قال عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور، إن مسودة الدستور التى سلمها للرئيس المؤقت عدلى منصور فى ديسمبر الماضى أجابت عن السؤال الذى شغل المصريين منذ ثورة يناير2011 وهو "أى نوع من البلاد نريدها؟" واستطرد "موسى" – فى مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية – قائلاً: "نحن نعتقد أن مسودة الدستور، التى استعرقت شهور من المناقشات، تُلبى جميع احتياجات وتطلعات كل المصريين بغض النظر عن معتقداتهم الدينية أو آرائهم السياسية أو حالتهم الاقتصادية". وأضاف "موسى" قائلاً: "إن هذه الوثيقة تطوى صفحة دستور 2012 ودستور 1971 وبالتالى فهو يعتبر خطوة فى طريقنا إلى حكومة لخدمة جميع المصريين". وقال "موسى" إن دستور 2012 تم الدفع به سريعاً بواسطة فصيل سياسى واحد استطاع السيطرة عليه ليلبى أولوياته فقط، أما دستور 1971 فقد سقط لأنه فشل فى ضمان الحريات الأساسية؛ باختصار فإن الدستورين السابقين فشلوا لأنهم تجاهلوا الحرية والكرامة التى يريدها المصريين. ولفت "موسى" إلى قيام لجنة الخمسين بإعطاء الفرصة للجميع للجلوس على الطاولة بما فى ذلك النساء والشباب، نافياً ما يُقال عن أن الدستور تجاهل أصوات دينية هامة فى المجتمع قائلاً: "هذا الكلام غير صحيح، لأن جميع الجماعات الإسلامية تلقت الدعوى للمشاركة فى الدستور بما فى ذلك جماعة الإخوان". وأضاف قائلاً: "إن حزب النور السلفى هو الوحيد الذى لبّى الدعوى، بالإضافة إلى مشاركة ممثلين عن طوائف المسيحية الثلاثة، علاوةً على النوبة وسيناء". وتابع قائلاً:"على عكس دستور 2012 فإن مسودة الدستور الحالية تجرم التعذيب والإتجار بالبشر، وتكفل حقوق المرأة وتُلزم الدولة بفرض المساواه بين الرجل والمرأة وتوفر حق التعبير عن الرأى وحرية الصحافة والبحث العلمى والحرية الدينية". وأردف "موسى" قائلاً: "بناء مؤسسات ديمقراطية وبنية تحتية سياسية لا يمكن تحقيقها بين عشية وضحاها، فالعديد من البلدان خلال القرون الماضية مرّت بنفس الرحلة". وقال "موسى" أيضاً: "إن مصر لا تزال بالقرب من بداية فترة حاسمة في تاريخها وحتى الآن أنا واثق من أننا سوف نخرج من هذه المرحلة الانتقالية المضطربة أقوى من ذي قبل، لأننا مستعدون للاتحاد لخلق الهياكل السياسية اللازمة لتحقيق الاستقرار والازدهار والديمقراطية للأجيال القادمة". وختاماً قال "عمرو موسى" فى مقاله: "الأسبوع المقبل، سيحظى المصريون بفرصة التصويت على الدستور فى الاستفتاء، وأنا أعلم أن شعب مصر سوف يتمسك بهذه اللحظة، وآمل أن يعلم بقية العالم هذا الأمر؛ وبالنسبة لأمة ذات ماضٍ عريق فإن مصر مستعدة للمضى قدما".