استغل الباعة الجائلون انشغال الأجهزة الرقابية بضبط الأسواق ومتابعة تطبيق الأسعار الاسترشادية وراحوا ينتشرون فى جميع الميادين والشوارع خاصة أمام المدارس، حيث يزداد الإقبال عليهم من قبل الأطفال. ففى تمام الساعة 12.5 ظهرا من كل يوم يبدأ الباعة الجائلون فى الاصطفاف أمام المدارس «لاصطياد» التلاميذ فور خروجهم بعد انتهاء اليوم الدراسى لبيع سمومهم للأطفال بداية من الآيس كريم والحلويات ذات الألوان الصناعية أو الأطعمة التى تخلو من جميع الاشتراطات الصحية والتى تعد أبسطها حصول البائع على شهادة صحية تفيد خلوه من الأمراض التى تنتقل عن طريق الأكل وطبعا تعتبر هذه الحلويات جاذبة للأطفال وهو ما تبين خلال الجولة التى قمت بها على المدارس لتوثيق الكارثة بالصورة والكلمة. فى البداية تصورت أن أولياء الأمور لا يبالون بمثل هذه المنتجات والأطعمة إلا أنه تبين عكس ذلك فهم يتمنون القضاء على هؤلاء الباعة بأسرع وقت ممكن وما ان شاهدنا أولياء الأمور المصطفون على جانبى المدرسة فى انتظار صغارهم حتى انفجر الجميع يشكو من نقص الرقابة سواء على الأغذية المتداولة أمام المدارس أو من التحرش بفتيات الثانوى وغيرها من الشكاوى التى لسنا بصدد الحديث عنها الآن. وفى حوالى الساعة الواحدة ظهرا بدأت المدارس تفتح أبوابها لخروج التلاميذ وبذلك تكون قد انتهت مسئوليتها عن التلاميذ ليتلقفهم الباعة الجائلون بالأطعمة ذات الألوان الجاذبة التى تكتظ بالميكروبات بداية من الذباب الذى يشارك الأطفال فى تناولها وحتى الميكروبات التى لا تظهر بالعين المجردة. ففى منطقة مجمع المدارس بإمبابة وبالتحديد أمام مدرسة النصر الابتدائية تصطف عربات الايس كريم فى انتظار خروج التلاميذ الذين يقبلون عليها خاصة أنها رخيصة الثمن وأمام مدرسة نجيب محفوظ الابتدائية بشارع طلعت حرب وقف شاب يحمل صينية بها حلويات تشبه التفاح من حيث الشكل واللون وهى من أكثر المنتجات جذبا للأطفال. والسؤال من المسئول عن هذه الظاهرة وما هو مدى خطورتها على الأطفال سواء الآن أو فى المستقبل. الدكتور حسين منصور خبير سلامة الغذاء ورئيس وحدة سلامة الغذاء بوزارة الصناعة أكد أن أغذية الشوارع تمثل خطورة بالغة على الأطفال وأخطر ما فيها أنها تحتوى على كمية كبيرة من الملوثات الميكروبية سواء بالنسبة للأطعمة المكشوفة أو بالنسبة للمغلفة حيث إن هذه الأغلفة لا تحصل على موافقة وزارة الصحة بالإضافة إلى أن مكسبات الطعم والألوان الموجودة فى هذه المأكولات والحلويات تسبب الكثير من الأمراض للأطفال خاصة فيروسات، A ،E، التيفود والاكولاى الذى قد ينتج عنه الفشل الكلوى. وأوضخ خبير سلامة الغذاء أن الأجهزة الرقابية غالبا ما تكرس عملها على المحلات والشركات والمنتجين الذين لهم عنوان ثابت أى الذين لهم سجلات تجارية بينما الباعة الجائلون لا توجد رقابة عليهم مع العلم أن الرقابة يجب أن تشمل جميع المنتجات التى يتناولها المواطنون حفاظا على سلامتهم. وأشار إلى أن الأطعمة والحلويات التى يتم تداولها أمام المدارس مثل الايس كريم من أكثر الأطعمة المعرضة للتلوث وتكاثر الميكروبات وبالتالى انتقال العدوى من تلميذ لآخر، وللأسف فإن كثيرا ما تتنصل الجهات المسئولة عن مسئوليتها تجاه سلامة الغذاء وعندما نطالب بسحب هذه المسئوليات منها ونقلها لجهاز متخصص بسلامة الغذاء ترفض وللأسف فإن مصر أقل دول العالم نظافة من حيث تزايد نسبة الأمراض فيها. سألت اللواء أحمد عبد التواب رئيس المجلس الأعلى لجمعيات حماية المستهلك ماهو دور المجلس فى مكافحة ظاهرة الباعة الجائلين أمام المدارس قال: أولا لابد من الإشارة إلى أن الأطعمة التى يقوم ببيعها الباعة لأطفال المدارس مدمرة لصحتهم وللأسف فلا أحد يستطيع القضاء عليهم لأنهم بلطجية هنا لابد من توعية الأطفال بخطورة هذه المأكولات على صحتهم مع تفعيل دور الأجهزة الرقابية للقضاء عليهم خاصة المحليات والشرطة خاصة شرطة المرافق وبالنسبة لمفتشى التموين فى حالة ضبطهم سلع مجهولة المصدر يقومون بمصادرتها وتحرير محضر بالواقعة. سألته ..ولكن ما هو دور المجلس؟ المجلس ليس لديه أدوات للقيام بدوره فى مكافحة مثل هذه الظواهر. أما حمدى نصر وكيل وزارة التموين ورئيس الإدارة المركزية للرقابة والمعاملات التجارية فقد أكد أن الإدارة تكرس كل مجهودها لمتابعة الأسعار الاسترشادية وضبط الأسواق وتحديد مدى التزام التجار بها أما القضايا الأخرى مثل الباعة الجائلين فهى فى الأول مسئولية شرطة المرافق ووزارة الصحة. وعندما اتصلت بالدكتورة أفضال وكيل وزارة الصحة لشئون البيئة لمعرفة دور الوزارة فى مواجهة هذه الظاهرة رفضت الحديث مؤكدة أن وزيرة الصحة أصدرت منشورا يمنع جميع المسئولين من الحديث للإعلام.