لا يريد الشيخ يوسف القرضاوى الرئيس السابق للاتحاد العالمى للعلماء المسلمين، أن يعطى لمتابعيه الفرصة ليلتقطوا أنفاسهم لاستيعاب ما تتضمنه خطبه السابقة من انتقادات للقيادة السياسية الحالية، ليشن هجوماً جديداً على دولة الإمارات. «الإمارات تقف ضد كل حكم إسلامي وتعاقب أصحابه وتدخلهم السجون»، تلك الجملة تضمنتها خطبة «القرضاوى» الأخيرة التى ألقها فى أحد مساجد دولة قطر؛ ليؤدى بها إلى توتر دبلوماسى بين أبو ظبى والدوحة. الإمارات لم تصمت على تطاول «القرضاوى» واستدعت السفير القطرى لديها وأبلغته عبر وزير الدولة للشئون الخارجية أنور قرقاش بضرورة وقف الداعية المصري المولِد القرضاوي عند حده، والتراجع عن تصريحاته المسيئة لأبو ظبى، ومن جابنها أكدت السلطات القطرية عدم مسئوليتها عما يقوله الرئيس السابق لاتحاد العلماء المسلمين كنوع من تخفيف حدة التوتر الحاصل. وبالتصريحات الأخيرة ل«القرضاوى» فإن الشيخ ينتقل من مرحلة الهجوم المحلى على القيادة السياسية المصرية إلى التطاول على الأشقاء العرب دون سند موثق، وهو ما يثير مخاوف حول الأهداف القطرية من استمرار الرجل فى هجومه وما ترمى إليه من نتائج لشق الصف العربى. وبالمقابل فإن الموقف المصرى مازال كما هو؛ إذ إن الاستنكار متواصل تجاه المواقف القطرية وهو ما يظهر فى الاستدعاء المتكرر للسفير القطرى بالقاهرة وإبلاغه بالغضب الدبلوماسى والشعبى من ممارسات الدوحة، فيما أبلغ السفير المصرى بالدوحة السلطات القطرية باستنكار بلاده لتصرفاتها. ووصف عدد من السياسيين «القرضاوى» بالخائن لبلاده، معتبرين هجومه الأخير على دولة الإمارات بمثابة مؤشر لتنفيذ خطة صهيونية لشق الصف العربى. وطالب الساسة فى تصريحاتهم ل«الوفد» اتخاذ موقف عربى حاسم تجاه التطاولات القطرية بحق الدول التى دعمت الجيش والشعب المصرى فى الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى، مؤكدين أن الإمارات تدفع ثمن وقوفها بجانب المصريين فى دفاعهم عن حريتهم. وأكد السياسيون أن سحب الدول العربية سفراءها من الدوحة، يعتبر رداً قوياً، حال تصاعد الهجوم القطرى على الأشقاء العرب. قال الدكتور طارق زيدان، رئيس حزب الثورة المصرية، إن الشيخ يوسف القرضاوى يستمر فى القيام بدوره فى مسلسل المتاجرة بالدين، موضحاً أن الرئيس لسابق للاتحاد العالمى للعلماء المسلمين يلوى الفتاوى لخدمة الأغراض السياسية دون أدنى احترام للشريعة الإسلامية. وأردف: «لقد باع القرضاوى آخرته بدنياه من أجل المال»، مشيراً إلى أن «الشيخ» يتحصن بدولة قطر التى بها أكبر قاعدة أمريكية فى الخليج العربى. وتساءل «زيدان» مستنكراً: «لماذا يكرس القرضاوى كل جهده لمهاجمة الدولة العربية الشقيقة ويتجاهل التجاوزات التى تمارسها الأسرة الحاكمة فى قطر؟ ألا يعد ذلك من الدين؟»، موضحاً أن فتاوى الشيخ تمتد وتتقلص وفقاً للتوجهات الأمريكية وليس ما يتفق مع الإسلام. وقلل رئيس حزب الثورة المصرية، من تأثر خطب وفتاوى «القرضاوى» على العلاقات بين الدول العربية، مؤكداً فى الوقت نفسه ضرورة اتخاذ موقف حاسم وجماعى ضد الدوحة لوقف ما وصفه بالتطاولات القطرية. وأضاف أن الهجوم الأخير على دولة الإمارات بمثابة عقاب لها على مساندتها جيش وشعب مصر الذى أطاح بالرئيس المعزول محمد مرسى، مطالباً بسحب الدول العربية سفراءها من الدوحة حال استمرار الانتقاد القطرى للأشقاء العرب. من جانبه انتقد ممدوح قناوى، رئيس الحزب الدستورى الحر، تصريحات «القرضاوى» الأخيرة، مؤكداً أن هدفها زعزعة التماسك العربى ومعاقبة الإمارات على دورها الكبير مع الجيش والشعب المصرى. وتابع: «القرضاوى لا يستحق لقب لما عليه من مآخذ عديدة فاقت حدود وصفه حتى بالمصرى»، واصفاً إياه بالخائن لدينه ووطنه والخادم لأمير دولة قطر الذى يمنحه المال. وأضاف «قناوى» أن «القرضاوى» ترك مصر قبل عشرين عاماً ليحصل على الجنسية القطرية، لذا فلا يمكن اعتباره مصرياً وبالتالى فيجب تجاهل تصريحاته وفتاويه المهاجمة لمصر وأى دولة عربية أخرى. وأكد أن الانشغال بالضغط الخارجى ومخططات الإمبريالية العالمية سيدخل الوطن فى نفق مظلم، لافتاً إلى ضرورة اتباع استراتيجية الانغلاق والتجاهل من أجل التركيز على بناء الوطن الذى عانى طوال السنوات الماضية من الظلم والاستبداد والفقر، وأردف: «يجب التركيز على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة». ووجه رئيس الحزب الدستورى الحر حديثه ل«القرضاوى» قائلاً : «أنت فى مزبلة التاريخ وأصبحت (فعل ماضى) غير مؤثر حتى داخل جماعة الإخوان المسلمين فما بالك بخارجها»، مطالباً بترحيل الشاعر عبدالرحمن يوسف نجل «القرضاوى» إلى قطر وسحب الجنسية المصرية منه. وتأسف وحيد الأقصرى رئيس حزب مصر العربى الاشتراكى، على ما وصل إليه حال الرئيس السابق للاتحاد العالمى للعلماء المسلمين، وقال: «يؤسفنى كمسلم أولاً وكمصري ثانياً أن يبلغ شيخ له تاريخه فى الفتوى تلك الدرجة المتدنية من الخطابة التى لا تليق بعمامته ويتعارض مع تعاليم الإسلام». وأضاف «الأقصرى» أن «القرضاوى» الذى يدعى المثالية والتمسك بتعاليم الإسلام يرضى العيش فى كنف دولة قطر، وتابع: «قطر تنفذ أجندة صهيونية ويظهر ذلك جلياً فى وجود أكبر قاعدة أمريكية على أراضيها فى الوقت الذى ترفض فيه مصر أى تواجد أمريكى على أرض الكنانة ما يؤكد عمالة وخيانة الدوحة للعرب». وأكد أن الدوحة تسعى لتدمير الجيش المصرى بإيعاز من واشنطن وتل أبيب، وأردف: «الجيش المصرى هو أقوى جيوش المنطقة وأمريكا تستهدف القضاء عليه لاحكام سيطرتها على المنطقة.. وإذا كان القرضاوى لا يعلم ذلك فعليه أن يلزم بجهله بيته أما إذا كان يعلم فهو خائن لدينه ولوطنه». ودعا رئيس حزب مصر العربى الاشتراكى إلى سحب الجنسية من «القرضاوى» ونجله عبدالرحمن، وتساءل مستنكراً: «ماذا تنتظر السلطات فى مصر لكى تسحب الجنسية منه بعد كل تلك التطاولات على مصر والأشقاء العرب؟». وقال إن رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين لم يكشف النقاب خلال خطبته الأخيرة عن وجهه القبيح فقط.