قالت صحيفة جورزاليم بوست الإسرائيلية إن تولى الفريق أول عبدالفتاح السىسى، وزير الدفاع، حكم مصر سيجنبها مصير العراق الذى آلت اليه الان من تفكك واقتتال وارهاب ، وان ما سيحدث فِي مصر بإمكانه أن يرسم صورة على ما هو قادم إلى العالم العربى ، لافتة الى ان صدام حسين رغم انه لم يكن ديمقراطيا تماما ، الا انه كان يضبط الايقاع فى العراق، وبسقوطه ، لحق العراق الخراب والدمار والتفكك. وأوضحت الصحيفة ان فشل أمريكا فى إرساء الديمقراطية بالعراق، من شأنه ان يجعل حكام مصر لا يكترثُون لنصائح العم سام بشأن الديمقراطية، وانهم فِي حال اخذوا بها سيجدون انفسهم ايضا فى طريق العراق . وتابعت الصحيفة ان «السيسِي» حال توليه الحكم سيحرص على علاقات مصر الخارجية خلال عام واحد، وأنه سيسعي إلى توثيق العلاقات مع دول لمْ تكن حاضرة بقوة لدى حكام مصر، كروسيا والصين، اللتين زاد تواجدهما فى المنطقة بعد الربِيع العربِي، حيث خذلت أمريكا حلفاءها كثيرا بما فى ذلك تحالفها مع إيران. وقالت الصحيفة: ان «السيسي» فى نظرها هو رجل العام ، وأنه اتخذ عدة قرارات قوية لبلده ، منها عزل «مرسى»، واعتبار “الإخوان المسلمِين” جماعة إرهابية”، لافتة الى انها كصحيفة بمنحها السيسى لقب رجل العام قد تثير غضب الكثيرين ممن سيعتبرون هذا اللقب ايحاء برضا إسرائيل عن السيسى، ولكن فى الواقع اللقب يرجع الى النفوذ الذى يملكه السيسى من قوة على أرض الواقع، واختيار الصحيفة له ليس سوى صدى. وتناولت الصحيفة ما حدث من محاولة ركوب الإخوان على الثورة، وإشعالهم موجة الاحتجاجات فى المنطقة. وفى نفس السياق، قال موقع «بلومبرج بيزنس ويك» الأمريكي، أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع اكتسب شعبيته الواسعة بعد ما يقرب من ستة أشهر من عزل الرئيس السابق محمد مرسي ، بعد ان اعتبره المصريون المنقذ الوحيد لهم بعد ثلاث سنوات من تركة ثقيلة من الفساد الاقتصادي والظلم الاجتماعي التي خلفها حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. ولفت الموقع إلى أن المادة الخاصة بتعيين وزير الدفاع تنص على تعيين رئيس الجمهورية بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمدة 8 سنوات فقط، ولا توجد مادة تمنع الرئيس من عزل وزير الدفاع، وهو الأمر الذى سيؤمن وظيفة السيسي إذا قرر عدم الترشح للرئاسة وتضعف أيضًا سلطة الرئيس حتى عام 2022. ولفت الموقع الى وجود دلائل متزايدة على أن الانتخابات الرئاسية ستعقد أولاً في وقت مبكر من شهر أبريل ، مشيرا الى انتخابات الرئاسة ستعتمد بشكل كبير علي المساعدات التى ستقدمها دول النفط الخليجية على غرار المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فى حالة خوض السيسى الانتخابات، لضمان بقاء الاقتصاد المصرى واقفا على قديمة.