدهما إذا وجّها أى اتهامات لأى ممرض.
والأمر لم يقتصر على ذلك بل تم ترك المريضين ينزفان لساعات طويلة دون عرضهما على مستشفى بنها العام بل تم التلاعب فى دفاتر المستشفى لإخفاء الواقعتين اللتين وقعتا فى غياب تام للمشرف والطبيب النوبتجى بالمستشفى وكلا الواقعتين لا تعبران إلا عن انعدام الرحمة من قلوب القائمين على المكان وبما يخالف المادة 46 و47 من القانون 71 لسنة 2009 م الخاص برعاية المرضى النفسيين والذى ينص على العقاب بالسجن لمدة سنتين والغرامة لكل من أهمل فى حراسة وتمريض مريض وما من شأنه تسبيب إصابات له فما بالكم بمن قام بالاعتداء.
ووفقا لمحضر إثبات الحالة الذى حرر الجمعة الماضية بتاريخ 7 فبراير الجارى فقد تم الاعتداء على المريض محمد أبو العنين وإصابته بكدمات فى عينه وبطنه وخصيته فى الساعة الثانية عشر والنصف ظهرا ولم يقم الطبيب والتمريض النوبتجى بعرضه للعلاج بمستشفى بنها العام إلا بعدها بساعات وتم تركه لينزف الأمر الذى دفع مسئولو مستشفى بنها العام لإبلاغ الشرطة بالواقعة.
المحضر الثانى يكشف عن مأساة أخرى وهى تعرض المريض يحيى أبو زيد للضرب على يد مريض آخر يدعى محمد السيد عرفات محتجز معه بنفس العنبر دون تدخل الأطباء والتمريض وتركوه يعتدى عليه ويضربه بالحذاء مما أحدث به إصابات شديدة وبعد أن أنهى الأول الاعتداء على الثانى فى مشهد أمتع التمريض قاموا بسحل المعتدى والمفترض أنه مريض نفسيا والاعتداء عليه وضربه وإصابته بعدة إصابات.
وبسؤال المرضى خلال محضر إثبات الحالة أقروا أن وراء واقعتى الاعتداء 3 ممرضين وطبيب نوبتجى اكتفى أن يكون مشاهدا للأحداث دون أن يرق قلبه لهؤلاء لمرضى البسطاء.
وبسؤال أحد المرضى بالمستشفى أكد أنه تعرض لضرب شديد من الممرضين حيث قال: فى مرة رفضت أخذ العلاج فقاموا بضربى ضربا شديدا , وقاموا بربطى فى سرير المستشفى وحاولوا إرغامى على أخذ الدواء بالقوة ,حيث قاموا بكتم أنفاسى حتى اضطر رغما عنى فتح فمى فيعطونى الدواء , وهذا حال الكثيرين الذين يرفضون أخذ الدواء أو من يرفضون تنفيذ التعليمات وتابع قائلا الممرضون يستخدموننا كأداة لتنفيذ مطالبهم الشخصية ,وأيضا يجبرون بعض المرضى ليقومون بتنظيف دورات المياة ,وغيرها من أشكال التعديات علينا , وللأسف أهالى هؤلاء المرضى يتكتمون على ما يحدث لأبنائهم ولا يفعلون شىء لأنهم يخافون لأن أبنائهم تحت رحمة الممرضين .
الخلاصة أن المريض النفسى هو إنسان أولا وأخيرا لا يجب معاملته كأنه شخص ليس لديه عقل , وإنما يجب معاملته معاملة حسنة وبث روح الأمل فيه وتشجعيه وزيادة رغبته فى الشفاء والتعافى بدلا من غرس روح اليأس فيه ,فالألم النفسى أصعب بكثير من الألم الجسدى ولا يدركه إلا من يعانيه.
تُكثف أجهزة الأمن بالقليوبية جهودها لسرعة كشف غموض كانت مستشفى الصحة النفسية ببنها قد شهدت عدة تجاوزات آخرها هروب 9 مرضى من داخل مستشفى الصحة النفسية ببنها من المدمنين في ظروف غامضة، بعد أن استولوا على المفاتيح من الممرضين.
ووفقا لما يؤكده البعض فإن المستشفى تستقبل أحيانا بعض الهاربين من أحكام أو المتهمين ليتم استخراج تقارير تفيد بانهم مرضى نفسيين للهروب من الجريمة.
الوقائع مهداه لوزيرة الصحة الدكتورة مها الرباط وللمسئولين عن الصحة النفسية فى مصر وللمهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية آملين فى إصلاح أوضاع لا يمكن السكوت عنها.