وجه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات انتقادات حادة للسياسات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية، خلال ندوة حول السلام فى الشرق الأوسط عقدت فى إطار منتدى ميونخ للأمن فى ألمانيا. وذكر أن عريقات اشتبك كلاميا مع رئيسة طاقم المفاوضات الإسرائيلى تسيبى ليفني، عندما اعتبرت ليفنى أن الضفة الغربية هى “يهودا والسامرة”، وطالبت بأن يتوقف الفلسطينيون عن تسمية يافا وحيفا بأسمائها العربية، وأن يتوقف اللاجئون الفلسطينيون عن الحلم بالعودة إليها. وقال عريقات “إن إسرائيل دولة قوية لديها 3 آلاف دبابة وألفا طائرة حربية وأسلحة نووية ودعم كامل فى الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكيين، وبالتالى ما هى فرصى وهل هناك عدل؟” وأضاف “ولكن أمام إسرائيل 3 خيارات، وهى الخيار الذى أطرحه وهو حل الدولتين، أما الثانى فهو إذا ما أراد الإسرائيليون أن يطلقوا على مدينتى أريحا اسم (يريحو) وعلى القدس (يروشلايم) وعلى نابلس (شخيم) فعندها سيكون الحل هو دولة واحدة، أما الثالث على الأرض اليوم فى عام 2014 أن هناك شوارع فى الضفة الغربية لا يمكننى أن استخدمها كفلسطيني، والآن فإن كلمة الأمن تبرر نظام الفصل العنصرى الموجود فى الضفة الغربية”. وردت ليفنى على عريقات بلهجة حادة “يقول صائب إنه إذا ما أردت أن تسمى أريحا، مدينته، ب(يريحو) وهو الاسم اليهودى لهذا المكان، فإن بإمكانكم ذلك ولكنها ستكون دولة واحدة، حسنا إنها ليست مسألة سرد تاريخي، إن هذه المناطق فى الضفة الغربية التى نسميها ‘يهودا والسامرة' هى جزء من تاريخنا ولن نقنعكم بهذا الأمر بنفس الطريقة التى لن تقنعونا بسردكم التاريخي”. وأضافت ليفنى “أنها ليست مسألة أى الروايتين التاريخيين أكثر عدلا ومن هو أكثر حقا بالأرض كلها، وإنما تتعلق بإمكانية الإبقاء على بعض الأحلام بأن تكون هناك دولتان لشعبين، وعندما يحدث هذا الأمر. صائب، رجاء عدم تسمية مواقع فى داخل إسرائيل مثل يافا وحيفا وأماكن أخرى بأسماء عربية، حسنا يمكنكم أن تسموها بأسماء عربية ولكن لا تقولوا للاجئين الذين ينتظرون فى لبنان وأماكن أخرى ان يعيشوا فى هذه المناطق، لأن هذا ضد مبدأ دولتين لشعبين لسنوات طويلة كان الفلسطينيون يقولون دولتين لشعبين لأن حقيقة وجود إسرائيل منحتهم الشرعية لطلب الشرعية من العالم بأن تكون لهم دولتهم”. وأثارت ردود ليفنى غضب عريقات الذى توجه إلى ليفنى بالقول “تتحدثين عن سرد تاريخي؟ نعم إنه سرد تاريخي، أنا ابن أريحا، عمرى 10 آلاف سنة، لقد احتفلت العام الماضى بعيد ميلاد مدينتي، أنا الابن الفخور للكنعانيين وقد كنت قبل 5 آلاف و500 سنة من قدوم ‘يهوشع بن نون' الذى أحرق مدينتى أريحا، لن أغير تاريخي”. وأضاف “وعندما تقولين لى اقبل إسرائيل كدولة يهودية، فهذا يعنى أنك تطلبين منى أن أغير تاريخي، أمامك خياران، فإما أن تذهبى إلى الأممالمتحدة لتغيرى اسم دولتك أو أن تقبلى اعترافى باسمك المسجل فى الأممالمتحدة، إن الدول تذهب وتسجل اسمها وتاريخ ميلادها فى الأممالمتحدة وهناك دول غيرت أسماءها ولكننى لن أغير تاريخي، إن اليهودية بالنسبة لى ليست تهديدا وإنما هى دين مثل الإسلام والمسيحية، وأنا اعترف بحق إسرائيل بالوجود فى أمن وسلام، ولذا توقفوا عن مطالبتى (الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية)، إن المسلمين والمسيحيين فخورون بتاريخهم وأنا لن أغير تاريخي”. ورفض عريقات تنصل ليفنى من مسؤولية إسرائيل عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين. وقال “لم يصبح اللاجئون الفلسطينيون لاجئين بسبب بركان أو تسونامى أو هزة أرضية، لقد أصبحوا لاجئين لسبب سياسي، ولذلك قفوا على أرجلكم وخاطبوهم وقولوا لهم واعتذروا لهم عن معاناتهم. إن لهؤلاء الناس الحق الكامل باتخاذ القرار بموجب قرارات الأممالمتحدة، ونحن نحاول الوصول عبر المفاوضات لحل عادل بموجب مبادرة السلام العربية، ولكن لا تحاولوا أ