رئيس الوزراء يتفقد موقع إنشاء المحطة النووية بالضبعة    تحويلات المصريين بالخارج تقفز إلى 32.8 مليار دولار خلال 11 شهراً بزيادة 69.6%    شل مصر تعلن الاستثمار في حقل «غرب مينا» للغاز بالبحر المتوسط    البورصة ترتفع 0.95% بدعم البنك التجاري الدولي ومجموعة طلعت مصطفى    الصين تحذر من التشهير بها بعد الخرق الأمني على مايكروسوفت    يديعوت أحرونوت: رد حماس لم يرض الوسطاء في مفاوضات وقف النار بقطاع غزة    تصادم مروع في قنا.. مصرع شخصين وإصابة 7 بينهم طفلة    وزيرا الأوقاف والتربية والتعليم يوقعان بروتوكول تعاون لإطلاق حضانات تعليمية بالمساجد    تفاصيل الدورة ال 41 ل مهرجان الإسكندرية السينمائي.. تحمل اسم ليلى علوي    برعاية شيخ الأزهر.. تدشين مبادرة تدريب طلاب الأزهر على الوعي السياحي بالأقصر    أستاذ علوم سياسية: إيران بين المفاوضات أو الضربة العسكرية.. والغرب لا يمزح    سيعود للمستشفى.. آخر تطورات الحالة الصحية ل"حسن شحاتة"    تيدي أوكو يثير الجدل برسالة غامضة وسط أنباء فشل انتقاله للزمالك    تقرير تونسي يكشف موعد انضمام علي معلول للصفاقسي    فخر أبو ظبي الجديد.. إبراهيم عادل حديث صحف الإمارات بعد انضمامه للجزيرة    حتى 31 أغسطس المقبل.. استمرار العمل بتيسيرات الإعفاء بنسبة 70 % من غرامات التأخير للوحدات والمحال والفيلات    حزب الحرية: ثورة 23 يوليو خلدها التاريخ وأرست مبادئ العدالة والكرامة    الحكومة: لا تحديات تعيق افتتاح المتحف المصرى الكبير والإعلان عن الموعد قريبا    الصحة: النسخة ال 3 لحملة حملة "100 يوم صحة" تستهدف مواجهة التوحد والإدمان    الاستعانة بمركز بحثي متخصص لإعداد دراسة فنية لتطوير كورنيش طنطا في الغربية    الكرملين: محادثات صعبة مع كييف في إسطنبول اليوم.. ومذكرات التفاهم "متناقضة"    فيريرا يركز على الجوانب الفنية في مران الزمالك الصباحي    ارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين بغزة إلى 231    وفاة شخصين متأثرين بإصابتهما في حادث تصادم سيارتين بقنا    أسرة مريم الخامس أدبي تستقبل نتيجتها بالزغاريد في دمياط    ضبط 3695 قضية سرقة كهرباء خلال 24 ساعة    تعليم قنا تنظم ندوة تعريفية عن نظام «البكالوريا الجديدة»    أوباما ينتقد اتهامات ترامب "الغريبة" بشأن انتخابات 2016"    جامعة الأقصر تعلن موعد التحويلات ونقل القيد بين الكليات    التفاصيل الكاملة ليوم الأربعاء 23 يوليو 1952    6 أساتذة يفوزون بجوائز الدولة للرواد والتشجيعية والمرأة من جامعة القاهرة    تكتفي بالمراقبة أكثر من الكلام.. 5 أبراج يفضلون الصمت    الإفتاء توضح كيفية إتمام الصفوف في صلاة الجماعة    محفظ قرآن بقنا يهدي طالبة ثانوية عامة رحلة عمرة    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر والأصل أن تعود للخاطب عند فسخ الخطبة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : كم نتمنى ان نكون مثلكم ?!    تباين أداء مؤشرات البورصة في منتصف تعاملات اليوم    علامة "غريبة" ظهرت على شابة كشفت إصابتها بسرطان العظام- لن تتوقعها    بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة 2025.. 8 نصائح لطلاب الدور الثاني للتغلب على التوتر وزيادة التركيز    بالفيديو.. الأرصاد: موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد حتى منتصف الأسبوع المقبل    اعتذاره مرفوض والأيام دول، سيد عبد الحفيظ يشن هجوما ناريا على وسام أبو علي (فيديو)    على طريقة عربي.. مصطفى غريب يوجه رسالة طريفة لطلاب الثانوية العامة    "الأعلى للإعلام" يُوقف مها الصغير ويحيلها للنيابة بتهمة التعدي على الملكية الفكرية    محافظ الفيوم يهنئ وزير الدفاع ورئيس الأركان بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو    طريقة عمل المكرونة بالبشاميل، بطريقة المحلات وطعم مميز    رئيس هيئة الرقابة الصحية من مطروح: تحقيق جودة الخدمات يعتمد بالأساس على تأهيل الكوادر البشرية (تفاصيل)    البنك الزراعي المصري يبحث تعزيز التعاون مع اتحاد نقابات جنوب إفريقيا    مرتضى منصور لحسن شحاتة: للأسف أنا مسافر ومنعزل عن العالم    محمد عبد الحافظ ناصف مستشارًا للشؤون الفنية والثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة    السيسي: مصر أبت أن يعيش مواطنوها في العشوائيات والأماكن الخطرة    أسعار البيض اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025    دار الإفتاء المصرية توضح حكم تشريح جثة الميت    الوداد يتحرك لضم يحيى عطية الله من سوتشي الروسي    خريطة حفلات مهرجان العلمين الجديدة بعد الافتتاح بصوت أنغام (مواعيد وأسعار التذاكر)    وزير الخارجية يتوجه إلى النيجر في المحطة الثالثة من جولته بغرب إفريقيا    ترامب: الفلبين ستدفع رسوما جمركية بنسبة 19% بموجب اتفاق مع الرئيس ماركوس    وفاة 4 أشخاص بطلقات نارية إثر مشاجرة مسلحة بين عائلتين بقنا    خلال فترة التدريب.. مندوب نقل أموال ينهب ماكينات ATM بشبرا الخيمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. يسري أبو شادي
كبير مفتشي الوكالة الدوليه للطاقة الذرية(1 من2): المشروع النووي.. الحل الأمثل لأزمة الطاقة في مصر

ربما يفاجأ الكثيرون بأن القذافي كان يعتزم ضرب السد العالي في الثمانينيات, وأن إسرائيل في حرب أكتوبر/ رمضان سنة73 كانت قد جهزت11 طائرة محملة بقنابل ذريه لضرب مصر لولا تدخل الولايات المتحده الأمريكية..
واسرار كثيرة أخري يكشف عنها د‏.‏ يسري أبو شادي عضو المجلس المصري للشئون الخارجيه و كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حواره مع الأهرام المسائي والذي يؤكد فيه أن أزمة الطاقة في مصر لا تكمن في البترول و الغاز اللذين لا يكفيان البلاد أكثر من‏10‏ سنوات‏,‏ بل في الطاقه النوويه التي تخلفنا فيها عقودا طويلة‏..‏ و كشف عن دور المخابرات الأمريكية في إبرام صفقة مع القذافي لاصطياد شبكة التجارة الدولية النووية غير الشرعية‏..‏ وإلي نص الحوار‏..‏
‏*‏ ما حقيقة المفاعل النووي الذي تنوون تنفيذه في مصر ؟
‏**‏ من واقع خبرتي الطويلة أدرك أن الطاقة النووية هي الحل الوحيد لحل أزمات مصر خاصة وأن طاقتها الكهربيه يقوم عليها الكثير من الصناعات‏.‏ وتستطيع الصناعه الوطنية صنع مفاعل ولكن ليس شرطا من أول محاولة‏..‏ نريد‏30%‏ مشاركه الصناعة الوطنية في أول مفاعل‏,‏ ونريد ان يكون للمهندس المصري دور في تصنيع المحطة النووية التي أهم ما فيها هو المفاعل‏.‏
وقد قمنا بجولة علي مصانع أبو زعبل الحربية و غيرها حيث أشرف علي مشروع بهذا الامر مع طلبة قسم الهندسة النووية بالاسكندرية وقسمنا المشروع لثلاث مراحل تنتهي بمفاعل مماثل للحقيقي ولكن بمقياس اقل‏.‏
‏*‏ لو تلقيت عرضا من الخارج لبيع فكرتك حول المفاعل‏..‏ فهل تفكر في البيع ؟
‏**‏ إنني أعشق بلدي جدا‏..‏ ولن أفكر أبدا في بيع فكرتي بأي مبلغ‏..‏ أسعي لإفادة بلدي التي علمتني والتي أرتبط بها منذ استشهاد والدي رحمه الله في حرب‏1948‏ في فلسطين والذي لم أره‏.‏ وكل أسرتي كانوا ضباطا بالقوات المسلحة‏.‏
‏*‏ ولماذا تأخرت مصر حتي اليوم عن إنشاء مفاعلات نووية ؟
‏**‏ للاسف قللنا جدا من شأن مفاعل ديمونة في إسرائيل فمات عبد الناصر دون أن يسعي إلي إنشاء مفاعل نووي استراتيجي‏,‏ و كان السادات رحمه الله مشغولا في البداية بأزمات أثار هزيمة‏67‏ والاستعداد لحرب‏73‏ فتناسي ما كان يجري في إسرائيل من استعدادات نووية و سارع بالتصديق علي اتفاقية منع الانتشار النووي و هو ما منعنا من تصنيع سلاح نووي رادع بالرغم من أن في إسرائيل نحو‏300‏ قنبلة نووية بينما لا تملك مصر واحدة‏!!‏
‏*‏ سافرت إلي ليبيا لمساعدتهم في إنشاء مفاعل نووي ولكنك لم تكمل مدتك هناك‏..‏ فما السبب ؟
‏**‏ كانت فترة ليبيا أصعب فترات حياتي العملية حيث طلبني القذافي لمساعدتهم في إنشاء مفاعل نووي فوجدت عندهم مفاعلا روسيا علي وشك التشغيل خلال شهرين من وصولي و وجدت لديهم امكانيات ضخمه‏,‏ فتوسعت في العمل معهم حتي انني شغلت منصب نائب وزير الطاقة الليبي‏,‏ ورأست الوفد الليبي منذ سنة‏82‏ وحتي سنة‏84‏ حيث كنت مسئولا عن تشغيل المفاعل النووي الروسي وخاصة الكمبيوتر الخاص به وعدد اخر من المشاريع الهامه والحساسه‏.‏
و أثناء وجودي هناك علمت أن القذافي يستعد لضرب السد العالي‏,‏ وحينها تم القبض علي فريق العمل الذي يعمل معي‏..‏ وكان القذافي ديكتاتورا بمعني الكلمة حتي إنه كان يقوم سنويا بأعدام‏7‏ طلبة بالشنق امام باب الجامعة ويتركهم معلقين لمدة اسبوع وذلك لبث الرعب في شعبه‏.‏
في تلك الأثناء كنت قد قطعت شوطا كبيرا في برنامجي النووي في ليبيا و لو أكملت الطريق لكان ذلك شكل خطرا كبيرا علي مصر خاصة وأن القذافي بدأ في مراقبتي ومنع زوجتي من السفر بعد أن علم أنني نويت مغادرة ليبيا إلي بلجيكا حيث كنت أشرف علي مشروع ضخم هناك وكنت أقوم بتدريب بعض الطلبة الليبيين في بلجيكا‏.‏ وكان قراري بمغادرة ليبيا قد اتخذته في نوفمبر سنة‏84‏ علي أن أسافر بالفعل في يناير سنة‏85‏ لكن السلطات الليبية رفضت إعطاء زوجتي تأشيرة السفر معي‏.‏
‏*‏ وماذا فعلت للخروج من هذا المأزق؟
‏**‏ أثناء وجودي في زيارة فنية لفيينا مع الحراسة الليبية بالطبع فوجئت بأن الوكالة الدولية للطاقة النووية تبلغني باختياري للعمل معها ولكنها أرسلت لي رسالة بالخطأ علي البعثة الليبية في الوكالة فكانت هذه الرساله سببا لعدم عودتي لليبيا ومحاولة اخراج زوجتي من هناك حتي نجحت في ذلك‏.‏ وفي تلك الأثناء قامت السلطات الليبية بمعاودة القبض علي فريق عملي كله والذين كانوا اغلبهم من التيار الاسلامي‏.‏
‏*‏ و ماذا كان عملك في بلجيكا ؟
‏**‏ كانت لي برامج نووية أراد القذافي شراءها في ذلك الحين بمبلغ مليون دولار خاصة و أن المفاعل النووي الليبي كان يمكنه ان ينتج بلوتنيوم إلا أن خط الانتاج بدأ يحل به الضعف تدريجيا بعد مغادرتي ليبيا إذ كان من المستحيل بعد ذلك استكمال البرنامج‏.‏
‏*‏ لكن القذافي كان يريد بدء برنامج نووي في سنة‏2003!!‏
‏**‏ كان هذا شيئا عجيبا خاصة و أن العراق قد تم أحتلالها بسبب هذا البرنامج النووي الذي وضعها تحت ضغوط دوليه منذ سنة‏91‏ وحتي احتلالها سنة‏..2003‏ لكن القذافي قرر في سنة‏2003‏ تدشين برنامج نووي لإنتاج قنابل ذريه‏..‏ وكان لذلك فرصة‏.‏
‏*‏ و ما هي تلك الفرصه ؟
‏**‏ اكتشاف شبكة التجارة غير الشرعية للمعدات والمواد في المجال النووي لأن هناك دولا معينة يحظر عليها التعامل في هذا المجال‏.‏ وكانت تلك الشبكة برئاسة الباكستاني عبد القدير خان الملقب بأبو اليورانيوم الذي فجرته باكستان‏,‏ لكنه ليس أبو المفاعل النووي لأنه في الأصل سرق تصميمات وحدات الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من هولندا إذ كان يقوم بتصوير رسومات هذه الوحدات ويحتفظ بنسخه لنفسه‏.‏ وكانت باكستان قد سعت لدخول المجال النووي حتي تكون مكافئة للهند التي دخلت هذا المجال سنة‏.1974‏
و قد استطاع خان إنشاء سوق سوداء في هذه التجارة وقام بعمل زيارات لمعظم الدول بما فيها مصر أيام النظام المخلوع‏.‏
‏*‏ ولماذا زار مصر ؟
‏**‏ قصة عبد القدير خان مع مصر حكاها لي المهندس ماهر أباظة وزير الكهرباء والطاقه الأسبق باعتباره رئيس الطاقة الذريه‏,‏ حيث جاء خان إلي مصر في بداية التسعينيات ليعرض إمكانية عمل قنبلة نووية‏,‏ وكان علي وشك أن يلتقي الرئيس السابق لكن الأخير رفض التعامل معه بعد أن تلقي معلومات حولة‏,‏ وأحال لقاءه إلي رئيس الوزراء حينذاك خاصة وأن التجارة غير المشروعة في المجال النووي كانت قد انتشرت و تعاملت معها ايران و باكستان‏.‏
‏*‏ ومن أعضاء تلك الشبكة ؟
‏**‏ جنسيات مختلفة من أوروبا و الولايات المتحده الأمريكية و جنوب إفريقيا وباكستان ودخل فيها وسيط دولة عربيه إضافة إلي بعض الدول الاسلاميه و الأسيويه‏,‏ وكان يستفيد منها إيران وباكستان وكوريا الشماليه والعراق‏,‏ خاصة أن عبد القدير خان حاول التعامل مع العراق لكن كان الوقت متأخرا فلم يحدث تعاون بينهما‏.‏
‏*‏ وما علاقة تلك الشبكة بالقذافي ؟
‏**‏ كانت الولايات المتحدة الامريكية تريد معرفة وتفاصيل عن تلك الشبكة فاستغلت ليبيا بدفعها إلي ادعاء إحياء مشروعها النووي مرة أخري وهو ما يفسر موقف القذافي الذي تجرأ بإحياء مشروعه النووي سنة‏2003‏ وهي نفس السنة التي تم فيها ضرب العراق بسبب مشروعها النووي و طبقا لتقديراتي التي تقترب من الحقيقه فإن المخابرات الأمريكية عقدت صفقة مع القذافي بأن يعلن إحياء مشروعه النووي ليكون طعما يتم من خلاله اصطياد شبكة التجارة غير الشرعية في المعدات والمواد النووية‏,‏ حيث تمكن القذافي فعلا من الحصول من تلك الشبكة علي ألف وحده نووية وبعدها تم القبض علي أفراد الشبكة وتمت محاكمتهم جميعا عدا عبد القدير خان الذي تم تحديد إقامتة حتي لا يحاكم‏.‏
‏*‏ واين كان البرادعي من ليبيا ؟
‏**‏ كان هذا أمرا عجيبا أذ لم يتعرض محمد البرادعي الذي كان يشغل منصب رئيس الهيئة الدولية للطاقة النووية‏.‏ إلي ليبيا مطلقا بينما وضع مصر الخاليه من التسليح النووي ضمن محور الشر علي أمور تافهة‏.‏
‏*‏ وماذا عن العراق‏..‏ هل كانت بالفعل قادرة علي انتاج قنابل نووية؟
‏**‏ لقد زرت العراق سنة‏75‏ مع د‏.‏ يحيي المشد و حينها كان صدام حسين نائبا لرئيس الجمهورية و رئيسا للطاقه النووية و تمكنت العراق من أنشاء مفاعل أكبر من مفاعل ديمونة الإسرائيلي من حيث إنتاج البلوتونيوم‏,‏ لكن قبل وضع الوقود في المفاعل قامت إسرائيل بتفجيره سنة‏81‏ وكان ذلك بتعاون مخابراتي إسرائيلي فرنسي خاصة و أن فرنسا هي التي قامت ببناء هذا المفاعل‏,‏ و بعد هذا التفجير انتهي موضوع انتاج البلوتونيوم الذي هو العنصر الاساسي في تصنيع القنابل النووية‏.‏
‏*‏ وكيف عادت العراق مرة أخري للمجال النووي ؟
‏**‏ كان بالعراق شخصية فذه وهو د‏.‏ ضياء جعفر الذي حصل علي الدكتوراه وعمره‏22‏ عاما وكان تخصصه تخصيب اليورانيوم حيث بدأ يعمل في التخصيب من الصفر عن طريق مغناطيسيات ضخمة لفصل اليورانيوم‏235‏ عن‏238‏ وهي طريقة مكلفة جدا‏,‏ لكن العراق تقدمت و أنتجت بضعة كيلو جرامات من اليورانيوم منخفض التخصيب‏,‏ وكانت بصدد الدخول في المرحلة التاليه بانتاج كميات من اليورانيوم عالي التخصيب قبل سنة‏.91‏
وبعد اغتيال الدكتور يحيي المشد سنة‏80‏ لم تستعن العراق بأي شخص غير عراقي في برنامجها النووي باستثناء بعض الفنيين من الغرب‏.‏
‏*‏ وهل توصلت العراق بالفعل لإنتاج قنابل؟
‏**‏ هذه معلومات ربما تنشر لأول مرة‏..‏ خططت العراق في‏16‏ يناير‏1991‏ لعمل أول تفجير لقنبلة ذرية بدون يورانيوم علي ان تستخرج خلال‏6‏ شهور اليورانيوم عالي التخصيب عبر الوقود الفرنسي من خلال البرنامج التصادمي‏,‏ وكان يشرف علي ذلك كمال حسين زوج أبنة صدام حسين حيث كان وزيرا للدفاع‏,‏ فكانت العراق في ذلك الوقت مخالفة لتعليمات الهيئة الدولية للطاقة النووية‏.‏
ولما هرب كمال حسين من العراق ترك كميات ضخمة من المستندات كنت من بين الذين اطلعوا عليها حيث وجدناها في مزرعة دواجن موضوعة في خمسين صندوقا حديديا زنة الواحد مائة كيلو جرام‏,‏ و كانت المنظمة الدولية للطاقة النووية قد استدعتني للاطلاع علي هذه المستندات بصفتي عربيا و كان معي مصري آخر أحتفظ باسمه‏,‏ وكان له دور معين بعد ذلك في حرب العراق‏..‏ وقد قرأت في تلك المستندات ما لم يطلع عليه غيري‏.‏
وفي سنة‏95‏ اكتشفنا تصميما للقنبلة الذرية في العراق‏.‏ وكانت المخابرات الأمريكية ترسل أفرادا منها إلي العراق علي أنهم من أعضاء المنظمة وتم هذا في عهد مدير الوكاله الأسبق هانز بليكس وكذا المدير السابق محمد البرادعي‏.‏
‏*‏ وحتي جاء دور البرادعي ؟
‏**‏ جاء البرادعي رئيسا للمنظمه سنة‏97‏ وعلم حينها أن العراق وصلت إلي مرحلة متقدمة‏,‏ و في سنة‏98‏ تمت كتابة التقرير النهائي عن العراق‏.‏ و كان رئيس الوحده القائمة بالتفتيش علي درجة تقترب من منصب البرادعي‏,‏ وكان يعرف بحياديته وحينما كتب في التقرير والذي شاركت في كتابته بشكل أساسي أن العراق انتهت تماما بعد تفتيش كل مكان فيها من خلال آلاف الحملات وكتبنا في التقرير النهائي أنه تم تلافي كل السلبيات وأن العراق سيخضع للرقابة المستمرة وهو شرط وضعه مجلس الأمن لرفع العقوبات التي كانت مفروضة عليه والتي جعلت العملة العراقية في أدني مستوياتها إذ بلغ الدولار حينها حوالي‏10‏ آلاف دينار عراقي‏.‏
‏*‏ و ماذا كان رد فعل الامريكان ؟
‏**‏ كانت الولايات المتحدة مستاءة جدا من التقرير الذي يعني رفع العقوبات عن العراق لأننا طلبنا فيه رفع العراق من التفتيش إلي المراقبة‏.‏
‏*‏ و ماذا كان دور البرادعي تحديدا ؟
‏**‏ لما كتبنا التقرير قام البرادعي بإعادته لنا مرة أخري خاصة و أن أعضاء المخابرات الأمريكية الموجودون أصلا في الوكاله تحت قيادة السفير الأمريكي بالعراق قد علموا بهذا التقرير وابدوا اعتراضهم عليه‏!!‏
‏*‏ وهل كان بوسع البرادعي أن يقول‏:‏ لا ؟
‏**‏ كان البرادعي علي يقين بأن بوش يريد ضرب العراق و كان يعلم أن العالم كله يعارض بوش في ذلك حتي مجلس الامن نفسه‏,‏ لكن البرادعي أخرج التقرير بشكل يعطي لبوش ذريعة لضرب العراق ولما عزم بوش علي ذلك لم يخرج البرادعي ليهدد بالاستقاله كما فعل سنة‏2008‏ لما تم تهديد إيران بالضرب‏,‏ وحينها كان تصريحا عبثيا من البرادعي لأنه لو كانت هناك ذريعه لضرب إيران لكان تم ذلك سنة‏.2006‏
‏*‏ وما الذريعه التي أعطاها البرادعي لبوش ؟
‏**‏ البرادعي قال في تصريحاته‏:‏ لم يصلنا أي رد مرض من العراق بشأن النقاط الثلاث‏..‏ والعجيب أن تلك النقاط لم يكن لها أي تأثير مطلقا حتي إن رئيس لجنة التفتيش علي العراق و كان انجليزي الجنسية هو الذي وضع هذه النقاط و التي بناء عليها تم وضع العراق في مرحلة المراقبة الطويله بدلا من التفتيش‏.‏
وكالمتربص استغل بوش تصريح البرادعي كذريعه لضرب العراق حيث قال‏:‏ إن تصريح رئيس الوكاله‏(‏ يعني البرادعي‏)‏ وتقريرها كان السند الدولي الوحيد لضرب العراق‏.‏
وكان تصريح كولن باول وزير الدفاع الامريكي الاسبق دليلا علي أن ضرب العراق كان مبيتا عندما قال‏:‏ خدعت بأن العراق كان مخالفا بينما لم تتم مناقشة التقرير الخاص بالعراق من سنة‏98‏ و حتي سنة‏2010‏ والذي حفظ بأدراج مجلس الامن طوال هذه الفتره‏.‏
‏*‏ وهل ندم البرادعي علي ذلك ؟
‏**‏ ضمير البرادعي استيقظ لدقائق معدودة عندما سأله محرر مجلة تايمز الامريكية في أغسطس‏2009‏ قبل تقاعد البرادعي‏:‏ ما هي اسوأ لحظة لم ترض عنها في حياتك ؟
فأجاب البرادعي‏:‏ لما قامت الحرب علي العراق حيث فقد آلاف البشر حياتهم بسبب خيالات وليس حقائق مما جعلني أرتجف‏.‏ وعندما سئل عن أسوأ حكم اتخذه في حياته أجاب‏:‏ كان يجب قبل حرب العراق أن أصرخ بأعلي صوتي لمنع بعض الناس من إساءة استغلال المعلومات التي تم توفيرها من قبلنا‏(‏ أي من الوكالة و مديرها‏).‏
‏*‏ لكن لماذا رفضت مصر ترشيح البرادعي لرئاسة الوكالة الدولية للطاقة النووية ؟
‏**‏ لدي مصر ملف كامل عن البرادعي يعلمه جيدا عمرو موسي وزير الخارجية‏..‏ و قد تقدمت ببلاغ ضد البرادعي للنائب العام السابق عبد المجيد محمود لكنه حفظه بعد أسبوع دون أن يطلبني للاستماع لأقوالي‏.‏ وأتمني من النائب العام الجديد التحقيق في هذا البلاغ‏.‏
‏*‏ بعد ثورة‏25‏ يناير بدأت حقائق كثيرة تتكشف تباعا‏..‏ فما وضع مصر في مجال الطاقة ؟
‏**‏ كان سامح فهمي وزير البترول الأسبق يزعم أن احتياطي الغاز يكفينا لمدة‏40‏ سنة والبترول لمدة‏25‏ سنة‏,‏ لكن المعلومات الحقيقية أن الغاز يكفي لمدة‏15‏ سنة فقط و هو ما أكده لي وزير البترول الحالي وفي راي اقل من‏10‏ سنوات‏.‏
إننا للأسف نعيش مهزلة بكل المقايس حيث نعطي للشركات الأجنبية حق التنقيب لمدة‏20‏ سنة ثم نشتري منها بترولنا ونصدر البترول الخام بالسعر العالمي‏..‏ إنها كارثه ويزيد الأمر خطورة أننا نصدر البترول الخام بمبالغ زهيدة جدا ونستورد‏40%‏ من منتجات البترول باسعار مرتفعه للغايه‏.‏ و نصدر منه خاما‏40%..‏
وليس لدينا قدرة تكريرية للبترول كافيه‏..‏ و كل مالدينا‏27‏ مليون طن لم تزد كمياتها منذ عدة سنوات‏.‏
‏*‏ وماذا عن الغاز‏..‏ ألسنا‏.‏
‏**‏ يستفيد من الغاز الطبيعي اقل من ربع السكان فقط‏...‏ و ليس صحيحا أننا نستطيع توصيل الغاز لكل السكان لأن احتياطينا منه لا يكفي وربما يعجب كثيرون عندما يعلمون أن‏80%‏ من محطات الكهرباء المصرية تعتمد علي الغاز‏..‏ وإن‏60%‏ من إنتاج الغاز الطبيعي يذهب إلي محطات الكهرباء‏..‏ وللعلم احتياطي الغاز لا يكفي لأقل من‏10‏ سنوات‏.‏ والمشكلة تزداد تعقيدا لأن قدرة المحطات الكهربية‏30‏ ألف ميجاوات تحتاج زيادة بنسبة‏7%‏ سنويا‏.‏
وقد وضعنا حسن يونس الوزير الاسبق للكهرباء في موقف حرج فحتي يتلافي أزمات الصيف اعتمد علي الغاز الطبيعي في تغذية محطات الكهرباء بدلا من السولار المكلف الأمر الذي يؤدي إلي تأكل احتياطي الغاز‏.‏
‏*‏ وماذا سيكون موقف مصر بعد‏10‏ سنوات من الآن؟
‏**‏ لقد أصدر وزير الكهرباء الحالي بيانا أكد فيه أن الغاز الطبيعي لا يصل إلي محطات الكهرباء بضغط كاف لذا بدأ إنتاجها من الكهرباء يقل إذ لم تعد تستطيع الضخ طوال ال‏24‏ ساعة لذا بدأ يتم التخفيض تدريجيا حتي لا يشعر الناس بحجم المشكلة ولكن بعيدا عن القاهرة‏.‏
نريد قدرات تصل إلي‏3‏ آلاف ميجا وات سنويا إذا كنا بالفعل نريد تنمية حقيقية‏..‏ لابد من الاعتماد علي المفاعلات النووية لأنها الضمان لاستمرار الإمداد بالطاقة‏.‏
‏*‏ وكم عدد المفاعلات النووية في إسرائيل ؟
‏**‏ تعاملت إسرائيل مع الطاقة الذرية منذ سنة‏1952‏ عبر مفاعل ناحاك سوريك الذي تبلغ قدرته‏5‏ ميجاوات‏,‏ وهو المفاعل الوحيد الذي تفتش عليه الوكالة الدولية للطاقة و هو مفاعل مماثل لمفاعل أنشاص القديم في مصر‏.‏ وأشهر مفاعل هو ديمونه الذي أهدته فرنسا لإسرائيل مكافأة لها لمشاركتها في حرب‏56,‏ وهو مفاعل خطير جدا يعمل بالماء الثقيل بقوة‏25‏ ميجا وات زادت إلي‏75‏ ميجاوات ثم‏150‏ ميجاوات‏,‏ ويقال إنه أنتج من‏200‏ إلي‏300‏ قنبلة ذرية‏.‏
وبخلاف ديمونه يوجد‏6‏ مفاعلات سريه و معامل أخري لإعادة استخدام البلوتونيوم في القنابل التي انتهت مدتها للاستخدام في قنابل جديده لأن القنبلة النووية مدتها من‏10‏ إلي‏15‏ سنة بعدها يتم تنكيلها ولدي إسرائيل صواريخ تحمل تلك القنابل‏.‏
و في هذا الصدد أعدت إسرائيل أثناء حرب أكتوبر سنة‏1173‏ طائره بالقنابل الذريه لضرب مصر لكن الولايات المتحدة الامريكية منعتها من ذلك مقابل إمدادها بأسلحة حديثة لاستخدامها في الحرب منها أسطول الفانتوم والدبابات الحديثة جدا‏.‏
رابط دائم :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.