قبل أن أبدأ مقالي هذا، أزف للعالم الاسلامي عامة والشعب المصري بصفة خاصة، أطيب التهاني وأصدق الأماني، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، أعاده الله عليكم جميعا بالصحة والسعادة والهناء. أما بعد، فأن علاقة الأمريكان مع الإخوان، أشبه ما تكون بلعبه (شيلني وأشيلك). الأمريكان وجدوا ضالتهم لتنفيذ مخططهم الخاص بالشرق الأوسط الجديد، في جماعة الإخوان. وجماعة الإخوان أيضا وجدت ضالتها لمساندتها سياسيا ومعاونتها ربما عسكريا، في الغرب عامة والأمريكان وإسرائيل بصفة خاصة. الإخوان ينفذون مخطط الأمريكان والغرب، وفي المقابل الأمريكان والغرب يضمنوا للإخوان البقاء والسيطرة علي منطقة الشرق الأوسط كله، أملا في تفتيت وتقسيم تلك المنطقة. هذه هي المعادلة والاتفاق الإخواني الأمريكي، لتدمير الشرق الأوسط. لقد وجد الأمريكان أن التيار الديني المتشدد في المنطقة هو الأنسب والأفضل لتنفيذ حلمهم بالشرق الأوسط الجديد. وذلك لما له من انتشار واسع في جميع دول الشرق الأوسط، لأسباب عديدة أهمها أن حكام هذه المنطقة قد أغفلوا العمل السياسي في البلاد لفترات طويلة وفضلوا الحكم الدكتاتوري وتركوا الساحة السياسية للتيارات الدينية المتشددة، تعبث فيها في الخفاء وتفعل ما تشاء. هكذا وجد الأمريكان ضالتهم في الإخوان لتنفيذ مخططهم في منطقة الشرق الأوسط. هذا فضلا عن قدرهم التنظيمية والمادية العالية. وفي المقابل، وجد الإخوان أيضا ضالتهم في الأمريكان، باعتبار أنهم القوي العظمي الوحيدة، القادرة علي مساندتهم للسيطرة علي المنطقة كلها. من هنا يمكن أن نجد نفسر موقف الغرب المنحاز تماما للإخوان. فهم مازالوا يأملون في تنفيذ مخططهم الاجرامي بتمزيق الشرق الاوسط بواسطة الإخوان ومن هم علي شاكلتهم، وقد تأكد ذلك وظهر بجلاء في زيارات مندوبة الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون، في العديد من المرات لمصر وفي كل مرة كانت تصر علي مقابلة بعض قادة الإخوان لتشد من أزرهم وعزمهم، ولكي يصمدوا أمام التيار الشعبي الجارف. كما أن أمريكا لن تدخر جهدا في محاولتها الوقوف الي جانب الإخوان في مصر، تارة متعللة بالديمقراطية والشرعية، وتارة أخري بالضغوط الاقتصادية والعسكرية، والتي كان آخرها هذا التهديد بقطع المعونة العسكرية عن مصر بالمخالفة لبنود معاهدة السلام التي وقعت عليها أمريكا والتزمت فيها بالمساعدات الاقتصادية والعسكرية لمصر. هذا ولا ننسي أبدا العلاقات الحميمة التي كانت بين الرئيس السابق محمد مرسي وبين إسرائيل والتي تمثلت بجلاء في الخطاب المرسل من الدكتور مرسي الي شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل وكان مليئا بالعواطف والود والعرفان بالجميل، كما لا ننسي أيضا دعوة الدكتور عصام العريان إبان حكم الإخوان لمصر بعودة اليهود مرة أخري الي مصر، وبطبيعة الحال فإن الدعوة كانت مفتوحة لليهود عامة سواء أكانوا إسرائيليين أم أي أجناسا أخري. المهم أن العلاقات الوثيقة التي كانت بين الإخوان وإسرائيل والتي تبلورت تماما في الاتفاق الذي تم بمساعدة الرئيس مرسي بين إسرائيل وجماعة حماس الذي ضمن لإسرائيل عدم اعتداء حماس عليهم مرة أخري مدي الحياة. كل ذلك جعل إسرائيل وحليفتها أمريكا ومعها الغرب يتمسكون ببقاء الإخوان في الحكم ومحاولة إعادتهم مرة أخري سواء أكان ذلك بالوعد تارة أو الوعيد تارة أخري. هكذا يتضح بجلاء أسباب التشدد والتمسك الواضح من جماعة الإخوان بالحكم في مصر، وفي سبيل ذلك تتصاعد اعتداءاتهم القذرة وتتزايد جرائمهم السوداء. علي أمل مساندتهم من قبل الغرب عامة، وأمريكا وإسرائيل بصفة خاصة ، كل ذلك طمعا في الوصول الي الحكم مرة أخري، وذلك علي اعتقاد من أن الأمريكان والغرب وإسرائيل لن يتركوهم وحدهم ليسقطوا ويسقط معهم حلم الشرق الأوسط الجديد. أقول كل هؤلاء - خاصة جماعة الإخوان - إنه عبر التاريخ لم تستطع أي قوة اجنبية أو استعمارية أن تقف في مواجهة الشعب المصري الجسور. الشعب المصري عبر التاريخ ضحي بالنفس والنفيس في اشرف المعارك التي سطرها بدمه وروحه في سبيل ارضه ورفعة شعبه. أن شعب مصر الحقيقي المحب لوطنه لن يرتضي أبدا بأن يخضع لرغبة الأمريكان أو الغرب أو إسرائيل مهما كلفه ذلك من الأرواح أو الدماء. عاشت مصر حرة مرفوعة الراية موفورة الكرامة. بقوة جيشها وجسارة شعبها ورجال شرطتها. وكل عام وحضراتكم بخير.