وزيرا الأوقاف والعمل ومحافظ القاهرة في رحاب مسجد السيدة نفيسة (صور)    وزير الخارجية البريطاني: لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي أبدا    لماذا لم يحضر ترامب حفل زفاف بيزوس؟.. الرئيس الأمريكي يكشف السبب    الأدب والحكايات الشعبية مفتاح للوحدة ويمنع الانقسام والتناحر في كتاب جديد    رغم الخروج المبكر.. مدرب العين فخور بمشوار فريقه في مونديال الأندية    فيديو يقود مباحث دار السلام لضبط "ديلر الاستروكس"    بوتين: العلاقات بين موسكو وواشنطن بدأت تتحسن    تعرف على موعد وفضل صيام يوم عاشوراء    بحضور النقيب.. افتتاح مصيف المهندسين بالمعمورة بعد تطويره في الإسكندرية    محافظ كفرالشيخ: انطلاق قافلة دعوية كبرى من مسجد الضبعة بالرياض    في أول جمعة من العام الهجري الجديد.. افتتاح مسجد "آل يعقوب" بقرية سفلاق بسوهاج    ثنائي الأهلي يزين التشكيل الأفريقى المثالى لمرحلة المجموعات فى مونديال الأندية    "القومي للطفولة" يحبط زواج طفلة 14 عاما بمحافظة قنا    نيوم يتوصل لاتفاق مع جالتييه لتدريب الفريق    الرقابة المالية تستعرض تجربتها الرائدة في إطلاق أول سوق كربون طوعي مراقب ومنظم أمام وفد ليبي يضم جهات حكومية    مصرع شابين وإصابة آخر في حادث مروري بقنا    جميعهن فتيات.. ننشر أسماء ضحايا حادث الإقليمي بالمنوفية    مجلس الوزراء يكشف حقيقة اعتزام الدولة خصخصة الجامعات الحكومية    السيطرة على حريق بمحول كهرباء في كفر شكر بالقليوبية    "البترول": نجاح أعمال الحفر ببئر "ظهر 6" وإضافة 60 مليون قدم مكعب يوميًا إلى الإنتاج    الإثنين المقبل.. انطلاق فعاليات معرض الفيوم للكتاب    عبد المنعم المرصفي: التمثيل مصدر رزقي الوحيد.. وعايش على السلف لحد ما يجي لي شغل    أحمد رزق يحتفل بتخرج نجله من المدرسة.. وإيمان العاصي تعلق (صورة)    الإثنين المقبل.. المحطة الأخيرة لقانون الإيجار القديم قبل إقراره تحت قبة البرلمان    خطيب المسجد النبوي: صوم التطوع في شهر المحرم أفضل الصيام بعد رمضان    شحنة جديدة من الأدوية و15 كرسيا متحركا لتوزيعها على المستحقين بأسيوط    صحة الغربية تحقق في واقعة تبدل جثتين في مشرحة مستشفى زفتي العام    «الصحة» تطلق حملة قومية للتبرع بالدم في جميع المحافظات    نجاح أول عملية تكميم معدة لطفلة بالمنظار بمستشفى جامعة أسيوط    إيرادات الخميس.. «المشروع x» يحافظ على صدارة شباك التذاكر    كأس العالم للأندية| تفوق جديد ل صن داونز على الأهلي    ضبط قضايا اتجار غير مشروع في النقد الأجنبي ب4 ملايين جنيه    الحكومة تنفي خصخصة الجامعات الحكومية وتؤكد: "مملوكة للدولة"    الرئيس اللبناني يدين التصعيد الإسرائيلي على منطقتي النبطية وإقليم التفاح    انخفاض أسعار الذهب عالميًا ومحليًا وسط هدوء التوترات الجيوسياسية    الحكومة تحدد ضوابط العمرة الجديدة لعام 1447    نيللي كريم عن «هابي بيرث داي»: فكرته لمست قلبي والسيناريو عميق    مستوطنون يعتدون على منازل جنوب الخليل.. وإصابة فلسطينية في مسافر يطا    محافظ الجيزة يعتمد المخططات التفصيلية لأحياء الدقى والعمرانية وبولاق الدكرور    السيطرة على حريق نشب فى ثلاثة سيارات ملاكى بحى شرق أسيوط    حصيلة الانزلاق الأرضي في كولومبيا ترتفع إلى 16 قتيلا    النواب يوافق على اعتماد إضافي للموازنة ب 85 مليار جنيه (تفاصيل)    طب عين شمس: توزيع المهام.. وإدارة غرف العمليات باتت جزءًا من تقييم الأطباء    المراجعات النهائية للغة الإنجليزية الثانوية العامة 2025    أسعار اللحوم البلدية اليوم الجمعة 27-6-2025 فى الإسماعيلية    الدورى الجديد يتوقف 5 ديسمبر استعدادا لأمم أفريقيا بالمغرب    محمد شريف ينتظر 48 ساعة لحسم مصيره مع الأهلى.. والزمالك يترقب موقفه    عادل إمام يتصدر تريند "جوجل".. تفاصيل    قتل 8 نساء ورجل.. اليابان تنفذ حكم الإعدام في "سفاح تويتر"    كريم محمود عبدالعزيز يتصدر تريند جوجل بسبب مملكة الحرير    ياسر ريان: طريقة لعب ريبيرو لا تناسب أفشة.. وكريم الديبس يحتاج إلى فرصة    "لازم واحد يمشي".. رضا عبدالعال يوجّه طلب خاص لإدارة الأهلى بشأن زيزو وتريزيجيه    قمة أوروبية.. الريال يضرب موعدًا مع يوفنتوس في دور ال16 بمونديال الأندية    حريق ضخم في منطقة استوديو أذربيجان فيلم السينمائي في باكو    الورداني: النبي لم يهاجر هروبًا بل خرج لحماية قومه وحفظ السلم المجتمعي    هل التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعة؟.. الإفتاء توضح    الإيجار القديم والتصرف في أملاك الدولة، جدول أعمال مجلس النواب الأسبوع المقبل    المفتي: التطرف ليس دينيا فقط.. من يُبدد ويُدلس في الدين باسم التنوير متطرف أيضا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأديب يوسف القعيد في حوار شامل عن الثورة والسياسة ل"الوفد":
الأقدار تدفع ب"السيسي" للرئاسة.. وعليه الابتعاد عن رابطة صناع الطغاة

الأديب يوسف القعيد من أبرز أدباء جيل الستينيات، تكشف كتاباته وآخرها رواية «مجهول» التي صدرت مؤخراً انحيازه إلي عالم الفقراء والمهمشين
ومنذ احترافه الكتابة لم يتخل القعيد عن أصوله الريفية، حيث مسقط رأسه محافظة البحيرة أقصى شمال الوادى، كما لم يتخل عن البسطاء الذين تفاعل معهم دوماً في المقاهى والأسواق، ولديه انحياز كامل إلي الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي يعتبر عصره عصر الكرامة الوطنية، منتقدًا عصر السادات المسئول عن كل الهزائم في عصرنا الحالى.
وفي حواره إلى «الوفد» يكشف «القعيد» أن السلفيين أكثر خطرًا علي مصر من الإخوان المسلمين، ويطالب الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع بالترشح للرئاسة باعتبار ذلك مشيئة الأقدار وبالابتعاد عن رابطة صناع الطغاة، ويؤكد أن السادات اعتبر الإسلاميين خط دفاعه الأول، ومبارك استخدمهم فزاعة للغرب فأصبحوا جزءًا مهماً من نظامه ثم انقلبوا عليه وانتقد حكومة الببلاوى موضحًا أنها قصرت في قضية العدل الاجتماعى وخطابها السياسي مرتبك ويؤدى إلي الفوضى، وحذر من الخروج من مرحلة الأبقار المقدسة في عهد مبارك إلي الدخول في مرحلة الأبقار المقدسة لشباب الثورة، ورفض اعتذار الإخوان مؤخراً، مؤكداً أنه بيان لقيط مثل المتاهة والشعب بدأ يتعايش مع الغياب الأمني ويعتبره حالة طبيعية وهذا أمر خطير.
ماذا بعد الموافقة علي الدستور الجديد؟
- أهم شيء في الموافقة علي الدستور أنه كان استفتاء علي غلق صفحة جماعة الإخوان، والنتيجة كانت مذهلة، حيث جمعت الإخوان بطاقات الرقم القومى من الفقراء مقابل دفع أموال لهم، وحاولوا إرهاب الناس بأن الخارج للاستفتاء مفقود والممتنع مولود!! لكنهم فشلوا وصمم المصريون علي الذهاب وقالوا نعم.
وما ملاحظاتك علي هذا الخروج في الاستفتاء؟
- معظم المصريين خرجوا للاستفتاء معتقدين أنه بمجرد الاستفتاء ستحل مشاكلهم وكأنه سيرفع الرواتب ويخفض الأسعار، دون أن يعرفوا أن الدستور ينظم قوي الدولة أكثر من همومهم اليومية لأن نسبة الأمية 40٪ والفقر 50٪ من الشعب المصرى، كما لاحظت غياب الشباب الثورى بسبب الهجوم علي ثورة 25 يناير وعودة فلول الحزب الوطنى.. ولاحظت أيضاً زيادة عدد الوافدين، فقد رأيت طابور الوافدين في الجامعة العمالية أكثر من 4 كيلو مترات وكأننا أصبحنا شعباً من الغرباء، ولكن خطورة الاستفتاء أنه ولرابع مرة يصوت الشعب ب«نعم» رفضاً لشيء آخر منذ استفتاء 19 مارس الدينى الذي جاءت «نعم» للإخوان وضد القوى الأخرى، ونعم ل«مرسي» كانت تصويتًا سلبيًا ضد «شفيق»، ثم الاستفتاء علي دستور الإخوان والتصويت عليه كان دينيًا، ثم الدستور الجديد الذي رفض به الشعب حكم الإخوان.
يبدو النفاق واضحاً فى حديث البعض عن شباب الثورة؟
- نعم.. وبعد ثورة 25 يناير فوجئت بحوار صحفى ل«وائل غنيم» مع «سيمليدار بيلى» في صحيفة إسرائيلية وكتبت في جريدة «الأخبار» -قبل أن يمنع «حسن البنا» مقالاتى- لماذا حوار في جريدة إسرائيلية؟، وحينها تعرضت لهجوم شديد جداً ولتجاوزات وسباب وكأننا خرجنا من حالة الأبقار المقدسة في عهد «مبارك» ودخلنا مرحلة الأبقار المقدسة لشباب الثورة، ولهذا أري هؤلاء الشباب مساكين جداً لأنهم تعرضوا لنفاق يصل إلي حد الصمت عن جميع العيوب، وأتيحت لهم فرص مستمرة من الشرق والغرب أكبر من قدراتهم علي الاستيعاب، والآن يتعرضون لتدمير معنوي وتشويه نفسى باعتبار أن مصر أصبح لها ثورة ثانية وتريد أن تغسل يدها من الثورة القديمة، ولهذا أري أن الشباب هم مشكلة مصر المزمنة منذ «مبارك» وخلال الفترة الانتقالية وأيضاً خلال السنة التي حكم فيها الإخوان وحتي الآن لم تتغير أوضاعهم، ونري طوابير الشباب أمام السفارات الأجنبية فينطبق عليهم تعبير اللا منتمى ولابد من استعادتهم بتوفير دور لهم في المجتمع والاعتراف بهم ونعتبرهم ميزة فلا يجب أن نحرم المجتمع من قدراتهم، وسفر شاب واحد للخارج كأننا ندفع إلي الدولة التي سافر إليها 200 ألف دولار قيمة تعليم هذا الشاب ورعايته في الداخل.
الشباب.. والإخوان
لكن البعض يتهم هذا الشباب بمساعدة الإخوان في ركوب موجة الثورة بانحيازهم إلي «مرسى» ضد «شفيق»؟
- بالفعل.. لأن جماعة الإخوان أول من ابتدعت شعار «يسقط حكم العسكر» ثم سربوه إلي الشباب الذي ابتلع الطُعم، وتم الدفع ب«محمد مرسي» في الانتخابات، وظهر ما سمي ب«عاصرى الليمون» ومصطلح «الفلول»، فانحاز الشباب إلي دفة «مرسي» بعد أن قالوا سنختار أقل الضررين، مع أنهم اختاروا أكثر الأضرار لمصر!، والآن هم ينكرون هذا الكلام!! بعد أن ارتكبوا جريمة في حق الوطن بهذا الاختيار، ولولا معجزة 30 يونية التي أزاحت الإخوان لكانوا موجودين حتي الآن في حكم مصر.
أين تقف ثورة 25 يناير بعد مرور 3 سنوات علي قيامها؟
- لولا ثورة 25 يناير ما كنا في الوضع الذي فيه الآن، ولا داعى لاختصار ثورة 25 يناير في مجموعة من الشباب لأنها فائض الشعب المصرى كله، و25 يناير ليست اختراعًا قاهريًا ولا سكندريًا، ولا سويسيًا، بل كانت في الريف المصرى ولأول مرة، ولهذا أندهش من الهجوم علي ثورة 25 يناير وشبابها بسبب ما قيل عن التمويل الخارجي أو تسجيلات «عبدالرحيم على» التي تذاع، ولا داعي للتعميم وقد يكون الشباب أخطأ بعد تنحي «مبارك»، لأنهم ذهبوا إلي بيوتهم وتركوا البلد للمجلس العسكرى الذي تفاوض مع جماعة الإخوان، ومن هنا بدأت مشاكل 25 يناير وتحققت مقولة «نجيب محفوظ» الذي قال: «الثورة يحلم بها الحالمون وينفذها الثوار ويحصد ثمارها الأوغاد»، وهذا ما حدث لثورة 25 يناير مع الإخوان، وقد يكون بعض الشباب حصل علي تمويل من الخارج، وبعضهم تصرف لحسابه ومصلحته الشخصية ولكن معظمهم شباب نقي ليست لديه حسابات غير صالح المجتمع، وقد حاولت أمريكا سرقة الثورة المصرية لأنهم قالوا إنهم (دربوا الشباب في «صربيا») ولهذا يجب الحفاظ عليها للشعب المصرى فقط، مع أن نتائجها غير مأمولة، وأننا يجب أن نلتف حول الثورة ونضعها علي المسار لأنها بدون قيادة عكس ثورة 23 يوليو التي جنت ثمارها بعد هدم ما قبلها لأنه سبقها إعداد وكان لها قيادة عكس ثورة 25 يناير.
وكيف تقيّم الخطاب السياسي وما يقدم علي أرض الواقع؟
- هو خطاب حكومي مرتبك وما يسمون أنفسهم بالمعارضة مرتبكون لأن الحرية بدون ضوابط غير مريحة وتتحول إلي فوضى، ولهذا يجب إعادة النظر في قيام الأحزاب بمجرد الإخطار. وقبل ثورة يناير خلق الحزب الوطنى معارضة خاصة به تتمثل في جماعة الإخوان التي حولها إلي فزاعة للغرب، وبعد يناير أصبحت لدينا قوتان أساسيتان، هما «جماعة الإخوان» و«جبهة الإنقاذ». وبعد 30 يونية سقط الإخوان وتبخرت جبهة الإنقاذ وهرب «محمد البرادعي» والآن لدينا فراغ وخواء في العمل السياسي وهذا وضع بالغ الخطورة علي الشباب، ونري التجمعات قاهرية فندقية ولا وجود لها علي الإطلاق في الشارع المصرى.
ما الأخطار التي يجب تلافيها بعد 30 يونية؟
- الحكومة قصرت في قضية العدل الاجتماعى، ولا أعرف لماذا جعلتها قضية مؤجلة؟ مع أنها من القضايا الرئيسية التي قامت بسببها ثورة 25 يناير، وأيضاً المجتمع ورجال الأعمال أغفلا قضية البطالة التي تقدم للإخوان الشباب علي طبق من ذهب لاستخدامهم في العمليات الإرهابية. وأيضاً يجب عدم بقاء القوات المسلحة في الشارع أكثر مما ينبغى مع أن الإرهاب مازال موجودًا والشرطة مثقلة، رغم البطولات والتضحيات التي يقدمها جهاز الشرطة، وبعد لقاء «محمد إبراهيم» مع الفريق أول «عبدالفتاح السيسي» قبل 30 يونية أعاد وزير الداخلية نفسه مرة أخرى إلى الشعب المصرى، وعلينا أن نقرأ التاريخ جيدًا، فالقوات المسلحة عادت بعد حرب 1948 وقامت بثورة يوليو 1952، ولهذا أتمني من الرئيس القادم أن يقوى ويدعم جهاز الشرطة بالإمكانيات المطلوبة، ويعيد القوات المسلحة إلي ثكناتها.
ماذا عن التحديات التي تعيق تحقيق الأهداف الثورية؟
- الأمية والفقر هما أكبر تحديات تحقيق الأهداف الثورية ولو أن صناع ثورة 25 يناير تفرغوا بعد نجاحها لمحو الأمية لهذا الشعب لكان الأفضل لنا جميعاً، وهناك الحصار الأمريكي معنويًا لمصر والذي لا يقابل بأي رد فعل مصرى بذات القوة، في نفس الاتجاه، وظهر هذا واضحًا في المؤتمر الأفريقى الأمريكى الذي وجهوا الدعوات منه إلي جميع الدول الأفريقية ولم يوجهوا الدعوة إلي مصر، وهناك التقاعس العربي بعد التخلص من الإخوان، وبعضهم مارس معنا أشياء غير متوقعة، مع أنهم يدافعون عن أنفسهم ضد خطر جماعة الإخوان، ولكن أحدهم قال: لن ندفع لمصر إلي الأبد.
كيف يمكن تحقيق الأهداف في ظل وجود ميراث ثقيل وكئيب؟
- هذا الميراث الثقيل والكئيب يغلف المستقبل بغيوم كثيفة أكثر من الأمل، وهذا يتمثل في شهداء 25 يناير ثم شهداء ما بعد 25 يناير التي أضيف إليهم شهداء 30 يونية وحتي الآن يسقط شهداء ولم يصدر حكم قضائى واحد في أي من قضايا قتل المتظاهرين، وإذا اعتبرنا سقوط ألف شهيد، فهذا معناه وجود ألف أسرة مكلومة.. ثم أين الشفافية في قضية أموال «مبارك» التي قيل إنه سرقها هو ونظامه؟ فأين هذه الأموال طالما توقفت سرقتها؟! وأيضاً ظاهرة غياب الأمن وقد بدأ الشعب يتعايش مع ذلك ويعتبره حالة طبيعية!! وكل يوم نسمع عن دفع فدية نتيجة لاختطاف الأبناء أو السيارات، وهذا الأمر لن يستقيم، لأن الأمن أول وأهم خصائص الدولة المصرية.
ما المهام التي يجب تنفيذها علي وجه السرعة؟
- أهمها عودة الأمن وتطبيق العدل الاجتماعى ومواجهة البطالة حتي لو تم حلها عن طريق البطالة المقنعة، لأن البطالة قنابل جاهزة للانفجار في وجه المجتمع المصرى ويتم تأجيرها واستغلالها في حوادث الإرهاب.. ولابد من عودة الدور المصري في الإقليم بعد أن تم تهميشه بفعل فاعل، والعمل علي ضرورة تحريك المجتمع والتفافه حول مشروع قومى كبير وأن يكون حلمًا عاماً لجميع المصريين، مع عودة منظومة القيم المصرية التي لم يعد لها وجود علي الإطلاق.
ولماذا يحاول البعض خلق صراع بين ثورتي 25 يناير و30 يونية؟
- من يفعل هذا يقوم بجريمة في حق مصر لأن هذا الصراع يهدد ثورة 25 يناير التي تحالفت فيها القوى الإسلامية مع المجلس العسكرى السابق، كما يهدد ثورة 30 يونية بالادعاء أنها ترتمى في أحضان الفلول، ولا توجد ثورة تلغي ثورة أخري، بل موجة ثانية أو ثورة تصحيح، لقد خرجت ثورة 25 يناير لإقصاء نظام مبارك وخرجت ثورة 30 يونية لإنهاء حكم جماعة الإخوان التي سرقت ثورة 25 يناير والمستفيد الأكبر من هذا الصراع هو «مبارك» ونظامه، وقد فشل الإخوان خلال سنة من الحكم جعلوا فيها الشعب ضدهم علي طول الخط ولو أن مصر أنفقت مليارات الدولارات لإقصاء الإخوان لن تكن تنجح، ولكن هذا ما حققه الأداء الغبى جداً للجماعة في الحكم الذي ظهر أنها بدون برنامج حكم وبرنامج سياسي، بل صدروا للسلطة أضعف ما فيهم وتناسوا أن المصريين أقدم شعب في التاريخ، وبعد انتخاب «مرسي» بعد 12 يوماً هتف الشعب يسقط حكم المرشد، بعد تأكيده أنه الحاكم الفعلى للبلاد.
العنف الدينى
متي تنتهي ظاهرة العنف باسم الدين في المجتمع المصرى؟
- بجانب المواجهة الأمنية التي سنعتبرها مقدمة الجيوش التي تمهد الطريق إلي المواجهة، لابد أن تكون هناك مواجهة مجتمعية وإعادة النظر في دور الأزهر وجامعته ومنظومة التعليم الدينى بشكل كامل وتقييمها وإعادة هيكلتها، لأن بقاء جامعة الأزهر بنظامها كما هي من أخطر ما يمكن، ولابد من اجتماع رئاسى علي أعلى مستوي يضم المتخصصين في هذا الشأن لبحث نظام جامعة الأزهر لأنها أصبحت بيئة حاضنة للإرهاب والتطرف بسبب الفقر واليأس وغياب الدولة والفكر المستنير داخل نوعيات الطلبة المهمشين الذين يأتون من بيئات غائبة عن تفكير الدولة، والوصول إلي هذه العناصر وتوعيتهم بالإسلام الوسطى المعتدل، لأن بعض من يرتدون العمائم يقولون خطاباً دينياً أشبه باللوغاريتمات.
وماذا عن تأثير لعبة الدين والسياسة في المناخ السياسي والاجتماعى في مصر؟
- هذا نراه في الإرهاب والتكفير والإقصاء، ولهذا لابد من رفض الحكم الديني كما هو موجود في إيران، وأيضاً عدم خلط الدين بالسياسة لأن الدين من الثوابت الذي يجب ممارستها داخل المسجد والكنيسة، والسياسة من المتغيرات ومكانها القصر الجمهورى ومجلس الشعب والأحزاب السياسية والخلط بينهما يربك حياة المواطن الذي يخلط بين الحقوق والواجبات في السياسة، وهي متغيرة حسب الحالة والزمان والمكان، وبين الحلال والحرام في الإسلام، وهذا ما فعله «حسن البنا» عند نشأة جماعة الإخوان التي بدأت طلب السلطة في عام 1943 قبل اغتياله، ولهذا علينا أن نؤسس لقيام دولة مدنية ديمقراطية حديثة لا يحكمها صاحب ذقن أو جنرال.
متى نرى المشروع الحضارى الذي يؤثر في تيار الإسلام السياسي دون التأثر به؟
- فكرة التنوير شغلتنا ثلاثين عاماً ولكنها ظلت في دائرة النخبة التي لم تسع إلي توصيل الخطاب التنويرى إلي رجل الشارع، وفي كل الأحوال علينا أن نحذف كلمة «تنوير» لأنها تصف الآخرين بالظلامية.
ومشروع التنوير ميدانه الأساسى وسط الأميين والفقراء الذين لا يتصلون بالعالم بوسائله الحديثة، ولكن مشروع التنوير تم بطريقة غير موفقة بدءاً من عصر «السادات» عندما أعتقد أنه قد يقتل عن طريق ناصرى أو شيوعى أو قومى عربى، واعتبر الإسلاميين خط دفاع أول فأعطاهم الفرصة وزاد من المرجعية الدينية، ثم جاء «مبارك» واكتشف أن التيار الإسلامى فزاعة مهمة للغرب، ولهذا تحالف معهم وأصبحوا جزءاً مهماً لنظام «مبارك» فتغلغلوا في المجتمع وتوحشوا بسبب عدم فصل الدين عن السياسة وهذا بداية المشروع التنويرى، ولكن دعاة السلفيين وغيرهم يقولون إن الإسلام دين ودولة، وبهذا لا تحافظ علي الدين كطقس داخل دور العبادة ويجب الاستفادة من تراث السابقين في هذا المشروع مثل «محمد عبده» و«أحمد لطفي السيد» و«سعد زغلول» و«د. طه حسين» فهذا تراث كامل يجب استخدامه في مواجهة دعاة الظلام.
أين طليعة المثقفين الذين يقودون الجماهير نحو هذا المشروع؟
- لا أريد أن أظلم المثقفين لأن محاربة الفكر المتطرف تبدأ بمحو الأمية ونشر الوعي الذي يستند إليه المثقف ليؤسس رأياً عاماً حقيقيًا مستنيرًا في حركته عندما يصطدم مع السلطة لأن الرأي العام صمام الأمان لأي مثقف، ولكن عندما يكون الرأي العام جاهلاً يكون بدون قيمة حتي إن وجد، وألوم بعض المثقفين لأنهم لا يختلطون بالشارع المصرى، بل يلوم عليَّ بعضهم لأني أجلس علي المقاهي وأنزل الأسواق وأقيم صلة دائمة بالفقراء والأميين لأنهم سر مصر وعمودها الفقرى لأنهم بنسبة كبيرة في المجتمع.
ما رؤيتك لموقف السلفيين في المشهد السياسي؟
- عندما ألقى «السيسي» بيانه الأول للشعب المصرى كان يجلس أمامه 4 أفراد من قيادات السلفية والمبرر السياسي المحض أنه لا يوجد إقصاء للتيار الدينى، وأن السلفيين مع ثورة 30 يونية، لكن ممارسات السلفيين أثبتت أن وقوفهم حول «السيسي» لم تكن بسبب إعادة النظر في مواقفهم مع أنهم لا يستطيعون إعادة النظر في هذه المواقف بين ليلة وضحاها، مع أننا نتمني أن يكون هناك بديل لجماعة الإخوان من تيار إسلامى مستنير، لكن السلفيين أكثر خطورة علي المجتمع المصرى من جماعة الإخوان، وثبت أن تحالفهم المؤقت مع الدولة كان للاستفادة من غياب الإخوان ولهذا لم نجد تغييراً في الخطاب السلفى، وظهر غيابهم اللافت للنظر في طوابير الاستفتاء، وهذا يؤكد أن قيادات السلفيين يخدعون الشعب، بمحاولة استغلال الموقف الراهن لصالحهم، وبعد وصول رئيس منتخب لابد من إعادة النظر في إشكالية السلفيين، وعليهم أن يثبتوا أنهم يؤمنون بفكرة الدولة المدنية التي تقوم علي أساس مدني وليس علي أساس ديني يكفر المجتمع ولا يؤمن بحقوق الآخر.
دموع التماسيح
كيف نظرت إلي اعتذار جماعة الإخوان للشعب المصرى بأنهم تعلموا الدرس وعرفوا أن الوطن للجميع؟
- أراها دموع التماسيح، وهذا تعبير أدبى لأن التماسيح بدون دموع، ثم إننا لا نعرف من أصدر هذا البيان الذي اعتبره لقيطًا لا نعرف من كتبه أو تلاه أو من يستطيع أن يلتزم به أو يفرضه علي أعضاء الجماعة التي أصبحت مثل المتاهة، لأننا كنا نتابع «عمرو دراج» يتحدث ويتصدر المشهد الإخواني ولكنه هرب فجأة ثم تحدث أيضاً «محمد على بشر» في كل مكان وعن كل شيء وفي اللحظة الحاسمة كان يقول إنه لا يمثلهم(!!) فجماعة الإخوان أصبحت كياناً هلاميًا معظم قياداته في السجون ولا نعرف من يقودهم لأنهم أقرب إلي التنظيمات الماسونية التي لا تعرف من فيها القائد؟ ومن يتبعه؟ ومن المسئول عن خزينة التنظيم؟ أو المسئول عن الإعلام في كيان لا نعرف أوله من وسطه ولا آخره، وبهذا لا أصدق توبتهم وعليهم أولاً إلغاء السلاح وعدم قتل المصريين وعدم تصدير النكد اليومي لشعب مصر، وإلا ما معني التفجيرات الأخيرة أمام مديرية أمن القاهرة ومحافظة بني سويف التي تمت بعد إصدار بيان الإخوان المزعوم الكذوب.
كذب وخداع
طلاب الإخوان قالوا: أخطأنا في حق الثورة وندعو الجميع إلي رفع شعار «كلنا إيد واحدة».
- أيضاً هذا كذب وخداع لأنهم لم يعلنوا من هم وما هو عددهم وقوتهم داخل الجماعة والجامعات، وعليهم أولاً إدانة الدماء والخراب وإدانة تصريح «خيرت الشاطر» إلي «آن باترسون» عندما قال: إما أن نحكم مصر أو نحرقها، ما يحدث نوع من أنواع التنويم للمجتمع المصرى لتدمير البلد وحرقه وبالتالى لا أحد يصدقهم أو يأخذ تصريحاتهم مأخذ الجد والاهتمام.
ما أثر ظهور الوجوه القديمة لرجال الحزب الوطنى علي تماسك اللحمة الوطنية؟
- لابد أن نعرف أن حركة التاريخ تسير للأمام دائمًا ولهذا قيادات الحزب الوطنى السابق لن يرجعوا لأنهم مرفوضون شعبيًا ولكنهم يستغلون الفراغ والخواء الموجود في مصر الآن، وعندما أرادوا أن يتصدروا المشهد مرة أخرى لم يعترفوا بأخطائهم في حق الوطن وحق الشعب المصرى، ولهذا ليس لهم مكان في المشهد السياسي علي الإطلاق، بل لابد من عدم التساهل معهم في المحاكمات لأن فسادهم ليس له مكان في مصر ولن تتم إعادته مرة أخرى بعد أن أوصلونا إلي ما نحن فيه الآن، فقد حكموا دولة كان بها فقر مغطى بالدين وأموال مغطاة بالفساد، وبينهما شعب مطحون فقد القدرة علي الحكم ولكن المشكلة تكمن في الإعلام الذي ينشر أخبارهم وكأنهم نجوم سياسة أو مجتمع، وعليهم أن يبتعدوا عن المشهد وأن ينصرف الإعلام بعيداً عن أخبارهم وهذا لمصلحة الوطن.
تقييمك للحراك الشعبى الكاسح الذي يدور حول السيسي؟
- الأقدار هي التي تدفع بالفريق «السيسي» لكي يكون الرئيس القادم لمصر، لأن يكون الرئيس القادم لمصر، لأنه لو جاء رئيس آخر غيره وبقى «السيسى» في منصبه فلن تستقيم الأمور وحينها كما قال الأستاذ «هيكل» ستكون السلطة في مكان والقوة في مكان آخر ولن يقبل أي رئيس أن يأتي في وجود «السيسي» هذا الاكتساح الجماهيري وغير العادي الذي يؤيده، ودور الإعلام في شكره علي ما قام به في 30 يونية وهو يستحق هذا.
ما المطلوب من «السيسي» تجاه هذا التأييد الجارف؟
- المطلوب أن يحسم تردده ويعلن في أسرع وقت ممكن ترشحه بعد أن يترك القوات المسلحة وأري أن تأمين القوات المسلحة في غياب «السيسي» الأهم الآن لأنه المؤسسة الوحيدة الباقية كأمان لنا، وعليه أن يطرح برنامجه ولا تكفي صوره التي تملأ الشوارع ولا المواليد التي يطلق عليها اسمه، والهوس الذي لدي المصريين به وإن حسم «السيسي» أمره عليه الاحتماء بالشعب في مواجهة الأمريكان، الذين قدموا النصيحة للسعودية والإمارات والكويت بعد أن قالوا لهم إن وصول «السيسي» الي السلطة سيسبب لهم المشاكل الاجتماعية في بلادهم وقد يعيد تجربة «عبدالناصر» وعليهم أن ينصحوه بأن يظل وزيرا للدفاع وإن كانت السعودية والكويت التزما الصمت إلا أن الشيخ محمد بن راشد قال كلاما ثم وضحه في تصريحات بعد ذلك.
ولماذا يتحفظ الأمريكان علي وصول الفريق أول عبدالفتاح السيسي إلي السلطة في مصر؟
- لأن الساحة المدنية خالية من الأسماء التي يمكن أن تتقدم في الترشح للرئاسة ويكون لها نصيب في الفوز لوجدت هذه الأسماء التي تفكر في الترشح فهم أفراد بدون مؤسسات أو تجمعات وكيانات تقف خلفهم ولهذا «السيسي» أصبح قدرنا في هذه اللحظة الحاسمة وتحرك الولايات المتحدة ضد «السيسي» لم يكن بسبب سواد عيون السعودية والكويت والإمارات بل لقلق أمريكا من وجود «السيسي» في القصر الجمهوري الذي قد يعيد تجربة «عبدالناصر» في الستينيات ولهذا تتمني أن يكون الرئيس القادم إما الفريق سامي عنان أو الفريق أحمد شفيق باعتبار أنهما استكمال لنظام «مبارك» الذي أعطاهما دورا غير عادي دون الإحساس بالعزة الوطنية والكرامة وأخشي أن تردد «السيسي» بحسم أمر الترشح أن نجد أنفسنا في ظروف لم تكن في الاعتبار والحسبان لأن مستقبل مصر وأقدارها لا تحتمل انتظارا أكثر من هذا وعليه أن يخاطب الفقراء والمطحونين ويعلن انحيازه الي الفقراء لأن يوم الاستفتاء تأكد أن جيش «السيسي» من فقراء هذا الشعب.
لماذا يتم تشبيه «السيسي» بالرئيس «عبدالناصر».. فهل هذا في صالحه؟
- عند زيارة «السيسي» الي ضريح «عبدالناصر» قالت إحدي بنات «عبدالناصر» له: «انت عبدالناصر جديد» فسمعته يقول: هو فين وأنا فين؟ لقد كان «عبدالناصر» زعيما كبيرا وأنا لم أصل الي هذه الزعامة، فالكثيرون يشبهونه بالزعيم «عبدالناصر» وبدهاء «السادات» مع أني لا أتمني له ذلك لأن ما يسمي بدهاء «السادات» أوصلنا لما نحن فيه من تطرف وإرهاب وموالاة للأمريكان والإسرائيليين وغياب كامل عن الوطن العربي ولا أحب الكلام عن نهايات «السيسي» بل عن بداياته بشرط ألا يستمع الي كلام الأمريكان ويعرف أن المصريين يريدونه للقيام بمهمة وطنية لصالح مصر.
في ظل التأييد الكاسح كيف يحمي «السيسي» نفسه من جوقة المنافقين؟
- يحمي نفسه بوعيه وضميره وذكائه ويبتعد عن مستشاري السوء ويبعدهم مثل الذين أشاروا علي الرئيس عدلي منصور ألا يتقابل مع المثقفين ولا يجري معهم حوارا لأن ظروف البلد لا تحتمل وكان هذا خلال افتتاحه لمعرض الكتاب الدولي مع أن الرجل قابل جميع فئات المجتمع وهو شخصية جيدة طبيعية وأهم شيء أنه يعرف حدوده كرئيس انتقالي لمصر، ولا يحاول أن يتجاوز هذه الحدود علي الإطلاق ولهذا علي «السيسي» أن يميز الصدق من الكذب والنفاق من الرؤية الحقيقية ويعتمد علي حاسته الإنسانية بداخله ويعتبرها دليله في الحياة وألا يستسلم لصناع الطغاة من المصريين الذين يلتفون حول الحاكم لأن هذا سيضره ويضرنا كثيرا جدا ولذلك عليه أن يفرز الأمور بشكل جيد ويتعامل مع الواقع بالشك قبل اليقين ويطرح الأسئلة الشائكة قبل الوصول الي الإجابات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.