في ضوء خروج المصريين للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على مشروع الدستور, وترقب الاحتفال بثورة يناير, واحتمالية خوض وزير الدفاع "عبدالفتاح السيسي" الانتخابات الرئاسية القادمة, تساءلت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية, ماذا بعد ؟ وأكدت أن مثل هذا التساءل يأتي في محله, حيث الشعبية التي تحظى بها الدولة ومؤسساتها تظهر للعيان كجبهة واحدة, إلا أن الحقيقة هي أن الدولة المصرية ليست كيان واحد متحد, بل عدة مؤسسات مختلفة, كل تعمل منفردة. وأكدت أن الدولة مجتمعة تحظى بتأييد أغلب وسائل الإعلام, إلا أن بإمعان النظر وتحليل مكونات الدولة, نجد اختلاف المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن وزارة الداخلية عن حكومة الببلاوي التي تحظى بأقل الدعم وأكثر النقد. وأشارت إلى أن الدعم الذي تحظى به ما هو إلا نتاج تأييد الشعب المصري للجيش, الذي لم ينخفض – نسبياً- سوى لتخلي تنظيم الإخوان عن تأييده. وإزاء هذا الاختلاف وترجيح فوز "السيسي" حال خوضه السباق الرئاسي, أوضحت المجلة أن صورة "السيسي" بالحتم ستتغير, حيث المعوقات التي ستقابله. وقالت أن أولى هذها المعوقات, هي المشاكل الاقتصادية والأمنية, التي من المرجح أن تتفاقم في السنة المقبلة. ورسمت المجلة سيناريو لما سيحدث لاحقاً, من استمرار هجمات الميليشيات - سواء زادت حدتها أم لا- وارتباطها بزيادة أو استمرار قمع القوات الأمنية. وفي جميع الأحوال, ومع استمرار الهجمات التخريبية والتظاهرات, فإن ذلك سينعكس بالتأكيد على صورة مصر الدولية وركود الاستثمارات بها. وأكدت أنه في حال عدم قدرة الرئيس القادم لمواجهة تلك الأزمات, فلن يقابله سوى انتقادات العامة وسخطهم. إلا أنها أكدت أن تحقق السيناريو السابق لن يؤثر سلباً على المؤسسة العسكرية لعدة أسباب, أهمها أن سقوط الرئيس الأسبق "حسني مبارك" كان لأخطاء "مبارك" ذاته, وليس بسبب الجيش. كما أن الجيش لا يحكم البلاد مباشرة أو بحرية رغم كونه المؤسسة الأقوى في مصر. وطالما هناك من الوجوه المدنية التي تتلقى اللوم عليها, فإن المؤسسة العسكرية في مأمن سواء مع وجود "السيسي" أو عدمه. وأكت أن القوة المعارضة الوحيدة التي ستقابلها الحكومة, هي جماعة الإخوان التي لا تشكل خطراً كبيراً على خارطة الطريق, حيث انتهى أكثر أعضائها وأنصارها إلى الحبس أو "النفي". ولا توجد دلائل تؤكد ما إذا كانت إجراءات الحكومة ضدهم ستزيد من تعاطف الشعب معهم وسط فقدهم التأييد الشعبي والإعلامي الذي كانوا يحظون به وحالة الاستقطاب المنتشرة في البلاد. وختاماً, أكدت المجلة على تراجع الدور الأمريكي حيال ما يحدث في مصر لما رأته الإدارة الأمريكية من عدم تأثيرها على مجريات الأحداث فيها.