بعد نجاح حركة تمرد في إعادة الحياة للشعب المصري وحثهم علي النزول للميادين في 30 يونية الماضي، تم تدشين علي غرارها حركة جديدة بعنوان «حملة تمرد السينمائية» والغرض منها توفير دور عرض للسينما المستقلة، وبالفعل انضم للحملة العديد من الفنانين والمثقفين ومنهم جبهة الإبداع الفني، ووصل عدد اعضاء صفحتهم علي شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أكثر من 2600 عضو. ولكن في الفترة الأخيرة أعلن عدد كبير من الفنانين ومنهم الجبهة انسحابهم من تلك الحركة بسبب استخدامهم مصطلح السينما النظيفة، وغيرها من الاراء الذي تنافت مع آرائهم ومنهم: المخرج أمير رمسيس الذي قال: تحمست كالكثيرين من الاصدقاء لمساندة جبهة الابداع لحملة تمرد السينمائية و نشرت صفحتهم على صفحتي الشخصية ب«الفيس بوك» واعتقدت انها تمثل تيارا سينمائيا جديدا يتمرد على قيود الصناعة التي أصبحت قيدا على حرية إبداع الفنانين. ولكن هالني مثل الكثيرين بيان «تمرد» السينمائية عن دعمهم لمفاهيم قضيت عمري في نقدها «كالسينما النظيفة» و«عودة الاسرة لدور العرض» وهي مفاهيم تم استخدامها خلال العقدين الأخيرين من الموزعين لتدجين السينما وعمل رقابة فوق الرقابة عليها. وأضاف: تربيت على أفلام محمد خان وجيل الثمانينيات من أسماهم الموزعون والمنتجون بسينما «الصراصير» و التي حسب مفهومهم أبعدت الجمهور عن السينما، واحببت السينما من افلامهم وافلام يسري نصرالله ويوسف شاهين واسامة فوزي ورضوان الكاشف وداوود عبد السيد وهي كلها أفلام تتصادم بعنف مع مفهوم السينما النظيفة الذي حاول المنتجين في الالفية الجديدة فرضه على السوق مع مجموعة من الممثلين تحت ضغط رقابي مجتمعي وتشجيع من جيل الدعاة المودرن مثل عمرو خالد وقرنائه، الذين قدموا «كومبو» ديني جيد للممارسات الحياتية للبورجوازية الجديدة. واشار الي اننا نحتاج لتيار سينمائي جديد يحارب فرض القيود على الصناعة بعد ان وضعها نظام انتاجي وتوزيعي وممثلون حائرون يشعرون بتحريم للفنون بسبب ازدواجية فكرية عندهم لا تخالف اغلب الشعب المصري لا الى تيار جديد يلبس التماثيل العارية فساتين أو يتحدث عن الفن الواعظ على طريقة شعبان عبد الرحيم في فيلم «مواطن ومخبر وحرامي» ولهذا فأنا انسحب من أي مؤازرة فكرية قدمتها سابقاً للحركة التي لا تمثل ما اطمح فيه من تمرد سينمائي وأتمنى ان يراجعوا موقفهم الرقابي الذي لا يليق بجيل من صناع السينما الجدد. أما المخرج ناصر عبد المنعم رئيس المركز القومي للسينما قال: قمت بالانضمام إلى هذه الحملة وأنا أشعر بالأمل في حركة سينمائية مستقلة تهز البلاد، ولكني بعد يومين وجدت الحملة تتبنى شعار السينما النظيفة، ثم بعد يومين آخرين تتوجه بالشكر إلى الفنان محمد صبحي على مشواره الفني، فأدركت أن شعوري السابق بالأمل في هذه الحركة لم يكن في محله، وأعلنت انسحابي من هذه الحركة، وأنصحها بتغيير اسم تمرد إلى أي اسم آخر. بينما قالت الفنانة راندا البحيري: أسعدني جدا وجود هذه الحملة الآن، وهذا ما تحتاجه السينما، وهو دم جديد وفكر لمخرجين وكتاب، وشخصيات تحب السينما بجد ويريدون تقديم شىء جديد، وبعد حماسي لها فوجئت بكم من الهجوم العنيف عليهم بسبب إدخالهم مصطلح السينما النظيفة في «status» لهم علي صفحتهم الخاصة ب«الفيس بوك». وأضافت: أنا مقدرة السينمائيين الغاضبين من هذا المصطلح وأنا منهم، فليست هناك سينما نظيفة وأخري غير نظيفة، ولكن بدل ما نشن هذا الهجوم العنيف عليهم بسبب ما قالوه يجب استهداف عودة الأسرة لقاعات العرض من خلال سينما هادفة ونظيفة. وأشارت الي أنه من الممكن ان يكونوا أخطأوا في التعبير بالضبط، لكن الأسرة المصرية لا تجد فيلم تدخله مع أطفالها بمعني ان المشكلة موجوده بالفعل، فمن الممكن أن يكونوا غير أكاديميين أو دارسين سينما ولذلك اتجهوا للسينما المستقله وأيضاً خانهم التعبير لكن من المؤكد انهم يريدون تقديم شىء ويجب الوقوف بجانبهم بدلاً من مهاجمتهم.