تحولت ندوة تكريم إلهام شاهين في الدورة ال 29 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط لجلسة مصالحة بينها وبين الفنان والمخرج المغربي محمد مفتاح بعد الخلاف الذي نشأ بينهما خلال مشاركتهما في عضوية لجنة تحكيم أحد المهرجانات العربية. حيث حرص «مفتاح» علي حضور ندوة تكريم إلهام شاهين، وأكد خلال الندوة احترامه لشخص إلهام التي استقبلته بترحيب شديد في حفل افتتاح المهرجان رغم الخلاف في وجهات النظر الذي صوره الإعلام بشكل أكبر من حجمه، مشيراً إلي أنه اكتشف في شخص إلهام نبلاً واحتراماً كبيراً، خاصة مع مواقفها الأخيرة التي تثبت قدرتها علي المواجهة. أعربت «إلهام» في الندوة عن تقديرها لمحمد مفتاح لأنه قامة عربية كبيرة، وكان عليها أن تبادر بالتواصل معه والترحيب به، خاصة أنه في ضيافة مصر وحضوره يثري الدورة الحالية للمهرجان، وأكدت سعادتها بالتكريم مع محمد مفتاح في نفس الدورة. وشهدت ندوة إلهام شاهين إثارة العديد من القضايا أهمها دعم الدولة للسينما، وأشارت «إلهام» إلي أنها طالبت لجنة الخمسين للتعديلات الدستورية خلال لقاءها معهم بأن تدعم الدولة صناعة السينما من خلال خدمات وليس بالإنتاج، من خلال التصريح بالتصوير في جميع الأماكن الأثرية التابعة لوزارة الثقافة أو المملوكة للدولة بدون مقابل، وذلك من أجل تنشيط السياحة والأماكن السياحية، خاصة أن هذا القطاع يغذي الاقتصاد المصري وأحد موارده الرئيسية. وقالت إلهام شاهين: إن خلافها مع تيار الإسلام السياسي جاء بعد تطاولهم واتباعهم منهج ضد رموز الثقافة والفن في مصر، بداية من الهجوم علي الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ مروراً بالفنان الكبير عادل إمام والفنانة هالة فاخر وغيرهم. وأشارت إلي أن الهجوم الممنهج علي الفن والفنانين دفعها إلي أن تأخذ علي عاتقها الدفاع عن هذه الصناعة التي لها كل الفضل عليها، فكان من الطبيعي أن تدافع عنها، معتبرة أي هجوم علي الفن والفنانين هو قذف لمصر والمصريين، التي كانت وستبقي منارة الفن والثقافة علي مر العصور. ووجهت إلهام الشكر لإدارة مهرجان الإسكندرية لإصرارهم علي إقامة المهرجان هذا العام في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد. ودعت إلهام شاهين الفنانين بالدخول في تجربة الإنتاج السينمائي، والتكاتف من أجل صناعة السينما، علي ألا تتوقف الصناعة علي الأعمال التجارية والمبتذلة التي لا تعبر عن ثقافة الشعب المصري، مطالبة الإعلام بمساندة الأفلام السينمائية الراقية وتوعية الجمهور. وأكدت أنها بصدد إنتاج فيلم جديد اسمه «يوم للستات» من سيناريو هناء عطية وإخراج كاملة أبوذكري، ويتعاون معها من الفنانين محمود حميدة وفاروق الفيشاوي وأحمد الفيشاوي وإياد نصار ونيللي كريم وبدرية طلبة وناهد السباعي وسماح أنور والفنانة القديرة كريمة مختار، مشيرة إلي أن دورها خلال العمل صغير جداً بالنسبة لحجم أدوار الفنانين المشاركين في العمل، موضحة أنه لا يعنيها ارتباط حجم دورها بكونها المنتجة، بينما الأهم هو إنتاج فيلم جيد ومحترم يعكس الصورة الحقيقية للفن المصري في المحافل العالمية. وأضافت أنها واجهت العديد من الإشكالات في تصوير فيلم «حكاية الغريب» خاصة أن مسرح الأحداث قد تغير تماماً، واستعانت خلال العمل بالعديد من الأعمال التسجيلية، بالإضافة إلي الاستعانة بقصص حقيقية من صناع الحدث العظيم. وقال محمود عبدالسميع، المصور السينمائي: إنه أول مخرج أفلام تسجيلية يدخل الجبهة عام 1969 وكان بصحبة المخرج فؤاد التهامي، قد واجهوا صعوبة شديدة جداً في تصوير المادة الفيلمية لصعوبة الأوضاع بالجبهة، بالإضافة إلي عدم إدراكنا لاستراتيجيات المواقع العسكرية، خاصة أن دخول المواقع العسكرية كان يحتاج إلي تأمين شديد لنا من قبل قوات الجيش، موضحاً أنه تم تبادل النيران بين الجيش المصري والإسرائيلي بسبب ظهور الكاميرا في إحدي المواقع وقتها ودارت اشتباكات عنيفة، ولذلك كان هناك ندرة في الأفلام التسجيلية. وحضر الندوة الكاتب محفوظ عبدالرحمن، وأشار إلي أن المبدعين شديدي الحماس لتصوير أعمال تجسد بطولات جيش مصر في حرب أكتوبر، والخروج من تلك الإشكالية يحتاج إلي العودة للأرشيف العسكري والمعلومات الموثقة حول هذه الحرب، وهو أمر غير متاح أو مسموح به لصناع السينما. وأضاف «محفوظ» أن هناك وثائق لم تخرج للنور حتي الآن، بالرغم من مرور عشرات الأعوام، بالإضافة إلي أن القيادة السياسية في عصر مبارك كانت تتدخل لوجود عدد كبير منهم مشاركين في الحرب، وبالتالي الحقيقة كانت منقوصة وهي السياسة التي كان يتبعها النظام المصري منذ سنوات طويلة حتي إن هناك رفضاً للإفراج عن وثائق الثورة العرابية حتي الآن وهو ما يجب أن يتغير.