ربما يفاجأ الكثيرون بأن القذافي كان يعتزم ضرب السد العالي في الثمانينيات, وأن إسرائيل في حرب أكتوبر/ رمضان سنة73 كانت قد جهزت11 طائرة محملة بقنابل ذريه لضرب مصر لولا تدخل الولاياتالمتحدهالأمريكية.. واسرار كثيرة أخري يكشف عنها د. يسري أبو شادي عضو المجلس المصري للشئون الخارجيه و كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حواره مع الأهرام المسائي والذي يؤكد فيه أن أزمة الطاقة في مصر لا تكمن في البترول و الغاز اللذين لا يكفيان البلاد أكثر من10 سنوات, بل في الطاقه النوويه التي تخلفنا فيها عقودا طويلة.. و كشف عن دور المخابرات الأمريكية في إبرام صفقة مع القذافي لاصطياد شبكة التجارة الدولية النووية غير الشرعية.. وإلي نص الحوار.. * ما حقيقة المفاعل النووي الذي تنوون تنفيذه في مصر ؟ ** من واقع خبرتي الطويلة أدرك أن الطاقة النووية هي الحل الوحيد لحل أزمات مصر خاصة وأن طاقتها الكهربيه يقوم عليها الكثير من الصناعات. وتستطيع الصناعه الوطنية صنع مفاعل ولكن ليس شرطا من أول محاولة.. نريد30% مشاركه الصناعة الوطنية في أول مفاعل, ونريد ان يكون للمهندس المصري دور في تصنيع المحطة النووية التي أهم ما فيها هو المفاعل. وقد قمنا بجولة علي مصانع أبو زعبل الحربية و غيرها حيث أشرف علي مشروع بهذا الامر مع طلبة قسم الهندسة النووية بالاسكندرية وقسمنا المشروع لثلاث مراحل تنتهي بمفاعل مماثل للحقيقي ولكن بمقياس اقل. * لو تلقيت عرضا من الخارج لبيع فكرتك حول المفاعل.. فهل تفكر في البيع ؟ ** إنني أعشق بلدي جدا.. ولن أفكر أبدا في بيع فكرتي بأي مبلغ.. أسعي لإفادة بلدي التي علمتني والتي أرتبط بها منذ استشهاد والدي رحمه الله في حرب1948 في فلسطين والذي لم أره. وكل أسرتي كانوا ضباطا بالقوات المسلحة. * ولماذا تأخرت مصر حتي اليوم عن إنشاء مفاعلات نووية ؟ ** للاسف قللنا جدا من شأن مفاعل ديمونة في إسرائيل فمات عبد الناصر دون أن يسعي إلي إنشاء مفاعل نووي استراتيجي, و كان السادات رحمه الله مشغولا في البداية بأزمات أثار هزيمة67 والاستعداد لحرب73 فتناسي ما كان يجري في إسرائيل من استعدادات نووية و سارع بالتصديق علي اتفاقية منع الانتشار النووي و هو ما منعنا من تصنيع سلاح نووي رادع بالرغم من أن في إسرائيل نحو300 قنبلة نووية بينما لا تملك مصر واحدة!! * سافرت إلي ليبيا لمساعدتهم في إنشاء مفاعل نووي ولكنك لم تكمل مدتك هناك.. فما السبب ؟ ** كانت فترة ليبيا أصعب فترات حياتي العملية حيث طلبني القذافي لمساعدتهم في إنشاء مفاعل نووي فوجدت عندهم مفاعلا روسيا علي وشك التشغيل خلال شهرين من وصولي و وجدت لديهم امكانيات ضخمه, فتوسعت في العمل معهم حتي انني شغلت منصب نائب وزير الطاقة الليبي, ورأست الوفد الليبي منذ سنة82 وحتي سنة84 حيث كنت مسئولا عن تشغيل المفاعل النووي الروسي وخاصة الكمبيوتر الخاص به وعدد اخر من المشاريع الهامه والحساسه. و أثناء وجودي هناك علمت أن القذافي يستعد لضرب السد العالي, وحينها تم القبض علي فريق العمل الذي يعمل معي.. وكان القذافي ديكتاتورا بمعني الكلمة حتي إنه كان يقوم سنويا بأعدام7 طلبة بالشنق امام باب الجامعة ويتركهم معلقين لمدة اسبوع وذلك لبث الرعب في شعبه. في تلك الأثناء كنت قد قطعت شوطا كبيرا في برنامجي النووي في ليبيا و لو أكملت الطريق لكان ذلك شكل خطرا كبيرا علي مصر خاصة وأن القذافي بدأ في مراقبتي ومنع زوجتي من السفر بعد أن علم أنني نويت مغادرة ليبيا إلي بلجيكا حيث كنت أشرف علي مشروع ضخم هناك وكنت أقوم بتدريب بعض الطلبة الليبيين في بلجيكا. وكان قراري بمغادرة ليبيا قد اتخذته في نوفمبر سنة84 علي أن أسافر بالفعل في يناير سنة85 لكن السلطات الليبية رفضت إعطاء زوجتي تأشيرة السفر معي. * وماذا فعلت للخروج من هذا المأزق؟ ** أثناء وجودي في زيارة فنية لفيينا مع الحراسة الليبية بالطبع فوجئت بأن الوكالة الدولية للطاقة النووية تبلغني باختياري للعمل معها ولكنها أرسلت لي رسالة بالخطأ علي البعثة الليبية في الوكالة فكانت هذه الرساله سببا لعدم عودتي لليبيا ومحاولة اخراج زوجتي من هناك حتي نجحت في ذلك. وفي تلك الأثناء قامت السلطات الليبية بمعاودة القبض علي فريق عملي كله والذين كانوا اغلبهم من التيار الاسلامي. * و ماذا كان عملك في بلجيكا ؟ ** كانت لي برامج نووية أراد القذافي شراءها في ذلك الحين بمبلغ مليون دولار خاصة و أن المفاعل النووي الليبي كان يمكنه ان ينتج بلوتنيوم إلا أن خط الانتاج بدأ يحل به الضعف تدريجيا بعد مغادرتي ليبيا إذ كان من المستحيل بعد ذلك استكمال البرنامج. * لكن القذافي كان يريد بدء برنامج نووي في سنة2003!! ** كان هذا شيئا عجيبا خاصة و أن العراق قد تم أحتلالها بسبب هذا البرنامج النووي الذي وضعها تحت ضغوط دوليه منذ سنة91 وحتي احتلالها سنة..2003 لكن القذافي قرر في سنة2003 تدشين برنامج نووي لإنتاج قنابل ذريه.. وكان لذلك فرصة. * و ما هي تلك الفرصه ؟ ** اكتشاف شبكة التجارة غير الشرعية للمعدات والمواد في المجال النووي لأن هناك دولا معينة يحظر عليها التعامل في هذا المجال. وكانت تلك الشبكة برئاسة الباكستاني عبد القدير خان الملقب بأبو اليورانيوم الذي فجرته باكستان, لكنه ليس أبو المفاعل النووي لأنه في الأصل سرق تصميمات وحدات الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من هولندا إذ كان يقوم بتصوير رسومات هذه الوحدات ويحتفظ بنسخه لنفسه. وكانت باكستان قد سعت لدخول المجال النووي حتي تكون مكافئة للهند التي دخلت هذا المجال سنة.1974 و قد استطاع خان إنشاء سوق سوداء في هذه التجارة وقام بعمل زيارات لمعظم الدول بما فيها مصر أيام النظام المخلوع. * ولماذا زار مصر ؟ ** قصة عبد القدير خان مع مصر حكاها لي المهندس ماهر أباظة وزير الكهرباء والطاقه الأسبق باعتباره رئيس الطاقة الذريه, حيث جاء خان إلي مصر في بداية التسعينيات ليعرض إمكانية عمل قنبلة نووية, وكان علي وشك أن يلتقي الرئيس السابق لكن الأخير رفض التعامل معه بعد أن تلقي معلومات حولة, وأحال لقاءه إلي رئيس الوزراء حينذاك خاصة وأن التجارة غير المشروعة في المجال النووي كانت قد انتشرت و تعاملت معها ايران و باكستان. * ومن أعضاء تلك الشبكة ؟ ** جنسيات مختلفة من أوروبا و الولاياتالمتحدهالأمريكية و جنوب إفريقيا وباكستان ودخل فيها وسيط دولة عربيه إضافة إلي بعض الدول الاسلاميه و الأسيويه, وكان يستفيد منها إيرانوباكستان وكوريا الشماليه والعراق, خاصة أن عبد القدير خان حاول التعامل مع العراق لكن كان الوقت متأخرا فلم يحدث تعاون بينهما. * وما علاقة تلك الشبكة بالقذافي ؟ ** كانت الولاياتالمتحدةالامريكية تريد معرفة وتفاصيل عن تلك الشبكة فاستغلت ليبيا بدفعها إلي ادعاء إحياء مشروعها النووي مرة أخري وهو ما يفسر موقف القذافي الذي تجرأ بإحياء مشروعه النووي سنة2003 وهي نفس السنة التي تم فيها ضرب العراق بسبب مشروعها النووي و طبقا لتقديراتي التي تقترب من الحقيقه فإن المخابرات الأمريكية عقدت صفقة مع القذافي بأن يعلن إحياء مشروعه النووي ليكون طعما يتم من خلاله اصطياد شبكة التجارة غير الشرعية في المعدات والمواد النووية, حيث تمكن القذافي فعلا من الحصول من تلك الشبكة علي ألف وحده نووية وبعدها تم القبض علي أفراد الشبكة وتمت محاكمتهم جميعا عدا عبد القدير خان الذي تم تحديد إقامتة حتي لا يحاكم. * واين كان البرادعي من ليبيا ؟ ** كان هذا أمرا عجيبا أذ لم يتعرض محمد البرادعي الذي كان يشغل منصب رئيس الهيئة الدولية للطاقة النووية. إلي ليبيا مطلقا بينما وضع مصر الخاليه من التسليح النووي ضمن محور الشر علي أمور تافهة. * وماذا عن العراق.. هل كانت بالفعل قادرة علي انتاج قنابل نووية؟ ** لقد زرت العراق سنة75 مع د. يحيي المشد و حينها كان صدام حسين نائبا لرئيس الجمهورية و رئيسا للطاقه النووية و تمكنت العراق من أنشاء مفاعل أكبر من مفاعل ديمونة الإسرائيلي من حيث إنتاج البلوتونيوم, لكن قبل وضع الوقود في المفاعل قامت إسرائيل بتفجيره سنة81 وكان ذلك بتعاون مخابراتي إسرائيلي فرنسي خاصة و أن فرنسا هي التي قامت ببناء هذا المفاعل, و بعد هذا التفجير انتهي موضوع انتاج البلوتونيوم الذي هو العنصر الاساسي في تصنيع القنابل النووية. * وكيف عادت العراق مرة أخري للمجال النووي ؟ ** كان بالعراق شخصية فذه وهو د. ضياء جعفر الذي حصل علي الدكتوراه وعمره22 عاما وكان تخصصه تخصيب اليورانيوم حيث بدأ يعمل في التخصيب من الصفر عن طريق مغناطيسيات ضخمة لفصل اليورانيوم235 عن238 وهي طريقة مكلفة جدا, لكن العراق تقدمت و أنتجت بضعة كيلو جرامات من اليورانيوم منخفض التخصيب, وكانت بصدد الدخول في المرحلة التاليه بانتاج كميات من اليورانيوم عالي التخصيب قبل سنة.91 وبعد اغتيال الدكتور يحيي المشد سنة80 لم تستعن العراق بأي شخص غير عراقي في برنامجها النووي باستثناء بعض الفنيين من الغرب. * وهل توصلت العراق بالفعل لإنتاج قنابل؟ ** هذه معلومات ربما تنشر لأول مرة.. خططت العراق في16 يناير1991 لعمل أول تفجير لقنبلة ذرية بدون يورانيوم علي ان تستخرج خلال6 شهور اليورانيوم عالي التخصيب عبر الوقود الفرنسي من خلال البرنامج التصادمي, وكان يشرف علي ذلك كمال حسين زوج أبنة صدام حسين حيث كان وزيرا للدفاع, فكانت العراق في ذلك الوقت مخالفة لتعليمات الهيئة الدولية للطاقة النووية. ولما هرب كمال حسين من العراق ترك كميات ضخمة من المستندات كنت من بين الذين اطلعوا عليها حيث وجدناها في مزرعة دواجن موضوعة في خمسين صندوقا حديديا زنة الواحد مائة كيلو جرام, و كانت المنظمة الدولية للطاقة النووية قد استدعتني للاطلاع علي هذه المستندات بصفتي عربيا و كان معي مصري آخر أحتفظ باسمه, وكان له دور معين بعد ذلك في حرب العراق.. وقد قرأت في تلك المستندات ما لم يطلع عليه غيري. وفي سنة95 اكتشفنا تصميما للقنبلة الذرية في العراق. وكانت المخابرات الأمريكية ترسل أفرادا منها إلي العراق علي أنهم من أعضاء المنظمة وتم هذا في عهد مدير الوكاله الأسبق هانز بليكس وكذا المدير السابق محمد البرادعي. * وحتي جاء دور البرادعي ؟ ** جاء البرادعي رئيسا للمنظمه سنة97 وعلم حينها أن العراق وصلت إلي مرحلة متقدمة, و في سنة98 تمت كتابة التقرير النهائي عن العراق. و كان رئيس الوحده القائمة بالتفتيش علي درجة تقترب من منصب البرادعي, وكان يعرف بحياديته وحينما كتب في التقرير والذي شاركت في كتابته بشكل أساسي أن العراق انتهت تماما بعد تفتيش كل مكان فيها من خلال آلاف الحملات وكتبنا في التقرير النهائي أنه تم تلافي كل السلبيات وأن العراق سيخضع للرقابة المستمرة وهو شرط وضعه مجلس الأمن لرفع العقوبات التي كانت مفروضة عليه والتي جعلت العملة العراقية في أدني مستوياتها إذ بلغ الدولار حينها حوالي10 آلاف دينار عراقي. * و ماذا كان رد فعل الامريكان ؟ ** كانت الولاياتالمتحدة مستاءة جدا من التقرير الذي يعني رفع العقوبات عن العراق لأننا طلبنا فيه رفع العراق من التفتيش إلي المراقبة. * و ماذا كان دور البرادعي تحديدا ؟ ** لما كتبنا التقرير قام البرادعي بإعادته لنا مرة أخري خاصة و أن أعضاء المخابرات الأمريكية الموجودون أصلا في الوكاله تحت قيادة السفير الأمريكي بالعراق قد علموا بهذا التقرير وابدوا اعتراضهم عليه!! * وهل كان بوسع البرادعي أن يقول: لا ؟ ** كان البرادعي علي يقين بأن بوش يريد ضرب العراق و كان يعلم أن العالم كله يعارض بوش في ذلك حتي مجلس الامن نفسه, لكن البرادعي أخرج التقرير بشكل يعطي لبوش ذريعة لضرب العراق ولما عزم بوش علي ذلك لم يخرج البرادعي ليهدد بالاستقاله كما فعل سنة2008 لما تم تهديد إيران بالضرب, وحينها كان تصريحا عبثيا من البرادعي لأنه لو كانت هناك ذريعه لضرب إيران لكان تم ذلك سنة.2006 * وما الذريعه التي أعطاها البرادعي لبوش ؟ ** البرادعي قال في تصريحاته: لم يصلنا أي رد مرض من العراق بشأن النقاط الثلاث.. والعجيب أن تلك النقاط لم يكن لها أي تأثير مطلقا حتي إن رئيس لجنة التفتيش علي العراق و كان انجليزي الجنسية هو الذي وضع هذه النقاط و التي بناء عليها تم وضع العراق في مرحلة المراقبة الطويله بدلا من التفتيش. وكالمتربص استغل بوش تصريح البرادعي كذريعه لضرب العراق حيث قال: إن تصريح رئيس الوكاله( يعني البرادعي) وتقريرها كان السند الدولي الوحيد لضرب العراق. وكان تصريح كولن باول وزير الدفاع الامريكي الاسبق دليلا علي أن ضرب العراق كان مبيتا عندما قال: خدعت بأن العراق كان مخالفا بينما لم تتم مناقشة التقرير الخاص بالعراق من سنة98 و حتي سنة2010 والذي حفظ بأدراج مجلس الامن طوال هذه الفتره. * وهل ندم البرادعي علي ذلك ؟ ** ضمير البرادعي استيقظ لدقائق معدودة عندما سأله محرر مجلة تايمز الامريكية في أغسطس2009 قبل تقاعد البرادعي: ما هي اسوأ لحظة لم ترض عنها في حياتك ؟ فأجاب البرادعي: لما قامت الحرب علي العراق حيث فقد آلاف البشر حياتهم بسبب خيالات وليس حقائق مما جعلني أرتجف. وعندما سئل عن أسوأ حكم اتخذه في حياته أجاب: كان يجب قبل حرب العراق أن أصرخ بأعلي صوتي لمنع بعض الناس من إساءة استغلال المعلومات التي تم توفيرها من قبلنا( أي من الوكالة و مديرها). * لكن لماذا رفضت مصر ترشيح البرادعي لرئاسة الوكالة الدولية للطاقة النووية ؟ ** لدي مصر ملف كامل عن البرادعي يعلمه جيدا عمرو موسي وزير الخارجية.. و قد تقدمت ببلاغ ضد البرادعي للنائب العام السابق عبد المجيد محمود لكنه حفظه بعد أسبوع دون أن يطلبني للاستماع لأقوالي. وأتمني من النائب العام الجديد التحقيق في هذا البلاغ. * بعد ثورة25 يناير بدأت حقائق كثيرة تتكشف تباعا.. فما وضع مصر في مجال الطاقة ؟ ** كان سامح فهمي وزير البترول الأسبق يزعم أن احتياطي الغاز يكفينا لمدة40 سنة والبترول لمدة25 سنة, لكن المعلومات الحقيقية أن الغاز يكفي لمدة15 سنة فقط و هو ما أكده لي وزير البترول الحالي وفي راي اقل من10 سنوات. إننا للأسف نعيش مهزلة بكل المقايس حيث نعطي للشركات الأجنبية حق التنقيب لمدة20 سنة ثم نشتري منها بترولنا ونصدر البترول الخام بالسعر العالمي.. إنها كارثه ويزيد الأمر خطورة أننا نصدر البترول الخام بمبالغ زهيدة جدا ونستورد40% من منتجات البترول باسعار مرتفعه للغايه. و نصدر منه خاما40%.. وليس لدينا قدرة تكريرية للبترول كافيه.. و كل مالدينا27 مليون طن لم تزد كمياتها منذ عدة سنوات. * وماذا عن الغاز.. ألسنا. ** يستفيد من الغاز الطبيعي اقل من ربع السكان فقط... و ليس صحيحا أننا نستطيع توصيل الغاز لكل السكان لأن احتياطينا منه لا يكفي وربما يعجب كثيرون عندما يعلمون أن80% من محطات الكهرباء المصرية تعتمد علي الغاز.. وإن60% من إنتاج الغاز الطبيعي يذهب إلي محطات الكهرباء.. وللعلم احتياطي الغاز لا يكفي لأقل من10 سنوات. والمشكلة تزداد تعقيدا لأن قدرة المحطات الكهربية30 ألف ميجاوات تحتاج زيادة بنسبة7% سنويا. وقد وضعنا حسن يونس الوزير الاسبق للكهرباء في موقف حرج فحتي يتلافي أزمات الصيف اعتمد علي الغاز الطبيعي في تغذية محطات الكهرباء بدلا من السولار المكلف الأمر الذي يؤدي إلي تأكل احتياطي الغاز. * وماذا سيكون موقف مصر بعد10 سنوات من الآن؟ ** لقد أصدر وزير الكهرباء الحالي بيانا أكد فيه أن الغاز الطبيعي لا يصل إلي محطات الكهرباء بضغط كاف لذا بدأ إنتاجها من الكهرباء يقل إذ لم تعد تستطيع الضخ طوال ال24 ساعة لذا بدأ يتم التخفيض تدريجيا حتي لا يشعر الناس بحجم المشكلة ولكن بعيدا عن القاهرة. نريد قدرات تصل إلي3 آلاف ميجا وات سنويا إذا كنا بالفعل نريد تنمية حقيقية.. لابد من الاعتماد علي المفاعلات النووية لأنها الضمان لاستمرار الإمداد بالطاقة. * وكم عدد المفاعلات النووية في إسرائيل ؟ ** تعاملت إسرائيل مع الطاقة الذرية منذ سنة1952 عبر مفاعل ناحاك سوريك الذي تبلغ قدرته5 ميجاوات, وهو المفاعل الوحيد الذي تفتش عليه الوكالة الدولية للطاقة و هو مفاعل مماثل لمفاعل أنشاص القديم في مصر. وأشهر مفاعل هو ديمونه الذي أهدته فرنسا لإسرائيل مكافأة لها لمشاركتها في حرب56, وهو مفاعل خطير جدا يعمل بالماء الثقيل بقوة25 ميجا وات زادت إلي75 ميجاوات ثم150 ميجاوات, ويقال إنه أنتج من200 إلي300 قنبلة ذرية. وبخلاف ديمونه يوجد6 مفاعلات سريه و معامل أخري لإعادة استخدام البلوتونيوم في القنابل التي انتهت مدتها للاستخدام في قنابل جديده لأن القنبلة النووية مدتها من10 إلي15 سنة بعدها يتم تنكيلها ولدي إسرائيل صواريخ تحمل تلك القنابل. و في هذا الصدد أعدت إسرائيل أثناء حرب أكتوبر سنة1173 طائره بالقنابل الذريه لضرب مصر لكن الولاياتالمتحدةالامريكية منعتها من ذلك مقابل إمدادها بأسلحة حديثة لاستخدامها في الحرب منها أسطول الفانتوم والدبابات الحديثة جدا. رابط دائم :