أكد الدكتور السيد البدوى شحاتة رئيس حزب «الوفد» أن الحريات العامة بالدستور الجديد أصبحت مطلقة فى اطار مقومات المجتمع المصري, معربا عن سعادته بخروج الدستور بهذا الشكل وبهذه النصوص. ونفى «البدوى» شائعات أن الدستور الجديد يسمح بمحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري, موضحا أن نص محاكمة المدنيين عسكريا كان موجودًا بدستور 2012 وكان به توسع أكثر من ذلك فى اختصاصات القضاء العسكري. وأضاف أن الدستور الجديد بدأ مادة المحاكمات العسكرية بعبارة «لا يجوز محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية» وقام بتحديد من يجوز محاكمته أمام القضاء العسكرى وهم أفراد وضباط القوات المسلحة ومن فى حكمهم وهم طلبة المعاهد والكليات العسكرية والحلفاء العسكريون والملحقون العسكريون والافراد المدنيون الذين يعملون فى القوات المسلحة. وتابع البدوى: «وتشمل المادة من يعتدى على المنشآت أو المعسكرات أو ما فى حكمها وهى منشآت التدريب والمواقع الهيكلية والمناطق التبادلية ومناطق الانتشار». ولفت إلى أن جملة «أو ما فى حكمها» تم تعريفها بدقة واثباتها فى مضابط لجنة الخمسين وأصبحت جزءًا مكملاً للدستور حتى تقلل وتمنع محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري. وأشار «البدوى» إلى أن القوات المسلحة تواجه حربا حقيقية من قبل متطرفين يملكون أسلحة متطورة وأسلحة ثقيلة ويهاجمون المنشآت العسكرية بسيناء وهؤلاء يجب مواجهتهم بحسم ومحاكمتهم عسكريا. كما نفى ما يردده تنظيم الإخوان وحلفاؤهم من أن الدستور يعطى للجيش وضعا خاصا, موضحا أن من حق الرئيس أن يعزل وزير الدفاع فورا اذا أراد, ولكن عند تعيين وزير جديد لابد أن يتم ترشيحه من المجلس الاعلى للقوات المسلحة وهذا لمدة 8 سنوات فقط. وتحدى «البدوى» فى حواره على قناة «دريم» ببرنامج «العاشرة مساء» مع الإعلامى وائل الابراشى مساء أمس الأول الثلاثاء الماضى أى فقيه أو باحث أن يأتى بنص واحد بالدستور الجديد يتعارض مع الشريعة الاسلامية, مشيرا إلى أن الدستور يمكن أن يتعارض فقط مع الأفكار المتطرفة التى لا تمت للاسلام بصلة. وأشار الدكتور السيد البدوى، إلى أن الدستور الجديد أصبح أكثر إلزامًا للمواطن فأصبح «تلتزم» الدولة بدلًا من «تكفل». وأكد «البدوى» أن الإخوان سيشاركون فى الاستفتاء وسيقومون بالتشهير به والتشكيك فيه من خلال قنواتهم وأدواتهم التابعة للتنظيم. وأشاد البدوى بوطنية حزب النور رغم معارضته لأفكاره وارائه, حيث كان على مستوى المسئولية الوطنية داخل لجنة «الخمسين», ولم يفرط بأى مادة خاصة بالشريعة الاسلامية. وقال «البدوى» إن مصر ستشهد استقرارًا كبيرًا وتدفقًا للاستثمارات بعد الاستفتاء على الدستور وتمريره. كما حذر من قيام الإخوان بمحاولات عدة للحصول على أغلبية برلمانية فى البرلمان القادم، لافتًا إلى أنهم سيرشحون أشخاصًا غير معروف انتماؤهم لهم وسيدعمونهم بقوة حتى يحصلوا على عدد كبير من مقاعد البرلمان. وأشار «البدوي» إلى أن القوى المدنية والثورية غير منظمين، مما سيترك مجالًا للإخوان للحصول على مقاعد كثيرة داخل البرلمان، ذاكرًا أن ميزة القوائم تكمن فى أن كل فئة تُمثل بشكلها الحقيقي. ولفت إلى أن الاحزاب ماتت فى ظل نظام الرئيس الأسبق مبارك حيث ظل 30 سنة يحارب الأحزاب المعارضة له, مشيرا إلى أن الاحزاب استطاعت أن تجتهد بعد الثورة وتثبت نفسها وتحصل على مقاعد كثيرة بالبرلمان. وطالب «البدوي» بضرورة وضع نظام انتخابى جيد يسمح بتمثيل عادل للاحزاب بمجلس النواب، ووصف المستشار عدلى منصور بأنه رجل «حكيم», معربًا عن رغبته فى أن يتشاور «منصور» مع القوى السياسية للأخذ بآرائهم فى النظام الذى ستتم به الانتخابات. وحذر «البدوى» من اختطاف منصب رئيس الجمهورية القادم من قبل تنظيم الإخوان عن طريق دعمهم لشخصية مدنية تتحالف معهم ويتم دعمها ماديا وتنظيميا من جماعة الإخوان المحظورة. وشدد البدوى على أن الاستقرار على مرشح رئاسى واحد يحتاج إلى تروٍ ودراسة وقرار تتخذه كل القوى الوطنية وليس جبهة الانقاذ فقط, مشيرا إلى أنه يجب أن يكون شخصية قادرة على أن تحقق أغلبية كاسحة وطموحات وأحلام الشعب المصري. و أوضح «البدوي» أن جبهة الإنقاذ ستعلن دعمها لمرشح رئاسى واحد، مؤكدًا أنه لم يتقرر بعد اسم مرشح معين، ولن يتقرر إلا بعد فتح باب الترشح، ومعرفة المرشحين وبرامجهم الانتخابية. وأكد «البدوي» أنه لو قرر الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، الترشح فى الانتخابات الرئاسية، فسيفوز وباكتساح، لافتًا إلى أنه فى هذا الحال سيمتنع حمدين صباحى، عن الترشح أمام الفريق عبدالفتاح السيسي، لتجنب تفتيت الجهود، ولتكون المرحلة محسومة، ومضمونة النتائج. وأشاد «البدوى» بالفريق أول عبد الفتاح السيسى قائلًا: «السيسى بطل قومى ومصر تحتاج لشخص مثله قادر على اتخاذ القرارات الصعبة، خاصة فى هذه المرحلة». ودعا «البدوى» الاعلاميين والسياسيين إلى تجاهل رأى الإعلام الأمريكى والغربى بشأن ما يقال عن أن ثورة 30 يونية «انقلاب», قائلا: «لا يهمنى الإعلام الغربى إنما يهمنى الشعب المصرى سيد الموقف والوحيد القادر على تحديد مصيره». وأضاف أنه اذا تم اعتبار 30 يونية انقلابًا، فستصبح 25 يناير انقلابًا لان الجيش وقف أيضا إلى جانب الشعب وأجبر الرئيس السابق محمد حسنى مبارك على التنحي، و«مرسى» سيكون رئيسا أتى بعد انقلاب. أعرب «البدوى» عن رفضه للمظاهرات التى ترفع شعار «إسقاط قانون التظاهر»، مشيرًا إلى أنه لديه بعض التحفظات على بعض مواد القانون، ولكنه يرى أن الأوضاع الأمنية فى أشد الحاجة لقانون، لذلك شدد على أن من لديه اعتراض أو تعديل يجب عليه دراسته ثم تقديم مقترحاته. وأشار إلى أنه قرأ غالبية قوانين «تنظيم التظاهر» بالعالم ولا يوجد فيها حق تظاهر مطلق أو تظاهرات تستخدم فيها الاسلحة ويسقط فيها الجرحى والقتلي. وشدد البدوى على أن الفوضى لا تصب فى صالح مصر, وأنه لابد من اجراء تعديلات على القانون ولكن دون اسقاط الدولة وسيادتها. وأشاد «البدوى» بالمشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع السابق ووصفه بأنه شخصية عظيمة وظلم كثيرا خاصة وأنه كان تمارس عليه ضغوط كبيرة من قبل الإخوان باراقة الدماء واشاعة الفوضى واستخدام القاعدة وحماس. وأضاف البدوى أنه لولا تحدى المشير طنطاوى للرئيس الأسبق حسنى مبارك ما كان سيتنحي. وأشار إلى أن المشير طنطاوى كان لا يتمنى أن يصل الإخوان للحكم,و كان دائم الحديث عن كيفية منعهم من وصولهم للحكم, وكان حريصًا على أن يتم تشكيل الجمعية التأسيسية قبل الرئاسة حتى لا يسيطر عليها الاخوان.