ليلة من الجحيم عاشها ابناء المنصورة اثر الحادث الإرهابى الغاشم الذى أودى بحياة عدد من الابرياء، أعرب الأهالى عن سخطهم وثورتهم ضد جرائم الارهابيين القذرة التى أسالت الدماء البرئية من الجنود والضباط الذين كانوا يؤدون واجبهم. التقت «الوفد» عددًا من المواطنين وشهود الحادث، قالت منال محمود «ربة بيت»: سمعنا أصوات انفجار شديدة وتكسر زجاج النوافذ فهرعنا للنزول من البيوت، وأصيب اطفالنا بالذعر، رغم اننا فى شارع بورسعيد الذى يبعد حوالى 5 كيلوات من المديرية. وقالت: كان زوجى عائدًا من شارع المديرية قبل الحادث ب10 دقائق «ربنا نجاه والقدر أنقذه من الموت»، لكن ما ذنب الابرياء الذين تمزقوا وتناثرت اشلاؤهم فى الشوارع؟! وأشار «سيد» صاحب أحد المحلات بمنطقة «البوتيكات» إلي تحطم زجاج المحلات وسقوط البضائع على الأرفف من شدة الانفجار، وأضاف نحمد الله أن المحلات كانت قد أغلقت أبوابها قبل الحادث بساعتين، وإلا كان عدد الضحايا والخسائر افدح. قبل الحادث بساعات قليلة خرج الإخوان فى مظاهرات فى أول ظهور لهم بعد حادث ذبح سائق التاكسى.. تحدى المتظاهرون المواطنين وتجمعوا أمام نادى جزيرة الورد وانهالوا بالسباب والشتائم على معارضيهم بمنطقة المشاية التابعة لقسم أول المنصورة. ورفع الإخوان لافتات تحمل اشارات رابعة، وأوقفوا حركة المرور، كما صرخوا فى الأهالى بشعاراتهم وهتفوا «البلطجية مالهومش دية». محمود حسين موظف كان يمر بالمنطقة أثناء المظاهرة قال: اشتبكنا مع الإخوان الذين سبونا بأفظع الالفاظ وسبوا السائق الذبيح الذى أصبح بين يدى الله. وكشفت تحريات المباحث عن وجود شباب من الإخوان ليسوا من أهالى المنصورة، بل من القرى المحيطة بهم من شبين ونبروه وجديلة. أما إسماعيل الشربينى «موظف» فقال: كنت مارًا من أمام المديرية فى الساعة الحادية عشرة، أى قبل الحادث بساعة ونصف الساعة تقريبًا، وكان معى ابنى الصغير الذى اشار إلى «جنود» المديرية، وكان ثلاثة منهم قد ارتكنوا إلى أحد الأعمدة يتناولون «سميط وجبنة» وأمرهم امسك كوب الشاب بكلتا يديه من شدة البرد، وقال «ابنى دول غلابة قوى يا بابا»، وبعدها بساعة ونصف الساعة سمعنا الانفجار، فأسرعت ووجدنا الدماء والاشلاء فى كل مكان وسيارات الشرطة محطمة وكذلك مبنى المديرية وجدار المسرح القومى. وقال محمد حسنين «عامل» من سكان حى الزهور: كنت عائدًا بابنى المولود من عيادة الطبيب بجوار محطة الاتوبيس القريب جدًا من المديرية، وسمعنا أصوات الانفجار الشديد واعتقدنا أن محطة الوقود الرئيسية هى مكان الانفجار، ولكن شاهدنا مواطنين يهرولون ويصرخون «المديرية انفجرت» وبصراحة اسرعت إلي البيت خوفًا على «الصغير» ووجدت الجيران فى الشارع والرعب يملأ الجميع رغم بعد المنطقة نسبيًا عن موقع الحادث، وأغلبهم ظنوا أن انبوبة بوتاجاز انفجرت. وتساءل: لماذا يسكت «السيسى» على هؤلاء الإرهابيين؟ واضاف: مدير الأمن الذى اصيب فى الحادث وفقد إحدى عينيه. «راجل طيب ومحترم»، وكلنا نعلم أن اللواء سامى الميهى فى خدمة الناس ومكتبه مفتوح لأى مواطن بسيط. «أحمد» أب لطفلين، كان عائداً من ميت غمر فى مهمة عمل، وقال: كنت راجع الساعة الواحدة، وفوجئنا بالطرق مغلقة وعلنا بالانفجار فأسرعت للاطمئنان علي أسرتى التى تركتها فى مدينة «مبارك» فى رعاية الله وأمنه، رغم تخوف زوجتى، وكنت شاهدًا من قبل علي ما فعلوه ب«سائق» سندوب وشاهدت بعينى وحشيتهم.. لذلك انتابنى الرعب علي اسرتى، واخبرتنى زوجتى بأن العمارة «اترجت» من شدة الانفجار وان الناس كلهم كانوا فى الشارع. وقال أحد المواطنين، رفض ذكر اسمه: اسكن فى عمارة «عمر أفندى» المواجهة لمديرية الأمن، كنت أشاهد التليفزيون وخرجت لاغلاق نوافذ الشقة من شدة البرد ووقتها شعرت بأن قلبى قفز من صدرى، وهزت أصوات الانفجار البيوت، خاصة أن مديرية الأمن وموقعها.. تعتبر سُرة مدينة المنصورة، والناس كانت فى الشوارع، وكثير من المحلات كانت مازالت مفتوحة، وتصاعدت أدخنة كثيفة جدًا واختنقنا ونزلت مع أسرتى إلى الشارع، لكن الدخان كان كثيفًا جدًا ووجدت كل السكان فى الشارع والشباب يحاولون المساعدة، وتواجدت عربات المطافئ، وتوجهنا ب«هدوم البيت» للمسرح القومى القريب من المديرية، وفوجئنا بانهيار أحد حوائطه وسمعنا أصوات الاستغاثات، وكلنا بصوت واحد قلنا «حسبنا الله ونعم الوكيل»، أما باب عمر أفندى وكثير من المحلات فقد تحطمت من شدة الانفجار. سائق تاكسى كان سائرًا فوق كوبرى طلخا وقت الحادث، قال: كنت عائدًا من شارع الاستاد لتوصيل أحد المرضى للمستشفى، فسمعت صوت الانفجار، واعتقدت أنه على الكوبرى من خلفى، وكان الزحام شديدًا فسلمت أمرى لله لعدم استطاعتى الاسراع بالسيارة، لكن بعد مرورى ركنت السيارة ورجعت سيرًا علي الاقدام. وأضاف: «ربنا ينتقم منهم اللى ما يعرفوش ربنا» انهم استحلوا دماء الناس وكانوا «دبحين سواق» من اسبوع فى شارع الجيش.. والحكومة ساكتة عليهم ومنتظرة تحصل «مدابح أكتر» لأن الناس مش هتسكت بعد كدة، ولن نسمح بأن يحولوا المنصورة بلد الجمال إلي دمار ودماء.