شهدت المحافظات يوماً هادئاً أمس على غير المتوقع خلال محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي. ورغم المخاوف التي انتابت الكثيرين بوقوع مواجهات واتساع نطاق المظاهرات من قبل عناصر جماعة الإخوان احتجاجاً على بدء محاكمة مرسي فقد فشل التنظيم في حشد أنصاره ولم تخرج سوى مسيرات محدودة شملت العشرات في بعض الميادين الرئيسية وعدد من كليات الجامعات. وحتى مثول الجريدة للطبع لم تقع اشتباكات تذكر بسبب المسيرات سوى في محافظة أسيوط خلال محاولة الأمن فض مظاهرة طلبة جامعة أسيوط، وفي المنصورة خلال محاولة فض تجمع أنصار المعزول أمام مجمع المحاكم. ففي بورسعيد، شهدت شوارع وأسواق المدينة الحرة حالة من التوقف التام منذ ليلة أمس وأغلقت المحلات أبوابها منذ الصباح الباكر خلال المحاكمة. كما غاب التلاميذ وطلاب المراحل التعليمية المختلفة عن المدارس التى شهدت حضورا لم يتجاوز ال 2% فقط، فى الوقت الذى توقفت فيه الحياة فى المصالح والهيئات الحكومية بسبب عدم ذهاب الموظفين لأعمالهم خوفاً من حدوث اضطرابات أو أحداث عنف، وكان المشهد غير الطبيعى خلو شوارع المدينة الحرة من السيارات والمواطنين وكأنه يوم عطلة رسمية. جاء ذلك فى الوقت الذى انتشرت فيه سيارات الشرطة وأكمنة الجيش أمام المصالح الحكومية والمنشآت المهمة، وكثفت أجهزة التأمين من تواجدها على طول المجرى الملاحى لقناة السويس من ناحية بورسعيد وفى منطقة شرق التفريعة . وفي المحلة، شهدت المدينة مظاهرة لجموع المواطنين المؤيدين لشرعية 30 يونيو أمام مجمع محكمة المحلة تطالب بإعدام الرئيس المعزول. وهتف المتظاهرون للفريق أول عبدالفتاح السيسى وحكم الشعب ونددوا بجماعة وتنظيم الإخوان الفاسدين. وفى سياق متصل قام العشرات من أنصار مرسي بتنظيم سلسلة بشرية فى شارع البحر بطنطا أمام مستشفى الجامعة للمطالبة بعودته والإفراج عن اعضاء الالتراس المقبوض عليهم فى أحداث شغب ورفعوا لافتات كتب عليها «الحرية للطلبة». وفي الدقهلية، أحبطت قوات الأمن محاولة أنصار الرئيس المعزول اقتحام مجمع المحاكم بالمنصورة. وقامت القوات بتفريقهم بعد اشتباكات محدودة معهم، وألقت علي 23 من أعضاء الجماعة وردد المتظاهرون هتافات ضد الجيش. وكان نحو ألف من أعضاء الجماعة احتشدوا بعد فشل محاولة اقتحام مجمع المحاكم وخرجوا في مسيرة ضمت عددا كبيرا من النساء والصبية تندد بالجيش. وقام المشاركون في المسيرة برشق قوات الأمن بالحجارة خلال محاولة فض مسيرتهم، ما اضطر قوات الأمن لاستخدام القنابل المسيلة للدموع. وسادت حالة من القلق، ما دفع أعداد من المواطنين لالتزام منازلهم خشية اتساع نطاق المواجهة مع أنصار الجماعة. في حين شهدت الطرق الرئيسية منها الطريق الدائرة خروج بعض أنصار الجماعة في اتجاه منطقة المجزر في بلقاس، حيث تصدى الأهالي لهم. وكانت مديرية أمن الدقهلية نشرت تعزيزات أمنية على مداخل المحافظة وأمام المواقع الحيوية لمنع أي محاولات اعتداء على المنشآت العامة وتعطيل المرافق والمصالح. كما قامت قوات الأمن بفض مسيرة لطلاب المحظورة بكلية الدراسات الإسلامية الأزهرية، حيث حاول الطلبة الخروج من حرم الكلية في مسيرة بشوارع المنصورة. كما نظم نحو 50 من عناصر الإخوان أغلبهم من الأطفال وقفة أمام قصر ثقافة المنصورة لمدة 10 دقائق حرصوا خلالها كالمعتاد على التقاط لقطات فيديو وبعض الصور ثم تفرقوا بعد ذلك. وفي القليوبية، شهدت مدينة الخانكة مسيرات لأعضاء الجماعة، ورفع المشاركون في المسيرات صوراً للمعزول وشعارات رابعة. وألقت قوات الأمن القبض على 7 أشخاص من عناصر الجماعة بمدينة شبين القناطر والخانكة تنفيذاً لأوامر ضبط وإحضار صادرة بحقهم لاتهامهم بالتحريض على وقائع العنف والتظاهر ضد الجيش والشرطة بالمحافظة خلال الفترة الماضية. وشهدت جامعة بنها حالة من الهدوء الحذر في ظل تكثيف الوجود الأمني لقوات الشرطة خارج الحرم الجامعة، ووضع عدة أكمنة في محيط مجمع كليات جامعة بنها لتأمينها. وجاءت عملية التأمين في إطار خطة شاملة أطلق عليها «نسر وصقر» لحفظ الأمن داخل الجامعة. وفي طنطا، تجمهر العشرات من طلاب جامعة الأزه،ر معلنين رفضهم محاكمة مرسي، منددين بما وصفوه بالانقلاب العسكري ورفع المشاركون في المظاهرة شعارات رابعة وصور الرئيس المعزول. وفي أسيوط احتشد طلاب فرع الجامعة بأسيوط من المنتمين إلى الجماعة في مظاهرة انطلقت من أمام كلية أصول الدين ومجمع الكليات وارتدى المشاركون «تي شيرتات» وأعلاماً تحمل شعار رابعة. وجابت المظاهرة الحرم الجامعي ثم خرج الطلاب، وقاموا بقطع الطريق بميدان أسماء الله الحسنى، ومنعوا مرور السيارات حيث تعاملت معهم قوات الأمن وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى لفرار الطلاب في الشوارع الجانبية بمنطقة الوليدية. وفي القوصية وديروط ومنفوط، كثفت قوات الأمن تواجدها ومنعت أي محاولة للتجمع في المناطق الحيوية خشية وقوع أحداث شغب أمام مجمع المحاكم والمنشآت العامة والحكومية. وفي المنيا فشل تنظيم الإخوان بشكل واضح في دعوته لأنصاره لبدء عصيان مدني بكافة المصالح الحكومية وتعطيل سير العمل بالمنيا كما سبق وتوعدت الجماعة قبل محاكمة الرئيس المعزول بيومين. ونظم أنصار الجماعة مسيرتين محدودتين انطلقت الأولى من جامعة المنيا شملت تنظيم سلسلة بشرية ثم جابت المسيرة أروقة الجامعة للمطالبة بوقف محاكمة المعزول. وانطلقت الثانية من أمام مسجدي الرحمن وعمر بن الخطاب جنوبالمدينة في اتجاهها إلى ميدان بالاس ومجمع المحاكم بمدينة المنيا. ومن جانبها كثفت أجهزة الأمن المدعومة بقوات الجيش من تواجدها بمحيط المنشآت العامة وأقسام الشرطة والمصالح الحكومية الحيوية تحسباً لأي مواجهات قد تنجم عن المسيرات. وفي الأقصر فرقت قوات الشرطة تظاهرة لأنصار المعزول ظهر أمس بعد قيامهم بمحاصرة مبنى مجمع محاكم مدينة أرمنت جنوب المحافظة. وتمكنت قوات الأمن من القبض على عدد من العناصر التي حاولت القيام بأعمال شغب وعنف خلال محاولة الحصار. وفي المنوفية، سادت حالة من الهدوء مختلف أنحاء المحافظة أمس، وكانت مديرية أمن المنوفية شددت من تواجد قواتها أمام عدد من المناطق الحيوية بالمحافظة، وأغلقت قوات الشرطة الطريق أمام مبني الديوان العام لمحافظة المنوفية وأمام مديرية الأمن وقسمي مركز وبندر شبين الكوم ومطرانية شبين. وتمكن أفراد الأمن الداخلي بجامعة المنوفية المكلفون بتأمين مبني كلية الزراعة بالبر الشرقي بمدينة شبين الكوم من فض وقفة نظمها مجموعة من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بالتزامن مع موعد محاكمته، وكان ما يقرب من 15 طالباً نظموا وقفة داخل كلية الزراعة، رافعين عدداً من شعارات رابعة العدوية الصفراء.