فى جنازة عسكرية مهيبة ووسط مشاعر الحزن والأسى شيع الآلاف من أهالي قرية كفر حمودة التابعة لمركز ههيا بمحافظة الشرقية جثمان ابنهم الشهيد أمين الشرطة ابراهيم زكي السيد متولي الذي استشهد صباح اليوم الثلاثاء أثناء تأدية واجبه بعد تبادل إطلاق النار مع مجهولين ببورسعيد. وأثناء تشييع مراسم الجثمان إلى مدافن ردد أهالى الشهيد وزملائه من أفراد الشرطة بعد أداء الصلاة عليه بمسجد "العمدة" هتافات كان من أبرزها : " لا اله الا الله الشهيد حبيب الله " و " الارهاب عدو الله " و " يا شهيد الشرطة رايح فين رايح علي الحور العين " كما حمل أهالى وزملاء الشهيد صورة كبيرة له . التقت " جريدة الوفد " بأهالي القرية واسرة الشهيد التى سالت دموعهم حزنا على أعز الناس إليهم والعائل الوحيد لهم . قالت شادية ابراهيم زوجة الشهيد " أنها لم تصدق أن زوجها أبو البنات راح في غمضة عين " قائلة انها كانت تعد طعام الافطار لبناتها الأربع نجوي بالثانوي وتيسير بالاعدادي ودينا بالابتدائي ومريم بالحضانة وفجأة دق الباب بقوة وبخروجها فوجئت بأحد الجيران يخبرها باستشهاد زوجها، وأنها سقطت على الأرض فاقدة للوعي وتجمع بناتها والجيران حولها وتم أفاقتها من الصدمة، لافتة إلى أن زوجها سافر يوم الأحد الماضي إلى عمله ببورسعيد بعد قضاء الإجازة معهم، وكان مرحا ويحتضن البنات ويقبلهم علي غير العادة . وتابعت زوجة الشهيد حديثها قائلة إنها تلقيت من الشهيد اتصالا تليفونيا، أمس الأحد في الساعة العاشرة مساء، وتحدث معنا جميعا لمدة ربع ساعة تقريبا للاطمئنان علينا كما جدد توصيته لي بالبنات، وأبلغني أنه في حالة فرح لإنهائه إجراءات النقل من أمن بور سعيد إلى الشرقية . وتحدثت بناته نجوي وتيسير ودينا ومريم قائلات: نعيش حالة حزن على استشهاد والدنا اعز الناس إلينا وعائلنا الوحيد ويارب يحرق قلبهم زي ما حرقوا قلوبنا والحياة أصبحت ليس لها أي طعم برحيل والدنا، ولن تهدأ نار قلوبنا حتي القصاص العادل من قاتلية مشيرين إلى أن والدهم في مكالمته لهن كان سعيدا وأوصانا بوالدتنا خيرا وقال لنا بالحرف الواحد، "مش عايزين حاجة يا حبايبي ونور عنيا أجبها معايا ليكوا " وردينا عليه تيجي لينا بالسلامة ولم نصدق الخبر الشيء الذي نزل علينا كالصاعقة وعاد إلينا جثة هامدة في صندوق واحتسبناه عند الله من الشهداء . وقال محمد زكي السيد شقيق الشهيد إنه اثناء توجهه إلى عمله بالمدرسة تلقى اتصالا تليفونيا علي هاتفه من أحد زملائه أبلغه أن إبراهيم أصيب فعاد إلى المنزل وشاهد حالة من الصراخ وشقيقة السيد يرتمي في أحضانه ويقول له أن شقيقه ابراهيم مات يا محمد ولم اتمالك نفسي وبكيت بحرقة علي فقدان شقيقي ، مشيرا إلى أنه تلقي مكالمه تليفونية من شقيقة قبل استشهادة ب3 ساعات للاطمئنان عليه وكلفة بالتوجه للحداد لإعطائه باقي المستحقات المالية مقابل الحديد الخاص بشبابيك منزله وتركيبها لتأمين المنزل وأوصاني بزوجته وبناته . وأضاف كل من : ابراهيم علي مصطفي ومحمد علي خضر من أهالي القرية أن الشهيد من الشخصيات المحبوبة بالقرية ومن المشهود لهم بالسعي في الخير وان القرية خيم الحزن الشديد بها عقب سماع انباء باستشهاد أحد أبنائها مطالبين باستمرار القوات المسلحة والشرطة في رسالتها للقضاء علي الإرهاب والقصاص من القاتلين. وفى النهاية توعد زملاء الشهيد الذين حضروا مراسم تشييع جثمان زميلهم بالقصاص له وأنهم لن تحبطهم أو تخيفهم أيادي الشر التي ترتكب العديد من العمليات الإرهابية التي تحصد خير أجناد الأرض .