قال الكاتب الروائى المصرى "علاء الأسوانى" فى مقاله اليوم "الإثنين" بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن المرأة المصرية ناضلت على مر التاريخ ليصبح لها شأنًا وتكون ذات أهمية فى المجتمع المصرى الذى لم يعترف كثيرًا بحقوقها فى وقت سابق. واستهل "الأسوانى" مقاله بمثال من التاريخ.. قائلا: "فى ديسمبر 1933، عقدت مسابقة طيران من القاهرة إلى الإسكندرية، وفازت بهذا السباق امرأة تبلغ من العمر 26 عامًا تدعى (لطفية النادى) لتصبح أول طيار امرأة بمصر، لكن مهنة "الطيار" لم تكن سهلة بعد أن رفض والدها الفكرة لكنها لم تيأس وأقنعت مدير معهد الطيران بالسماح لها بتعلم الأمر وممارسته، وأصبحت "لطفية" بعد ذلك بطلا وكنزا وطنيا فى عيون المصريين واعتبرها النساء كمصدر إلهام لهم فى نضالهم من أجل المساواة فى الحقوق. وأوضح "الأسواني" أن المرأة المصرية استطاعت أن تحقق تقدمًا فى المساواة فى الحقوق طوال فترة الحكم الملكى التى انتهت عام 1953، وبعد قيام الجمهورية فى ظل حكم "جمال عبدالناصر" واصلت المرأة عملها ونضالها حتى وصلت للعديد من المناصب بالجامعات والبرلمان والسلطة القضائية العليا. وقال الروائى المصرى: إن النهوض التاريخى للمرأة المصرية يتناقض بشكل حاد مع نتائج الدراسة الجديدة التى أجرتها مؤسسة "تومسون رويترز" التى وجدت أن مصر احتلت الأسوأ بين 22 دولة عربية فى معاملة المراة نظرا للتمييز فى القانون والتحرش الجنسى وقلة التمثيل السياسى للإناث، متسائلا: لماذا تعانى حفيدات "لطفية" من مشاكل فى الوقت الراهن تمكنت هى من التغلب عليها قبل 80 عاما. وأكد "الأسواني" أن التقليد المصرى للإسلام المعتدل يعترف بحقوق المرأة وتشجيع النساء على الدراسة والعمل، ولكن فى ظل حكم الرئيس المخلوع "حسنى مبارك" الذى اختلف سياسا مع الإسلام السياسي، اتفق الطرفان على ازدراء المراة رغم بعض الإصلاحات الرسمية التى قامت بها "سوزان مبارك" لكى تظهر أمام العالم باعتبارها السيدة الأولى المستنيرة. وفى حقيقية الأمر، تدهورت حقوق المرأة كثيرا فى عهد "مبارك". وحتى 2005، لم يتخذ التحرش الجنسى شكلا منظما من الإنتقام ضد المرأة المصرية التى شاركت فى تظاهرات مناهضة لحكم "مبارك"، ولكن بعد ذلك دفعت أجهزة الأمن ما يسمى بالبلطجية لمضايقة المراة والتحرش بها وتمزيق ملابسها واستمر الوضع كذلك فى ظل حكم المجلس العسكرى وحكم الإخوان على حد سواء. ورغم دورهم المشهود فى ثورة يناير 2011 وفى مواجهة الرصاص، إلا أن أؤلئك الذين وصلوا للسلطة قللوا من تشجيعهم وحاولوا تهميشهم، ولم يصل فى إنتخابات 2012 التى فاز بها الإخوان بالسلطة سوى 10 عضوات بالبرلمان من أصل 508 مقعدًا وسعى الرئيس المعزول "مرسي" إلى الإطاحة بامراة من المحكمة الدستورية العليا. ولفت "الأسواني" إلى أن حكم الإسلاميين هو الآخر قضى على مكاسب المرأة المصرية على مر التاريخ، ولكنها ما زالت تناضل لإستعادة حقوقها بعد ثورة يونيو التى أطاحت بالإخوان.