أثار الهجوم الذى شنه الشيخ يوسف القرضاوى على دولة الإمارات وحكامها -خلال خطبة الجمعة قبل السابقة ، فى جامع عمر بن الخطاب بالدوحة - متهماً إياها بأنها «تقف ضد كل حُكم إسلامي»، ردود فعل قوية تجاه الداعية، مستنكرة ما تفوّه به، وتقصدّه الإساءة إلى الدولة، حيث عبر العديد من السياسيين عن غضبهم من هذه التصريحات. واللافت للانتباه أنه لم يمر بضعة أيام قلائل على تطاول القرضاوى على الإمارات دون أن تستدعى الخارجية الإماراتية السفير القطرى فى أبوظبى السيد فارس النعيمى وسلمته مذكرة احتجاج على ما قاله يوسف القرضاوى فى خطبة الجمعة قبل الماضية فى هجوم على الإمارات والتعريض بها. والغريب فى الأمر أنه عقب التطاول على دولة الإمارات وأمراء الخليج، تزايدت الأنباء حول ان الشيخة موزة زوجة أمير قطر السابق ووالدة الامير الحالى تميم وصاحبة النفوذ الكبير قد أعطت أوامرها بطرد الشيخ يوسف القرضاوى من قطر بعد تسببه فى مشاكل مع أمراء الخليج كما أمرت بمنعه من الخطابة فى المسجد الذى يخطب فيه، وهذا ما حدث بالفعل والدليل على ذلك أنه لم يقم بإلقاء خطبته الجمعة الماضية. لذا استطلعت « النهار» آراء بعض الخبراء والسياسيون حول تصريحات القرضاوى الأخيرة وإساءته لدولة الامارات، وما الأسباب التى دفعته للقيام بذلك؟، وما الأسباب أيضاً التى دفعت دولة قطر لمنعه من إلقاء خطبة الجمعة؟، وبما يتم وصف التصريحات المتتالية للقرضاوى التى يتعمد خلالها إهانة كل البلدان العربية المناهضة لجماعة الاخوان المسلمين؟.. وجاءت إجابتهم خلال السطور التالية :- فى البداية أكد الدكتور عبد الغفار شكر ، رئيس حزب التحالف الاشتراكي، أن قيام دولة قطر من منع الشيخ يوسف القرضاوى من إلقاء خطبة الجمعة الماضية بعد تطاولة فى الخطبة السابقة لها على حكام دولة الامارات، جاء خوفاً على مصالحها مع الأخيرة، لذا قررت من القرضاوى من إلقاء الخطبة. شيخ مخرف وأضاف شكر أن تطاول القرضاوى على دولة الامارات ووصف حكامها بأنهم يحاربوا الاسلام، أمر بات معتاد عليه منه نظراً للتطاوله أكثر من مرة على مصر وجيشها عدة مرات من قبل، لافتاً إلى أن السبب الرئيسى الذى دفعه للتطاول على دولة الأمارات جاء نظراً لمساعدتها الدائمة لمصر وهذا ما اتضح بشكل كبير بعد إلقاءها القبض على 35 فرداً من عناصر الإخوان منهم 20 إخوانياً مصرياً، ونظراً لإنتماءه للتنظيم الدولى للإخوان لم يتراجع عن إهانة أكبر دولة تقف بجانب مصر وهى الإمارات. وأوضح شكر أن قطر قامت بمنع القرضاوى من التطاول على حكام الامارات لأنها تحرص على علاقاتها بالأخيرة، واصفاً تصريحات القرضاوى بأنها تؤكد وصوله لمرحلة « التخريف» وذلك بحكم سنه، إلا أنه فى هذه الحالة لابد من منعه من القيام مرة أخرى بذلك حتى لا تخسر قطر أغلب البلدان العربية التى تجمعها بهم علاقات ومصالح سواء سياسية أو اقتصادية. صمته خير بينما يرى مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق ، أن منع قيام دولة قطر الشيخ القرضاوى من إلقاء خطبة الجمعة الماضية جاء خوفاً من تطاوله مرة أخرى على دولة الأمارات، تلك الدولة التى تربطها بها مصالح مشتركة كثيرة، موضحاً أن موقف قطر يبدو غريباً للغاية وذلك لأنها لم تفعل ذلك تجاه مصر رغم تطاول القرضاوى أكثر من مرة على مصر وجيشها. وإضاف مكرم أن الشيخ القرضاوى يؤكد بموقفه ذلك مدى ولائه لجماعة الإخوان المسلمين واستعداده التام لتلقى أوامرهم وتنفيذ مطالبهم، بغض النظر عن مراعاته لمصالح دولة قطر تلك الدولة التى منحته الجنسية . وأوضح مكرم أن جميع فتاوى الشيخ يوسف القرضاوى الأخيرة تؤكد أنه قد دخل مرحلة « الحرج» ، لذا فمن الأفضل له أن يصمت ، وذلك لأنه تطاوله وإهانته المستمرة للبلدان المناهضة لجماعة الأخوان المسلمين ، يؤدى لتآكل رصيده الدينى الذى أوشك على النفاد ولم يبق منه أى شيئاً. التنظيم الدولى فيما يرى الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تطاول القرضاوى على دولة الإمارات خلال هذه الفترة جاء بعد مساعدتها الدائمة لمصر ودعمها لشعبها منذ أن تمت الإطاحة بحكومة الاخوان المسلمين عقب ثورة 30 يونيو، لافتاً إلى أن القرضاوى يؤكد بتطاوله المستمر على دول العرب مدى جديته الدائمة فى تنفيذ أجندات وخطط التنظيم الدولى للإخوان فى إثارة الفتن بين العرب. وأضاف نافعة أن استمرار القرضاوى فى تطاوله على البلدان العربية المساندة للشعب المصرى يعكس مدى خيانته لبلده- مصر-، موضحاً أن دولة الإمارات لابد عليها أن تطالب دولة قطر بسحب جنسيتها من القرضاوى الذى تطاول عليها وعلى حكامها بدون أى أسباب لذلك. وأوضح نافعة أن القرضاوى تعمد الإساءة لدولة الإمارات لأنها باتت من أكثر البلدان العربية المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى غليها ويسعى لتنفيذ مخططاتها ، إلا أن هذه المخططات ستنتهى بالفشل وذلك لأن جميع البلدان باتت تعرف مخططات تلك الجماعة ول تتراجع عن تأييدها ودعمها لمصر وشعبها. وطالب نافعة الشيخ القرضاوى بالتركيز فى الدعوى الدينية والابتعاد تماماً عن الحديث فى السياسة، وذلك لأن منابر المساجد خصصت للدعوات الدينية وليست السياسية، هذا بجانب أن خلط الأمور السياسية وربطها بفتاوى دينية يعد أمراً غير مقبول تماماً حتى لا يخسر القرضاوى مكانته الدينية من قبل العرب جميعاً. ذراع الجماعة بينما قال أحمد دراج، القيادى بجبهة الانقاذ، أن تطاول القرضاوى على دولة الامارات الداعمة لمصر يعكس مدى غضبه الدائم من البلدان المساندة لمصر، وهذا الأمر فى حد ذاته يعكس أن مخططات ذراع الجماعة وهو القرضاوى ستنتهى بالفشل خاصة أن منابر المساجد لن تتحول بأى حال من الأحوال لساحة للنزاع السياسي. وأضاف دراج أن تطاول القرضاوى على دولة الامارات من جهة ومصر من جهة أخرى يعد مرفوضاً تماماً خاصة بعدما أكد فى خطبته أيضاً أن جيش مصر وراء جميع العمليات الارهابية التى تحدث فى مصر ، لافتاً إلى أنه لابد على دولة الإمارات أن تسعى للضغط على دولة قطر لتسليم القرضاوى لمصر منعاً لإثارة الفتن بين البلدان العربية وهذا ما يسعى القرضاوى لتنفيذه تلبية لأوامر جماعته الارهابية. واشار دراج إلى أن التصريحات المتتالية للقرضاوى التى يتطاول فيها على مصر وبلدان الخليج والإمارات تفضح جماعة الإخوان وتكشف مخططاتها الارهابية. لذا فمن الأفضل على القرضاوى أن يتقاعد ، وذلك لأنه وصل لمرحلة « التخريف» نظراً لكبر سنه، ولابد أن يأخذ فترة نقاهة يقضيها فى أى مصحة نفسية . وانتقد دراج فى الوقت ذاته صمت دولة قطر على تطاولات القرضاوى ويؤكد لجميع العالم مدى تأييدها للمخططات التخريبية التى يسعى القرضاوى لتنفيذها فى المنطقة العربية. بينما استنكر الدكتور محمد شوقى ، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، جميع تصريحات القرضاوى التى أصدرها خلال الفترة الماضية أو خلال خطبه الجمعة قبل السابقة، مؤكداً أن التصريحات التى يدلى بها من حين لآخر تؤكد للجميع أنه قد وصل لمرحلة ال» الهذيان» ولابد من معالجته فى مصحة نفسية، وخير الرد عليه هو الصمت وذلك لأن الرد عليه يجعله يتطاول أكثر فى محاولة منه لبث الخوف والذعر بين العرب بعد تأكدهم أن الجماعة باتت على وشك ال» الإنقراض». وأضاف شوقى أن تصريحات القرضاوى تعكس مدى السياسة الخارجية لقطر، وإلا كانت قد منعته من التطاول على مصر خلال الفترة الماضية ، مبدياً تساؤلاً وهو لماذا قامت قطر بمنع القرضاوى من إلقاء خطبة الجمعة الماضية هل خوفاً من أن تخسر الإمارات وفى هذه الحالة أكدت لمصر وشعبها أنها لا تحرص على استمرار العلاقات والمصالح المشتركة بينها وبين مصر. وأشار شوقى إلى أن استخدام القرضاوى الدائم للمنابر الدينية لتحقيق مخططاته الإرهابية يهدف لإثارة الفتن بين العرب، لذا لابد عليه أن يترك المجال السياسى للمختصين به، وأن يركز اهتمامه على الجانب الدينى وبالأخص فقه العبادات وذلك حتى يتقرب إلى الله عزوجل خاصة ان العمر لم يعد به بقيه ، موضحاً انه لا ينبغى عليه أن يجعل جميع دول العالم أن تتخذ رأيه منهجاً لتسير عليه، إذ ان لكل مواطن رأيه الشخصى الذى لابد أن يسعى للاحتفاظ به ، وإذا رغب فى إيصاله للناس للاقتداء به لماذا لم يتحدث ولو مرة واحدة عن الشأن الداخلى لقطر هل خوفاً من قادتها وساستها تجنباً لعدم أخذ الجنسية منه. وأوضح شوقى أن استخدام القرضاوى الدائم للمنابر الدينية بقطر للهجوم على القادة المصريين وأمراء الخليج والعرب قد يؤثر بالسلب على العلاقات الدبلوماسية بين قطر وعدد كبير من البلدان العربية، لذا لابد على قطر أن تتخلى بسرعة عن صمته وتقوم باتخاذ إجراءات فعلية لمنع أية تجاوزات من قبل القرضاوى على أى شخص سواء داخل دولة قطر أو خارجها .