تحول الحلم إلي كابوس، وضاع الأمل في الوصول إلي مونديال البرازيل بعد الخسارة الكارثية التي تعرض لها المنتخب الوطني لكرة القدم أمام غانا في كوماسي بستة أهداف مقابل هدف يتيم، في واحدة من أسوأ المباريات التي لعبها المنتخب في تاريخه، ونجحت غانا في أن تذبح الحلم الكبير الذي راود المصريين في التأهل للمونديال. ارتكب لاعبو المنتخب المصري بجميع خطوطه كل الأخطاء الفنية علي مدار شوطي المباراة، ولم يكن أي لاعب من الذين شاركوا علي مستوي المسئولية، استسلموا للخسارة الثقيلة ولم يسعوا لتعديل النتيجة أو حتي تحسين الصورة. والجهاز الفني بقيادة الأمريكي بوب برادلي ظل طوال المباراة يتفرج علي الأهداف تتوالي في شباك شريف إكرامي وأحمد الشناوي دون أن يحرك ساكنا أو يتخذ أي إجراء أو تعديل يمكن أن يثبت لنا به أن لديه ما يقدمه من أجل التمسك بالحلم الذي تعلق به المصريون، وترك اللاعبين يرتكبون أخطاء فادحة وكأنهم يلعبون الكرة لأول مرة في حياتهم. ولم يكن للخطة أي معالم، لم ندافع ولم نهاجم، ولم نتمكن من السيطرة علي منطقة المناورات التي شن علينا منها نجوم غانا غزوات رهيبة علي المرمي المصري ونجحوا بالفعل في حسم الصراع وحجز مكان للنجوم السوداء بين الكبار في مونديال البرازيل، ولن يكون لقاء العودة في القاهرة إلا تحصيل حاصل لأن الفوز بفارق خمسة أهداف نظيفة علي منتخب كبير مثل غانا وهم وخيال في زمن لا يعرف المعجزات. انتهت المهمة بصدمة عنيفة لم يكن الشعب المصري يتوقعها خاصة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها وكنا نتمني أن يرسم المنتخب بسمة علي الوجوه التي أعياها الاكتئاب ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وعلينا أن نعترف بالواقع وأن منتخب غانا هو الأفضل بكل المقاييس ويستحق التأهل للمونديال، أما منتخب مصر فلا يستحق في ظل المستوي الذي ظهر به أن يصل إلي هذا الشرف الكروي الكبير. تحول لاعبو مصر في ملعب بابا يارا إلي أشباح وتاهوا فوق المستطيل الاخضر، وأصبحت امنية الجماهير المصرية ان ينتهي اللقاء بأقل هزيمة وان تقف الفضيحة الكروية عند حدود المقبول، ولكن رفع لاعبو المنتخب المصري الراية البيضاء وأعلنوا الاستسلام وكتبوا أخطر سطر في كتاب هذا الجيل من اللاعبين الذين لم ينجح في تخطي حدود القارة الافريقية. ليس من حقنا أن نحزن لأننا لم نكن الأفضل بل كنا أسوأ فريق من الفرق العشرة التي وصلت إلي هذه المرحلة من التصفيات، وكلها حققت نتائج شبه مقبولة أما منتخبنا فقد خرج بفضيحة مدوية. كل ما أتمناه الا نتعرض للهزيمة في مباراة العودة بالقاهرة، لأن منتخب غانا سيسعي لتكرار الفوز علينا ليثبت انه الأحق والأجدر في أي مكان، وعلينا ان نحفظ بعض ماء الوجه ورد جزء من الاعتبار، أما حلم المونديال فكل سنة وأنتم طيبين!