هزة أرضية تضرب الجيزة.. وبيان عاجل من الهلال الأحمر المصري    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقصف مسجد الأنصار وسط دير البلح في غزة    ترامب: إلغاء الرسوم الجمركية يعنى انهيار اقتصاد الولايات المتحدة    أشرف نصار: نسعى للتتويج بكأس عاصمة مصر.. وطارق مصطفى مستمر معنا في الموسم الجديد    المتهم الثاني في قضية انفجار خط الغاز بالواحات: «اتخضينا وهربنا» (خاص)    الشروط والأوراق المطلوبة للتقديم للصف الأول الابتدائي 2025–2026    تامر عبد المنعم يعلن انفصاله عن زوجته رنا علي بعد زواج دام 6 سنوات    هل حقق رمضان صبحي طموحه مع بيراميدز بدوري الأبطال؟.. رد قوي من نجم الأهلي السابق    خدمات مرورية تزامناً مع تنفيذ أعمال تطوير كوبري القبة    أحفاد نوال الدجوي يتفقون على تسوية الخلافات ويتبادلون العزاء    تشابي ألونسو يبدأ ولايته مع ريال مدريد بخطة جديدة    وزارة الحج بالسعودية توجه تحذير لحجاج بيت الله الحرام بشأن يوم عرفة    زيلينسكي يشيد بالنجاح في مهاجمة مطارات عسكرية روسية    التحقيقات الفيدرالي: نحقق في هجوم إرهابي محتمل بكولورادو الأمريكية    عيار 21 الآن وأسعار الذهب اليوم في السعودية ببداية تعاملات الاثنين 2 يونيو 2025    سعر التفاح والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الاثنين 2 يونيو 2025    توريد 231 ألف طن قمح لصوامع وشون قنا حتى الآن    شريف عبد الفضيل: رحيل علي معلول طبيعي    خبير لوائح: هناك تقاعس واضح في الفصل بشكوى الزمالك ضد زيزو    أكرم توفيق: صفقة زيزو ستكون الأقوى إذا جاء بدوافع مختلفة.. وميسي "إنسان آلي"    وزير الزراعة: لا خسائر كبيرة في المحاصيل جراء الأمطار الأخيرة وصندوق لتعويض المتضررين قريبًا    محمد أنور السادات: قدمنا مشروعات قوانين انتخابية لم ترَ النور ولم تناقش    بدء التقديم الكترونيًا بمرحلة رياض الأطفال للعام الدراسي 2025 - 2026 بالجيزة    "زمالة المعلمين": صرف الميزة التأمينية بعد الزيادة لتصل إلى 50 ألف جنيه    أجواء معتدلة والعظمى في القاهرة 31.. حالة الطقس اليوم    تجهيز 463 ساحة لصلاة العيد بجميع مراكز ومدن محافظة الغربية    4 إصابات في تصادم دراجة نارية بسيارة ربع نقل في الوادي الجديد    زلزال بقوة 6 درجات بمقياس ريختر يضرب قرب جزيرة هوكايدو اليابانية    محمود حجازي: فيلم في عز الضهر خطوة مهمة في مشواري الفني    محافظ الشرقية يشهد فعاليات المنتدى السياحي الدولي الأول لمسار العائلة المقدسة بمنطقة آثار تل بسطا    دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة.. 10 كلمات تفتح أبواب الرزق (ردده الآن)    هل يحرم قص الشعر والأظافر لمن سيضحي؟.. الأوقاف توضح    رئيس قسم النحل بمركز البحوث الزراعية ينفي تداول منتجات مغشوشة: العسل المصري بخير    قد تسبب الوفاة.. تجنب تناول الماء المثلج    أستاذ تغذية: السلطة والخضروات "سلاح" وقائي لمواجهة أضرار اللحوم    سعر الدولار الآن أمام الجنية والعملات العربية والأجنبية الاثنين 2 يونيو 2025    أخبار × 24 ساعة.. إجازة عيد الأضحى للعاملين بالقطاع الخاص من 5 ل9 يونيو    المشدد 10 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه لعامل لاتهامه بالاتجار فى المخدرات بالمنيا    محافظ كفر الشيخ: إنهاء مشكلة تراكم القمامة خلف المحكمة القديمة ببلطيم    مسؤول بيراميدز: تعرضنا لضغط كبير ضد صن داونز والبطولة مجهود موسم كامل    يورتشيتش: بيراميدز أصبح كبير القارة والتتويج بدوري أبطال أفريقيا معجزة    توقعات برج الجوزاء لشهر يونيو 2025 رسائل تحذيرية وموعد انتهاء العاصفة    «قولت هاقعد بربع الفلوس ولكن!».. أكرم توفيق يكشف مفاجأة بشأن عرض الأهلي    عماد الدين حسين: إسرائيل تستغل ورقة الأسرى لإطالة أمد الحرب    غلق مطلع محور حسب الله الكفراوى.. اعرف التحويلات المرورية    مين فين؟    التحالف الوطنى يستعرض جهوده فى ملف التطوع ويناقش مقترح حوافز المتطوعين    ملك البحرين يستقبل وزير التنمية الاقتصادية لروسيا الاتحادية    هل صلاة العيد تسقط صلاة الجمعة؟ أمين الفتوى يكشف الحكم الشرعي (فيديو)    شروط التقديم لوظائف شركة مصر للطيران للخدمات الجوية    عدد أيام الإجازات الرسمية في شهر يونيو 2025.. تصل ل13 يوما (تفاصيل)    رئيس حزب الوفد في دعوى قضائية يطالب الحكومة برد 658 مليون جنيه    قبل العيد.. 7 خطوات لتنظيف الثلاجة بفعالية للحفاظ على الطعام والصحة    الأوقاف تحتفي باليوم العالمي للوالدين: دعوة لتعزيز ثقافة البر والإحسان    طريقة عمل العجة أسرع وجبة للفطار والعشاء واقتصادية    ختام امتحانات كلية العلوم بجامعة أسوان    وزير العمل يعلن موعد إجازة عيد الأضحى للعاملين بالقطاع الخاص    هل يمكن إخراج المال بدلا من الذبح للأضحية؟ الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور يسري أبوشادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق ل "الوفد":
مصر الآن بحاجة إلي قيادة قوية غير مترددة لا تهتم بالغرب
نشر في الوفد يوم 17 - 01 - 2014

تمر مصر والشرق الأوسط بمرحلة تحول كبري، يتصدرها الربيع العربي الذي أشعل الثورات في العديد من بلدان المنطقة، واتفاق إيران والأمم المتحدة في مؤتمر جنيف «2» علي تخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات عنها تدريجياً؟ وهو ما يفتح الباب واسعاً للنقاش حول أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وضرورة إخلاء المنطقة منها؛ تلك الدعوة التي تبنتها مصر منذ سنوات ورفضت أمريكا تفعيلها لانحيازها المطلق لإسرائيل وبرنامجها النووي.
الدكتور يسري أبوشادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق يكشف العديد من الأسرار في حواره إلي «الوفد»، أبرزها أن إسرائيل توقفت عن إنتاج الأسلحة النووية لكن لديها 6 مفاعلات سرية وتمتلك ما يقرب من 300 قنبلة نووية، وأن ما يحدث في سوريا الآن مخطط له منذ عام 2007، وقال أن بشار الأسد لم يستخدم السلاح الكيماوي ضد المعارضة، وأوضح ان الرئيس المخلوع مبارك تعرض لضغوط شديدة لعدم امتلاك مصر مفاعلاً نوويا وكان يتحجج بحادث تشرنوبيل، وذكر أن مصر الآن بحاجة إلي قيادة قوية غير مترددة ولا تهتم بالغرب.
التقيت وزير الخارجية نبيل فهمي يوم 22 ديسمبر.. ماذا تم في هذا اللقاء؟
- أنا والسفير «نبيل فهمي» عضوان في المجلس المصري للشئون الخارجية، ومجلة السياسة الدولية في الأهرام أجرت لقاء مع الوزير وتمت دعوتي للمشاركة ووجهت أسئلة عديدة لوزير الخارجية عن استمرار القطيعة المصرية مع إيران، وهل الهدف من ذلك الحفاظ علي مشاعر بعض دول الخليج العربي مع أن لها علاقات قوية مع إيران علي المستوي السياسي والاقتصادي، فلا داعي لخسارة دولة محورية مهمة مثل إيران لأنها تقف مع القضية الفلسطينية، وأمريكا دائما تثير القلق تجاه إيران حتي يخشاها الخليج مروجة أن لإيران مصالح خاصة في الخليج وأن إيران تطورت تكنولوجيا في السنوات الأخيرة وفي طريقها إلي أن تصبح دولة كبري.
ماذا كان رد الوزير؟
- كان رده دبلوماسياً، وكنت أتمني أن يكون أكثر تحديداً وصراحة، لأنه قال: مصر تحسبها، وجاء الانطباع بأن القضية الإيرانية ستطول، حتي يتم حسمها، ويبدو أنها ستترك للحكومات القادمة.
العالم .. والثورة المصرية
كيف تقرأ المشهد الدولي تجاه الأحداث في مصر؟
- هم رأوا أن ثورة 25 يناير في بدايتها كانت حركة تغيير مطلوبة لنظام استمر ثلاثين عاما ووصل «مبارك» إلي حالة صحية ضعيفة بسبب سنه المتقدمة، وبدأ يجهز ابنه للتوريث ولكن الثورة استغلت لضرب الشرطة وهدم السجون، وتهديد الأمن القومي.. مع أنه كانت توجد حالة تقييم رائعة للشعب المصري بعد ما استطاع التغيير، ولكن تحول المشهد من حالة بناء إلي حالة هدم غير مبررة لما يحدث في مصر، والأمريكان والغرب كانا يتخذان منهجاً ضد التيار الإسلامي، وفجأة تم تدعيمه بشكل غريب!! واتضح في ذات الوقت أن خطة الربيع العربي ممنهجة منذ 2006 في عهد «كونداليزارايس» و«ديك تشيني» بعد التكلفة المالية الباهظة في العراق وآلاف القتلي الأمريكان هناك، فتفتق الذهن الأمريكي لإشعال ثورات في الشرق الأوسط لخدمة أهدافهم لأنها تسبب القلاقل وتثير الفتن وتقلب الشعوب لتستمر إسرائيل الدولة الوحيدة في حالة الأمان.
برأيك.. ما تحديات الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط؟
- أبرز تحديات الشرق الأوسط الفوضي وعدم الاستقرار، وهذا يمثل إشكالية كبري للدول والشعوب بداية من تونس، ومصر وليبيا، واليمن وسوريا والعراق ولبنان والبحرين والسودان وجنوب السودان الذي نراه ينهار، والتدخل الأمريكي في المنطقة بمحاولة خلق بعبع إيران لدول الخليج حتي يستمروا في الاحتياج لها وللغرب، وهذا ما فعلته في الشرق الأقصي من قبل حين ادعت علي كوريا الشمالية بأنها دولة نووية.. فأصبحت بالفعل كذلك.
ما هي قراءتك لما يحدث في مصر؟
- ما حدث في 30 يونية كان في منتهي الروعة لأنه عبر عن القطاع الأكبر في الشعب المصري الذي خرج ضد نظام جماعة الإخوان ووجودها في السلطة، وبالتالي رفضت «الإخوان» الثورة وخرجت في مظاهرات وبشكل مستمر، ولهذا لابد من تطبيق قانون التظاهر بمنتهي الحسم والقوة لكن بضوابط شديدة حتي لا تزيد الغضب من رافضي ثورة يونية(!!) مع أني أري أن النظام الحالي لا يريد الحسم لأنه يتعامل مع المظاهرات بنوع من الرأفة التي تضر الدولة مع أنها تتم دون الحصول علي تصاريح قانونية، وأصبحت تشهد بعض العمليات الإرهابية، وظهر نوع من «الحنية» مع طالبات الأزهر اللائي ضربن أستاذة جامعة وقمن بعضها وإهانتها، فلابد من عدالة ناجزة حتي لا تنهار الدولة، ولهذا نحن في حاجة إلي قيادة قوية غير مترددة لا تخشي الإعلام ماذا يقول عنها، ولا تنظر للغرب وكيف سيتعامل معها.
ما تأثير الملف النووي الإيراني في تعقيدات الوضع بالشرق الأوسط؟
- كنت خبيراً في البرنامج النووي الإيراني، واعترضت علي أسلوب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع أن إيران ارتكبت مخالفات في بداية البرنامج النووي حين لم تبلغ الوكالة بنشاطها النووي، وفوجئنا في 2003 بامتلاك إيران برنامجاً نووياً.. وفجأة وجدنا «البرادعي» مدير وكالة الطاقة الذرية وقتها يؤكد ان إيران تخالف وتقوم بصناعة قنبلة ذرية، فطلبت تحقيقا في هذا الأمر للتحقق من هذه المعلومات فأرسلوا لي مساعد «البرادعي» يهددني بالابتعاد عن هذا الموضوع فغضبت ونهرته داخل مكتبي فتراجع وقال: إنه جاء ينصحني فقط!!
ولماذا اعترضت علي أسلوب الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
- اعترضت لأن الدكتور «البرادعي» مدير الوكالة أدخل تقرير ملف المخابرات الأمريكية ضد إيران في تقرير الوكالة مع أنها كانت اتهامات غير مثبتة فتحولت إيران إلي بعبع الشرق الأوسط حتي لا تكون إسرائيل البعبع الوحيد في المنطقة، والأمريكان لو أرادوا وقف البرنامج الإيراني لأمكنهم ذلك في 2006 عندما بدأت إيران تخصيب «اليورانيوم» والآن إذا أرادت إيران عمل قنبلة ذرية سيتم لها ذلك في (6) أشهر فقط، ولكن ماذا لو شعرت بتهديد أمنها القومي فماذا ستفعل؟!!
ما هو تقييمك للاتفاق الأخير بين إيران والأمم المتحدة؟
- أرجو ان يهدئ الأمور.. ولكن مع تحليل الاتفاقية تقول إن الغرب نجح في تعطيل البرنامج النووي العسكري، وإيران لم تخسر شيئاً إذا لم يكن لديها برنامج عسكري في مقابل أنها ربحت (7) مليارات دولار لوقف العقوبات عليها، وعطلوا تخصيب «اليورانيوم» 20٪ وليس 5٪ وهذا في صالح إيران، لأن قرارات مجلس الأمن لإيقاف التخصيب بالكامل لم تنفذ.
ماذا استفاد الغرب وما الفائدة التي ستعود علي المنطقة؟
- الغرب ربح منع تطوير واستخدام وحدات التخصيب المتطورة التي لها القدرة علي مضاعفة من 3 :4 للوحدات القديمة، وهذا يضر بإيران لأنه سيؤخر برنامجها النووي بشكل كبير، كما انه وضع شروطاً لإيران بعدم بناء معمل لاستخلاص «البولوتونيوم» في مفاعل (آراك)، وهذا يشبه مفاعل «ديمونة» الإسرائيلي في إنتاج «بولوتونيوم» عالي الجودة والضرر بأن هذا المفاعل لن يفيد في أي برنامج عسكري لإيران، والاتفاقية تضمنت السماح لمفتشي الوكالة الدولية بزيارات أوسع لما يحدث الآن بالتفتيش علي المعامل والمناجم والورش في المصانع والثكنات الحربية، وهذا خطر علي الأمن القومي لإيران وقد ترفض التفتيش مما يعرض الاتفاقية لعدم التطبيق.
وماذا عن تهديد المشروع النووي الإسرائيلي لدول وشعوب المنطقة؟
- الخطورة من القوة النووية لإسرائيل والتي بدأت باتفاقها السري مع فرنسا كهدية لمشاركتها في عدوان 1956 علي مصر بمفاعل «ديمونة»، وبدأ التشغيل 1964، وفي 1967 تمكنت كمية «البولوتونيوم» التي استخرجتها إسرائيل من صناعة القنابل النووية. ومع أن مفاعل «ديمونة» توقف عام 2004، إلا أن إسرائيل تمتلك (6) مفاعلات سرية أخري لا تعلن عنها، ولكن «فانونو» الخبير الإسرائيلي الهارب قال إن معمل إسرائيل النووي يوجد تحت كافتيريا وتم بناؤه من (6) طوابق. والمعروف أن الرئيس الأمريكي الراحل «جون كيندي» حصل علي معلومات تؤكد وجود أشياء مشبوهة تحدث في هذه المنطقة، وعندما سأل قالوا: لا شيء فقال: سأرسل وفداً فنيا لتفتيش المنطقة والتأكد من خلوها من أي نشاط نووي، ثم فجأة اغتيل «جون كنيدي» وتوجد علامات استفهام كثيرة حول هذه الحادثة، وجاء «جونسون» الذي كان يكره العرب بشدة وخلال حرب أكتوبر قامت إسرائيل بعمل طوارئ نووية في 8، 9 أكتوبر وتم تجهيز (11) طائرة لهذا الأمر.. مع إنه قيل إنها للتهوش وللضغط علي أمريكا لتعويضها خسائرها في المعدات الحربية بالحرب وبالفعل تم تعويضها بالجسر الجوي، ولو لم تمدها أمريكا بهذا الجسر كانت إسرائيل ضربت مصر نوويا، حيث تملك من (200: 300) قنبلة ذرية ونوع قنابلها «بولوتونيوم» وهذه المادة لا تستمر كثيراً لأنها تضعف فعاليتها؟ ولهذا لابد من وجود تصنيع مستمر ولا أستبعد أن يكون لدي إسرائيل قنابل «يورانيوم» أيضاً.
ولماذا يستمر البرنامج النووي الإسرائيلي خارج الرقابة الدولية؟
- هذا شيء مؤسف بالنسبة للرقابة الدولية، لكن العالم انقسم حول اتفاقية منع الانتشار النووي، هناك دول وقعت بتعهد أنها لن تصنع قنابل ذرية والدول التي تمتلك هذه القنابل تؤكد أنها خلال فترة زمنية ستتخلص منها(!!!) والنوع الثالث من الدول لم تحسم أمرها تجاه الاتفاقية وتعتبرها اتفاقية اختيارية ولهذا يوحد (4) دول لم توقع علي الاتفاقية وهي إسرائيل، والهند وباكستان وكوريا الشمالية.. وجميعها قامت بعمل انفجارات معلنة عدا إسرائيل التي لم تعلن حتي الآن لان أمريكا تتفق معها علي سياسة الغموض والإيحاء دون إعلان، ورئيس الكنيست أعلن امتلاك إسرائيل قنابل ذرية والعالم حاول أن يقف ضد هذا الامتلاك لكنها ترفض أية مناقشات حول برنامجها، والوكالة الدولية تصدر كل عام قراراً بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة الذرية إلا أن إسرائيل لا تعير هذا القرار أدني اهتمام لانه قرار ناعم دون مخالب و«البرادعي» عندما زار إسرائيل خرج يقول: إنه متفهم لوجهة نظر إسرائيل في عدم توقيعها هذه الاتفاقية(!!)، وفي عام 2009 صدر قرار استثنائي من الوكالة الدولية يجبر إسرائيل علي الإعلان عن برنامجها النووي، وأن تقوم الوكالة بإجبارها علي التفتيش، ولكن «البرادعي» أكمل شهوره الباقية في الوكالة ولم يفتح الموضوع نهائياً وتركه لمن أتي بعده.
الكيماوي السوري
هل ثبت بالفعل استخدام النظام السوري أسلحة الدمار الشامل ضد معارضيه؟
- ما يحدث في سوريا تم التخطيط له في عام 2007 عندما قال الأمريكان إن سوريا أقامت مفاعلاً نووياً، ثم قامت إسرائيل بضرب المفاعل المزعوم، وأرسلت رسالة إلي «البرادعي» لرفض التحقيق لان أمريكا تعرف حقيقة المبني الذي تم ضربه دون تفتيش .. مع أن استخدام السلاح الكيماوي قليل جداً علي مستوي العالم واستخدمته أمريكا ضد الهنود الحمر في «فيتنام»، وإسرائيل استخدمت «النابالم» ضد الفلسطينيين، وصدام استخدم الكيماوي ضد الأكراد، وسوريا لم تستخدمه، لأنه في ليلة ذهاب وفد التفتيش الكيماوي من الأمم المتحدة إلي سوريا تم ضرب المبني، وقال الوفد إن السلاح الكيماوي استخدم في سوريا عن طريق صاروخ روسي الصنع من الأنواع التي تستخدمها الحكومة السورية، وقادم من اتجاه النظام السوري، وهذا كلام المخابرات الأمريكية تم دسه علي وفد التفتيش.
أين موقع مصر في النادي النووي السلمي؟
- مصر تأخرت كثيرا جداً في المجال النووي السلمي مع أنها بدأت في الخمسينيات ببناء مركز «أنشاص» وكان أول مفاعل نووي في الشرق الأوسط، بطاقة (2) ميجاوات، وفي 1964 تم عمل مفاعل لإنتاج الكهرباء ولكنه لم يكتمل، والرئيس «السادات» بعد انتصار أكتوبر تحمس مع الأمريكان لبناء مفاعل جديد ولكن الأمريكان اشترطوا قبول إسرائيل التي رفضت الأمر فتوقف الموضوع، وفي بداية الثمانينيات عرضت مصر مناقصة عالمية لبناء مفاعل، وحدث انفجار «تشرنويل» وتوقف البرنامج وكنا نشك في «مبارك» ونواياه تجاه هذا الموضوع لأنه كانت عليه ضغوط شديدة لعدم دخول مصر في هذا المجال، وتحجج «مبارك» بحادث «تشرنوبيل».
تصديق مصر علي معاهدة منع الانتشار النووي هل أفادها أم آخر بمصالحها؟
- المنطق يقول ما دمت أعرف أن جارتي تقوم بعمل قنابل ذرية فلا أوافق علي التصديق علي المعاهدة، ولكن الواقع يؤكد أنه كان لابد من التصديق علي المعاهدة لاننا لم نكن نستطيع أن نقوم بأي برنامج نووي سلمي.. والمؤسف أننا وقعنا في 1982 وحتي الآن لم نستفد من هذا التوقيع ببدء برنامج نووي مصري في المجال السلمي، ولهذا تأخرنا كثيراً ولقد سبقتنا الإمارات التي تبني (4) مفاعلات وتركيا أيضا تقوم ببناء (4) مفاعلات وإيران لديها مفاعل وتوجد خطة لبناء عشرة مفاعلات أخري، والسعودية أيضاً أعلنت عن خطة لبناء عشرة مفاعلات والأردن أعلنت عن خطتها لبناء مفاعلين.
ماذا يحدث لو حدث انفجار نووي في إسرائيل؟
- تكمن الخطورة في التلوث البيئي الإشعاعي لأن الإشعاعات شديدة وخطيرة جداً، وأعتقد أن إسرائيل تتخذ حساباتها الأمنية جيداً وما يقلقني أنهم يلقون النفايات النووية في مناطق عشوائية، قرب الحدود المصرية ولابد أن نكون يقظين حتي لا نفاجأ بوجود هذه النفايات في سيناء.
وماذا عن خطورة مفاعل «بوشهر» الإيراني؟
- الخطورة أن تضربه إسرائيل، أو أن يكون تم بناؤه في منطقة زلازل، وخلال حرب العراق مع إيران حاولت العراق تدمير المفاعل مرات عديدة ولكنها لم تستطع تدميره وأصابته بعض الخدوش الخارجية، والمفاعلات تصمم علي تحميل أعلي الزلازل، ثم إنه مفاعل نووي للماء الخفيف المضغوط وهذا غير قابل للانفجار النووي.
تصميم أول مفاعل
ماذا عن جهودك في مصر في الأبحاث النووية؟
- قمت بتصميم أول مفاعل نووي مصري حقيقي للطاقة (50*ALEX) وبأياد مصرية بمشاركة (10) من طلاب بكالوريوس هندسة نووية بجامعة الإسكندرية، ومشاركة فعالة لمصنع وطني بمدينة 6 أكتوبر مع دعم خاص من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وقد صممنا وعاءين الأول مماثل للمفاعل الكوري المربع (APR-1400) والآخر للمفاعل الروسي المسدس (WWER-1200)، ويحتوي قلب المفاعل الأول علي (21) موقعا لوحدات الوقود النووي، ويحتوي قلب المفاعل الروسي المسدس علي (19) وحدة، وبسبب عدم توافر الموارد النووية فإن مكونات الوحدات صنعت من الصلب الاستانليس.
وماذا عن المواصفات الفنية للمفاعل وقدرته الفعلية؟
- المفاعل نموذج لمفاعل صغير ماء خفيف ومماثل للمفاعل الكوري، وقدرته في مرحلته النهائية إنتاج خمسين ميجاوات تكفي لمدينة صغيرة أو حي كبير به حوالي (200) ألف أسرة.
كيف نجح البرادعي (3) مرات في رئاسته الوكالة الدولية دون مساندة من النظام الأسبق لمصر؟
- مع الأسف الشديد البرادعي رشح ونجح من قبل الأمريكان، وجاء ضد رغبة مصر التي رفضت ترشيحه لهذا المنصب ورشحت د. «محمد شاكر» رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، وكان متخصصاً في هذا المجال، حيث إنه حاصل علي درجة الدكتوراة في اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية وكسب «شاكر» بالتصويت بأغلبية الأصوات (21) صوتاً، وليس بأغلبية الثلثين (24) صوتاً.
والأمريكان نجحوا في إيقافه حتي يدفعوا ب «البرادعي» وقد تم اختياره.
ما هو تقييمك لإدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحت رئاسة «البرادعي»؟
- في فترات معينة كان البرادعي لا يميل إلي كل ما تقوله أمريكا، حتي بدأت تظهر المشاكل في كوريا الشمالية، وليبيا ومصر والعراق وسوريا وإيران، ولعب «البرادعي» دورا حساسا في العراق خاصة في الوقت القاتل خلال 2003، وأنا كتبت التقرير الأخير الذي برأ العراق من صناعة قنبلة ذرية، وكانت هذه الاتهامات من المخابرات الأمريكية وذكرت في التقرير أنها اتهامات كاذبة وأعطيت التقرير للدكتور «البرادعي» ولكنه للأسف لعب في اللغة بطريقة (ومع ذلك.. ويمكن.. وقد يكون) وكان يقول: ليس ملائما بشكل مباشر للاستخدام، لكن يمكن تصنيع المادة واستخدامها، المهم انه حور التقرير بشكل غير مؤيد للأمريكان لكنه غير معترض عليهم، ثم قال: أمهلوني (3) أشهر وسأرد عليكم، مع أنه كان يعرف ان الأمريكان ستضرب العراق خلال أيام (!!).
ألم يهدد باستقالته إذا تم ضرب العراق؟
- لا.. لم يهدد بالاستقالة لو أن أمريكا ضربت العراق قبل ظهور النتيجة الأخيرة للجنة التفتيش ولكنه قدم الاستقالة في مصر بعد أن تسبب في مقتل مليون شهيد عراقي.
كيف تري علاقة البرادعي بالأمريكان؟
- منذ أول يوم لتعيين البرادعي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان من السهولة أن نعرف اتجاهاته الحادة المرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية بأنه يدين لهذه الدولة إدانة تامة بالولاء، و«مبارك» قال عنه: إنه عميل للأمريكان.. لأنه يفضل المصالح الأمريكية علي مصالح بلاده، وإذا كان «مبارك» قال هذا الكلام، إذاً فهو لديه معلومات وملفات تؤيد كلامه، و«البرادعي» كان يهيج البلد كل فترة، ودوره تم تحديده في 2008 وهذا ظهر في حدوث قلاقل في مصر، ومما شجعه علي هذا «مبارك» نفسه دون أن يدري بسبب تضامنه هو الآخر مع الولايات المتحدة فسمح ل «البرادعي» بمنتهي الغباء لأنه كان يريد تخفيف ضغوط جماعة الإخوان والتيار الإسلامي في الشارع المصري.
وماذا عن استقالة د. البرادعي؟
- «البرداعي» طعن الشعب المصري طعنة شديدة عندما قدم استقالته وهرب اعتراضاً علي فض اعتصام «رابعة»، مع أنه لم يكن من مؤيدي جماعة الإخوان، ولا يحبهم وطوال عمره كان ضدهم، وبالطبع هو كان يعرف ان استمرار الاعتصام في «رابعة» مستحيل ولن يسمح له بالاستمرار لأنه كان سيتحول إلي دولة داخل الدولة، ولم يكن تحت السيطرة، ومع أن «البرداعي» آخر فض الاعتصام في بدايته وحينها كانت الخسائر ستكون قليلة في أوساط الشرطة أو في المعتصمين، إلا أنه كان يتصرف كرئيس للجمهورية وليس كنائب له، حيث كان يوجه بعض الدعوات إلي الشخصيات والوفود الأجنبية دون علم الرئاسة بها، وكان يتم توجيهها لمقابلة من شاء في مصر، وهو الذي كان يسمح بزيارة الوفود الخارجية ل«مرسي» داخل السجن وأيضا قيادات الإخوان في الوقت الذي كان يغضب الشعب المصري من تكرار هذه اللقاءات.
لكن استقالته كانت قبل فض اعتصام رابعة؟
- «البرادعي» قدم استقالته الساعة الثانية ظهراً أي بعد فض اعتصام «النهضة» دون خسائر، ولم تكن الأجهزة الأمنية بدأت فض اعتصام «رابعة» حتي الساعة الخامسة إذن عند تقديم الاستقالة لم يكن حدث شيء ولكنه تعجل حيث كان يريد إشعال الموقف وبالفعل تم له هذا.. ولذلك أصبح «البرادعي» شخصاً غير مرغوب فيه داخل مصر، وأعتقد أنه لن يأتي إلي مصر مرة أخري، ولهذا نحذر أحباءه وأنصاره حتي لا يلعبوا بالنار، لان لو عاد «البرداعي» ستشتعل مصر وجماعة الإخوان تعرفه جيداً، ولهذا تكرهه بشدة بل التيار الإسلامي بالكامل يكرهه ولكنها لغة المصالح التي تجري الآن.
هل حصول البرادعي علي جائزة نوبل يحميه من أية مساءلة في الداخل؟
- لا.. لن تمنع عنه أية مساءلة لو كان مطلوباً فليست له حصانة رسمية.. وحتي قلادة النيل لا تمنع المساءلة القانونية له، ثم إن جائزة «نوبل» كانت للوكالة الدولية بالكامل نصفها ل«البرادعي» ونصفها لقسم الضمانات، وأنا كنت رئيس قسم بالوكالة وحصلت أيضا عليها ضمن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
C.V
الدكتور مهندس يسري السيد محمد أبوشادي
مواليد 20 مايو 1948
الأول بكالوريوس الهندسة النووية بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1971
دكتوراة في الهندسة النووية وتصميم المفاعلات النووية في فرنسا
أستاذ ورئيس قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية سابقا
شغل العديد من الوظائف في مجال الطاقة النووية في كل من: فرنسا- بلجيكا - ليبيا - النمسا
خبرة في البرامج النووية وتصميم المفاعلات لأكثر من 40 دولة
المؤلفات: عشرات الأبحاث والمنشورات العلمية والمراجع، ووضع العديد من البرامج الحسابية المتقدمة والمستخدمة في العديد من مراكز البحوث والشركات العالمية في مجال تصميم المفاعلات
كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس قسم الضمانات حتي نهاية مايو 2009
الجوائز: جائزة جامعة الإسكندرية التشجيعية 1981
جائزة الوكالة الدولية للامتياز في العمل 2003
جوائز ومنح وتقدير من بعض المؤسسات ومراكز البحوث والجامعات والشركات في مختلف الدول
جائزة نوبل عام 2005 بالمشاركة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
عضو المجلس المصري للشئون الخارجية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.