أصبحت المناطق الصناعية بسوهاج فى مهب الريح وذلك من كثرة المشاكل التى تواجه أصحاب المصانع، مما أدى إلى هروب المستثمرين وتشريد آلاف العمال الذين أصبحوا فى طابور العاطلين حيث فقدوا وظيفتهم فى هذه المصانع التى أغلقت بسبب غياب الدولة عن حل مشاكلها، فالمنطقة الصناعية بجرجا تحتوى على 136 مصنعاً يعمل منها فعلياً 25 مصنعاً فقط، ويواجه المستثمرون هناك مشاكل لا حصر لها أهمها - كما يؤكد العاملون - تتمثل فى ضعف التيار الكهربائى المستمر وانقطاع المياه مما يضطر العاملين وأصحاب المصانع إلى نقل المياه عبر سيارات مخصصة لذلك وذلك يتكلف مصاريف إضافية باهظة، إلى جانب نقص الوقود مما يضطر أصحاب المصانع إلي شرائه من السوق السوداء بأضعاف ثمنه الأصلى كل هذه المشاكل والأزمات أدت إلى توقف المصانع. عبدالعظيم رضوان، مدير المنطقة الصناعية بجرجا، يقول: إن المصانع تعمل بالسولار وذلك لعدم وجود غاز طبيعى وهذا يؤدى إلى تعطل العمل فى وقت الأزمات، كما يواجه المستثمرون بالمنطقة الصناعية بحى الكوثر مشكلة ضعف التسويق وهو بدوره يؤدى إلى تكدس المنتجات داخل المصانع وذلك لارتفاع قيمة النقل، وفى طهطا لا يعمل بالمنطقة الصناعية التى تكلف إنشاؤها أكثر من 200 مليون جنيه سوى 11 مصنعاً من إجمالى 60 مصنعاً تمت الموافقة عليها، فضلاً عن معاناة هذه المصانع من عدم وجود وحدات إطفاء مما يجعلها عرضة للحرائق والدمار وحدوث ما لا يحمد عقباه. وقد كشف تقرير رسمى عن عدم تخصيص اعتمادات مالية منذ عامين وأن المبالغ المطلوبة للمناطق الصناعية بسوهاج تصل إلى 376 مليون جنيه، الأمر الذى جعل المحافظ السابق يحيى عبدالعظيم يزور المنطقة الصناعية بجرجا ليشجع المستثمرين على مواصلة نشاطاتهم بعد وعده بإيجاد حلول لكل هذه المشاكل ولكنه استقال قبل أن يجد حلاً واحداً لكل المشاكل والعقبات التى جعلت أصحاب المصانع يغلقون مصانعهم. يقول أحمد العربى، صاحب مصنع ألوميتال: لقد قمت بإغلاق المصنع من تفاقم الديون، حيث إن التسويق ضعيف وارتفاع نولون النقل أحد الأسباب.