ماذا عن الذين يتوفون بسبب انفلونزا الطيور أو الخنازير أو الجلطات القلبية والدماغية؟، وماذا عن الذين يتوفون بسبب مرض السرطان؟، هل هؤلاء لن يدخلوا فى درجة الشهيد مثل المبطون والمطعون والمتوفى تحت الهدم؟، وماذا لو أن العرب أيام الرسول كانوا يعالجون المبطون والمطعون؟، هل كانت هذه الأمراض سترفع من أحاديث الشهادة؟ هذا السؤال طرأ في ذهني أول من أمس عند كنت اكتب عن انفلونزا الخنازير والطيور، وعن تضارب تصريحات قيادات وزارة الصحة حولها، وقبل أن تتوه الأسئلة فى ذاكرتي الضعيفة عدت إلى كتب السنة النبوية، وحاولت العثور عن إجابة، وللأسف كل ما استطعت التوصل إليه سبق أن كتبت عنه من قبل فى مقالات هنا، وهو أن عدد الحالات التي أخذت درجة الشهادة حوالي عشرين حالة، جاءت جميعها في ستة أحاديث، الأول وهو اشهرهم حديث أبوهريرة وورد في البخاري ومسلم والترمذي وأحمد، وتحدث عن الحالات الخمس، والثاني لأنس بن مالك أكد على المطعون: «الطاعون شهادة لكل مسلم»، وأخرجه البخاري ومسلم، والحديث الثالث رواه جابر بن عتيك، وقد أضاف ثلاث حالات جديدة وهى: المتوفى في حريق، وبسبب مرض في جنبه، والمرأة التي تموت في ولادة أو في نفاس، قال: قال رسول الله : «ما تعدون الشهادة؟» قالوا: «القتل في سبيل الله تعالى»، قال رسول الله : «الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة»، أخرج هذا الحديث أبوداود، وقد فسروا صاحب ذات الجنب بأنه: قرحة في الجنب، وورم شديد، والمرأة تموت بجمع: المرأة تموت حاملاً، وقد جمعت ولدها في بطنها، وقيل: هي التي تموت في نفاسها وبسببه، وقيل التي تموت عذراء، والأول: أشهر الأقوال. والحديث النبوي الرابع رواه سعيد بن زيد، وقد أضاف أربع حالات جديدة قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد» ، أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح. والحديث الخامس رواه سويد بن مقرن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل دون مظلمته فهو شهيد»، وأخرجه النسائي، والحديث السادس والأخير رواه ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «موت غربة شهادة»، وقد أخرجه ابن ماجة، هذه هي الحالات التي أخذت درجة الشهيد، لكن السؤال مازال مطروحا: لماذا لم تتضمن هذه الحالات المتوفى بأمراض القلب او السرطان أو الفشل الكلوى أو انفلونزا الطيور والخنازير؟، وهل لو كان لبعض الحالات المرضية المذكورة فى الأحاديث النبوية علاجا كانت أخذت درجة الشهادة؟، وماذا عن الإيدز والجلطات الدماغية؟