أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أنه يجب على من يستحل دماء المواطنين التي عصمها الله ورسوله، أن يفيق من سكرته، وأن يثوب إلى رشده وأن يعودوا إلى وطنهم ومجتمعهم. وقال "الطيب" في كلمته بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والذي أقيم بقصر الاتحادية الرئاسي، إنه يجب أن يعلم هؤلاء أن وراءهم يومًا ثقيلاً "يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا".. عليهم أن يعلموا أن هذه الجرائم المنافية للدين والأخلاق والإنسانية، أساءت إلى الإسلام كثيرًا وشوهت صورته السمحة النقية، وقدمت لأعداء الإسلام والمسلمين والمتربصين صورة كريهة عن هذا الدين الحنيف: دين الرحمة والمحبة والتعارف بين الناس". وأشار إلى أن مصر بلد عظيم وشعبها شعب عريق أصيل، ذو تاريخ ضارب في جذور الأزمان والآباد، وهي ليست بلدًا صنعته الأموال أو الأطماع في ثروات الآخرين وسرقة مقدراتهم، وإنما هي بلد صنعه التاريخ وصاغته القيم الدينية والإنسانية. وجاء نص الكلمة على النحو الآتي: الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبِه.. فخامة الرئيس المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية "حفظه الله"، الحفل الكريم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد،، لقد ولد سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" وولد بولادته صبح جديد، أشرق على البشرية بعد ليل طويل دامس حالك الظلمات أوشكت فيه الإنسانية أن تتردى في وهدته وإلى الأبد.. وبدا جليًا واضحًا، فيما يقول المؤرخون، أن الحضارة العظيمة التي تراكمت في ذلكم الوقت، والتي استغرق بناؤها أربعة آلاف من السنين، كانت مشرفة على الزوال، ومن المرجح أن الجنس البشري كان سيعود إلى حالة من الفوضى والهمجية تصبح في ظلالها كل قبيلة وكل طائفة عدوًا لجارتها، لا يعرفون لها نظامًا ولا يتبينون لهم قانونًا.. وأن العالم بات مفتقرًا إلى ثقافة جديدة تحل محل ثقافة العرش والنظم التي كانت تستند إلى قرابة الدم.. ويعجب المؤرخون أن تأتي الثقافة البديلة من جزيرة العرب، "وأن تجد هذه الثقافة الجديدة في مبدأ "التوحيد" ولغة "الوحي النبوي أساسًا لوحدة العالم كله". "ظهر النور المحمدي والعالم الإنساني يعاني من الأمراض والعلل والأوبئة النفسية والعقلية والخلقية والاجتماعية، ويكابد بوائق الوثنية والجاهلية والمادية، وكانت قيادة العالم آنذاك نهيًا لإيوان كسرى في بلاد الفرس، وبلاط قيصر في بلاد الروم، وسرعان ما أعاد هذا الوليد اليتيم الذي شب وترعرع في صحراء العرب، بعد أن اختاره الله رسولًا ونبيًا.. سرعان ما أعاد للعالم توازنه وتحرره من قيود الجهالة وظلمات الوهم، وجبروت القوة.. وسوف تظل الإنسانية مدينة لنبي الإسلام بالكثير والكثير الذي أنار لها الطريق في منعطفاتها المظلمة، وسوف يظل الإنسان الغربي مدينًا بل مثقلاً بجميل لا حدود له للحضارة الإنسانية التي أرسى دعائمها هذا النبي الكريم، من تأصيل وتعميق لمعاني الرحمة والعدل والتعاون بين الناس، والكف عن العنف والإيذاء وترويع الآخر أيًا كان هذا الآخر". "قد تعجبون أيها السادة حين تعلمون أن نبي الإسلام يُحرِّم ترويع الناس حتى لو كان على سبيل الملاعبة والمزاح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (منْ أشارَ إلى أخيه بحديدةٍ، فإنَّ الملائكةَ تلعنُهُ حتَّى ينتهيَ، وإن كان أخاه لأبيهِ وأُمِّهِ" وفي هذا الحديث نهي شديد عن ترويع الناس وتخويفهم