لماذا سننزل اليوم إلى الميادين والشوارع؟، هل لكى نوقع للفريق السيسى على بياض؟، هل لكى يقضى على الإرهاب فى سيناء وعلى العنف فى القاهرة والمحافظات؟، الإجابة بكل بساطة نعم، نحن فى حاجة لإنقاذ بلدنا من الإرهابيين ومن المتطرفين، نحن فى حاجة ملحة إلى وقف بحور الدماء التى تسيل يوميا باسم شرع الله والإسلام. جماعة الإخوان المسلمين وتوابعهم نجحوا فى تحويل سيناء فى عهد الرئيس المخلوع محمد مرسى إلى مزرعة لإيواء وتدريب وتصدير الإرهابيين، وقد حذرنا مرارا هنا من خطورة الوضع فى شمال سيناء، وطالبنا أكثر من مرة بتدمير الأنفاق وبتصفية الإرهابيين والتكفيريين الذين يرفعون السلاح، لهذا سننزل اليوم ونوقع للسيسى على توكيل بتطهير سيناء من حماس والقسام والإخوان والسلفيين المتطرفين، كما سننزل ونوقع له كذلك على توكيل لوقف العنف فى القاهرة والمحافظات الذى تنتجه قيادات جماعة الإخوان وتوابعها صباح مساء فى رابعة العدوية والنهضة وبعض المحافظات، فمن حقنا أن نتحرك فى بلدنا دون خوف من متطرف أو من أحمق أو من مريض فكريا. وفى ظنى أن ما تنتجه قيادات جماعة الإخوان فى رابعة من عنف أخطر بكثير من الإرهابيين فى سيناء، وخطورته فى أن قيادات الجماعة تستغل بعض المواطنين الأبرياء من الشباب والأطفال والنساء والفتيات وتقوم بتحويلهم إلى مشاريع إرهابية أو تقوم بتحويلهم إلى أداة عنف وكراهية، حيث تقوم ببرمجتهم ذهنيا بمفاهيم الجهاد والاستشهاد لكي يتحولوا إلى خراطيش أو بنادق آلية أو مولوتوف أو أحزمة ناسفة تستحوذ من خلالهم على السلطة، حيث أقنعتهم بأنهم يدافعون عن الإسلام ويجاهدون لنصرة كلام الله سبحانه وتعالى، والمجاهد له الجنة إذا قتل، وقد حاولنا مرارا وتكرارا أن نوضح لأولادنا الفرق بين الشهيد والإرهابي لكن للأسف لا يستمعون جيدا، ولكى نبرئ ذمتنا أمام الله عز وجل نقول من يقتل مسلما تحت أى عنوان لا يعد شهيدا، وأن السنة النبوية منحت درجة الشهادة إلى حوالي عشرين حالة ليس بينها المسلم الذى يقاتل مسلما، أشهر الحالات خمس ذكرت في حديث أبو هريرة: المبطون والمطعون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله؟، وقد جاءت جميع الحالات في ستة أحاديث نسبت إلى رسولنا الكريم في الصحاح، الأول وهو اشهرها حديث أبي هريرة وورد في البخاري ومسلم والترمذي وأحمد ، وتحدث عن الحالات الخمس، والثاني لأنس بن مالك أكد على المطعون( الذي أصيب بمرض الطاعون وليس الذي طعن بسكين أو آلة حادة): «الطاعون شهادة لكل مسلم»، وأخرجه البخاري ومسلم. والحديث الثالث رواه جابر بن عتيك، وقد أضاف ثلاث حالات جديدة وهى: المتوفى في حريق، أو بسبب مرض في جنبه، والمرأة التي تموت في ولادة أو في نفاس، قال: قال رسول الله: «ما تعدون الشهادة؟» قالوا: القتل في سبيل الله تعالى، قال رسول الله : «الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة» أخرج هذا الحديث أبو داود، وقيل فى الشروح إن صاحب ذات الجنب: قرحة في الجنب، وورم شديد، والمرأة تموت بجمع: هي المرأة تموت حاملاً، وقد جمعت ولدها في بطنها، وقيل: هي التي تموت في نفاسها وبسببه، وقيل التي تموت عذراء، والأول: أشهر الأقوال. والحديث النبوي الرابع رواه سعيد بن زيد، وقد أضاف أربع حالات جديدة قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد» وقد أخرج الحديث الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح. والحديث الخامس رواه سويد بن مقرن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل دون مظلمته فهو شهيد»، وأخرجه النسائي، والحديث السادس والأخير فقد رواه ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «موت غربة شهادة»، وقد أخرجه ابن ماجة. هذه هي الحالات التي أخذت درجة الشهيد، ويتضح أنها ضمت بعض الحوادث والأمراض التي اشتهرت خلال عصر الرسول مثل الموت تحت الأنقاض، ومرض الطاعون ، أما المسلم الذي يقتل مسلما فهو قاتل وعقابه النار خالدا فيها كما قال لنا سبحانه وتعالى:» «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خلدا فيها النساء 93».