تكشف «الوفد» التفاصيل الكاملة للمخطط الذي أعدته جماعة الإخوان المسلمين لارتكاب مجزرة الحرس الجمهوري في 8 يوليو الماضي والتي سقط فيها ضحايا ومصابون من الجانبين: قوات الحرس وعناصر الإخوان. بدأت تفاصيل المخطط باجتماع مرشد الجماعة مع عدد من قيادات الصف الأول في احدي غرف مسجد رابعة العدوية وتم الاتفاق علي ارتكاب المجزرة واستغلالها اعلامياً من خلال فريق عمل اعلامي يصور للرأي العام الغربي انهم ضحايا نيران قوات الحرس الجمهوري في محاولة للاستقواء بالخارج وتدخله لاعادة الرئيس المعزول إلي منصبه. لقد حصلت «الوفد» علي مذكرة تحريات قطاع الأمن الوطني عن المجزرة والتي تسلمها المستشار إبراهيم صالح رئيس نيابة مصر الجديدة. وجاء في المذكرة انه بالنسبة لقرار النيابة العامة فى القضية رقم 9134 لسنة 2013 جنح قسم شرطة مصر الجديدة بشأن احداث الحرس الجمهورى بتاريخ 8 يوليو 2013 وصدور قرار النيابة بطلب تحريات قطاع الامن الوطنى حول الواقعة وظروفها وملابساتها وصولا لمرتكبيها والمشتركين فيها وعما اذا كان أي من رئيس الجمهورية السابق محمد مرسي والمسئولين برئاسة الجمهورية او الحكومة السابقين او من قيادات جماعة الاخوان المسلمين قد قام بالاشتراك فى تلك الاحداث بأى وسيلة من تحريض او اتفاق او مساعدة فقد افادت معلومات المصادر السرية الموثوق فيها والتى اكدتها التحريات الدقيقة والحساسة بقيام قيادات جماعة الاخوان المسلمين وعلى رأسهم الدكتور محمد بديع عبد المجيد سامى مواليد 7 اغسطس 1943 المرشد العام للاخوان بعقد عدة لقاءات مع اعضاء مكتب الارشاد لتدارس الموقف الراهن فى اعقاب تراجع شعبية الرئيس السابق محمد مرسى وتم الاتفاق على البدء فى تنفيذ مخطط يعتمد على استخدام العنف والاسلحة النارية والبيضاء لإحداث حالة من الانفلات الامنى وتهديد السلم الاجتماعى بالبلاد حيث صدر تكليف من مكتب الارشاد للرئيس السابق بعقد مؤتمرات جماهيرية يتم خلالها التحريض على اعمال العنف بالبلاد فى مواجهة المظاهرات التى كانت القوى السياسية المعارضة قد اعلنت عن اعتزامها القيام بها بتاريخ 30 /6/2013 فى محاولة لترويع المتظاهرين والاجهزة الامنية من بطش جماعة الاخوان المسلمين حيث تم عقد مؤتمر جماهيرى تحت عنوان «دعم سوريا» تم خلاله التحريض على الاعتداء على معارضى الرئيس الداعين والمشاركين فى تلك التظاهرات وعقب ذلك قام الرئيس السابق بإلقاء خطب بتاريخ 26 /6/2013 تتضمن تهديدات وتحريضاً على استخدام العنف ضد معارضى الرئيس والنظام السابق. واشارت مذكرة الامن الوطنى التى اعدها الرائد محمد فوزى الضابط بقطاع الامن الوطنى إلي ان الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان قام بإلقاء خطبة بتاريخ 5/7/2013 بمحيط مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر تضمنت التحريض علي قيام العمال بأعمال عنف ضد ضباط وأفراد ومنشآت القوات المسلحة ووزارة الداخلية وذلك عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسى من منصبه كرئيس للجمهورية فى محاولة منه للضغط لعودة الرئيس السابق لمنصبه. كما اضافت المعلومات انه بتاريخ 6/7/2013 تم عقد اجتماع بإحدي الغرف بمسجد رابعة العدوية بناء على توجيه مرشد الجماعة السابق ذكره بحضور اعضاء جماعة الاخوان المسلمين وهم كل من عصام الدين محمد حسن ابراهيم العريان مواليد 28/4/1954 عضو جماعة الاخوان المسلمين وصفوت حمودة حجازى رمضان مواليد 26/4/1962 والدكتور محمد محمد ابراهيم البلتاجى مواليد 16/4/1963وعبدالرحمن عبدالبر استاذ بكلية اصول الدين مواليد 14/6/1963واسامة ياسين عبدالوهاب محمد وزير الشباب السابق ومحمد طه احمد محمد وهدان مدرس مساعد بكلية الزراعة جامعة قناة السويس وباسم كمال محمد عودة وزير التموين السابق وسعد محمد عمارة طبيب وطارق عبدالموجود ابراهيم الزمر وعاصم عبدالماجد محمد ماضى. واكدت معلومات الامن الوطنى ان ذلك الاجتماع تم خلاله الاتفاق من خلال العناصر التى اجتمعت بالمرشد العام على تصعيد نشاطهم وتحركاتهم بتاريخ 8/7/2013 من خلال خطة تحركهم لتحركهم الاثارى اعتمدت على عدة محاور تبدأ بإجراء اتصالات مع العناصر المعروف عنها انتهاجها اسلوب العنف من جماعة الاخوان المسلمين والجماعة الاسلامية والسابق تلقيهم تدريبات عسكرية خلال العامين الماضيين من خلال تنظيم معسكرات شبه عسكرية بالمناطق الصحراوية بالعديد من محافظات الجمهورية حيث تضمنت تدريبات على السلاح والرياضيات القتالية والعنيفة وإعداد بدنى والاتفاق معهم على التجمع بميدان رابعة العدوية بتاريخ 7/7/2013 بمشاركة بعض العناصر من دولتي سوريا وفلسطين بالاضافة لبعض العناصر الاجرامية نظير مقابل مادى يترا وح ما بين 500 وألف جنيه. كما تم الاتفاق فيما بينهم على تقسيم تلك العناصر لمجموعات تم تجهيزها بالاسلحة النارية والخرطوش وقنابل المولوتوف والحجارة والعصى لاقتحام دار الحرس الجمهورى بمصر الجديدة. وتضمنت التحريات التى اجراها قطاع الامن الوطنى على قيام هؤلاء على تكوين مجموعة من الاعلاميين لجماعة الاخوان المسلمين لتولى مهمة تجهيز مادة اعلامية مفبركة لصور اطفال تم قتلهم فى الاحداث الجارية بدولة سوريا ومقاطع فيديو مفبركة ومركبة تظهر العناصر المعتدية بصورة الضحايا والتشهير بجثث العناصر التى سوف تلقى مصرعها او تصاب في الاعتداءات التى سوف تتم بتاريخ 8/7/2013 للادعاء بقيام القوات المسلحة والشرطة بارتكاب مجزرة ضد المتظاهرين العزل وتصدير تلك المادة الاعلامية من خلال موقع إخوان اون لاين» التابع لجماعة الاخوان المسلمين على شبكة المعلومات الدولية وبعض القنوات الفضائية الموالية للجماعة «الجزيرة والحوار والقدس « للخارج للمطالبة بتدخل القوات الاجنبية لاعادة الرئيس المعزول للحكم حيث تكونت تلك اللجنة من اعضاء جماعة الاخوان المسلمين وهم جهاد عصام الحداد مهندس واحمد محمد سبيع مسئول موقع اخوان اون لاين ومدير مكتب قناة الاقصى الفضائية الفلسطينية بالبلاد وخالد محمد حمزة يعمل بموقع «اخوان اون لاين» ومجدى عبد اللطيف ابوخضيرى يعمل بموقع «اخوان اون لاين». واضافت مذكرة الامن الوطنى انه تم الاتفاق خلال الاجتماع على ان تكون تحركات تلك المجموعات عقب صلاة الفجر 8/7/2013 وان تكون الاحداث منطلقا لاستثارة القاعده الجماهيرية للخروج فى مسيرات ومظاهرات لتكدير الامن العام وقطع الطرق والتعدى على الممتلكات الحكومية احتجاجا على عزل الرئيس السابق، وفى الموعد المحدد تحركت تلك المجموعات فى اتجاه الحرس الجمهورى بقيادة كل من العناصر الاخوانية محمد البلتاجى وصفوت حمودة حجازى رمضان واسامة ياسين عبدالوهاب وزير الشباب السابق بمشاركة العديد من العناصر التى تم الاتفاق معها وعرف منهم 92 شخصا حيث قامت تلك المجموعات باطلاق الاعيرة النارية على الملازم اول شرطة محمد على المسيرى من قوة مدينة نصر اول والذى كان متواجدا داخل سيارته حيث لقى مصرعه على الفور عقب اصابته بطلق نارى بالراس اطلاق الخرطوش على مجند الامن المركزى جلال احمد صابر والذى لقى مصرعه عقب اصابته برش خرطوش بالوجه واطلاق النار على احد ضباط القوات المسلحة، مما ادى الى وفاته واطلاق أعيرة نارية وخرطوش كثيفة على القوات المتواجدة لتأمين المنطقة مما ادى الى اصابة العديد منهم باصابات مختلفة فضلا على قيام عناصر منهم باطلاق النيران على بعض المتظاهرين لإيقاع اكبر عدد من الضحايا لاثارة باقى المتظاهرين والايحاء للراى العام العالمى بارتكاب قوات التامين مجزرة ضد المتظاهرين السلميين. وفى ذات الوقت توجهت عناصر من تلك المجموعات الى العمارات السكنية المطلة على شارع صلاح سالم واعتلت اسطح تلك البنايات وقامت باطلاق الاعيرة النارية والخرطوش والمولوتوف والحجارة لاحداث اكبر خسائر فى القوات الامر الذى دفع القوات لاطلاق الغازات المسيلة للدموع لتفريقهم. واشارت مذكرة تحريات الامن الوطنى الى انه تم ضبط 29 متهما فى الاحداث بمعرفة القوات بموقع الأحداث وتم عرضهم على النيابات المختصة كما تم إرفاق 3 اسطوانات مدمجة تحوى الخطابات السابق الاشارة اليها وتم عرض التحريات على رئيس النيابة العامة. واضافت مذكرة الامن الوطنى أن صفوت حجازى ومحمد البلتاجى قاما بحشد مجموعة من عناصر جماعة الاخوان المسلمين والتوجه الى نادى حرس الجمهورى مطالبين بالافراج عن الرئيس المعزول حيث قامت قوة التامين بامتصاص غضبهم واحتوائهم فضلا عن تقديم زجاجات المياه المعدنية لهم وبذات التاريخ قام باسم عودة وزير التموين السابق بالتحرك ضمن مسيرة اخرى من عناصر الاخوان المسلمين والتوجه الى نادى الحرس الجمهورى وقد حث خلالها جماعة الاخوان المسلمين على ضرورة العمل على اعادة الرئيس السابق الى المنصة وبتاريخ 8/7/2013 قامت مجموعة من الافراد يستقلون الدراجات البخارية 20 دراجة تقريبا وبحوزتهم زجاجات المولوتوف واسلحة خرطوش بمهاجمة قوة التامين المكلفة بتامين نادى الحرس الجمهورى وتزامن ذلك مع قيام مجموعة اخرى مسلحة باعتلاء اسطح مبانى المطلة على النادى مبنى وزارة التخطيط بعمارات العبور واطلاق بعض الاعيرة النارية وقامت عناصر الامن المركزى وعناصر القوات المسلحة بمطاردة المعتدين داخل الشوارع الجانبية واغلاق مدخل شارع الطيران بالاسلاك الشائكة ونتج عن ذلك حدوث العديد من حالات الوفاة والاصابات بكلا الطرفين وقامت الشرطة العسكرية بضبط مجموعة من المتورطين فى الاحداث واحالتهم للنيابة وعثر بحيازتهم على الاسلحة النارية والخرطوش . واشارت التحريات إلي ان المجموعات الاخوانية بقيادة البلتاجى وصفوت حجازى واسامة ياسين كانت تستهدف اقتحام مقر دار الحرس الجمهورى واخراج الدكتور محمد مرسى وامرت النيابة بحبس المتهمين المقبوض عليهم وقررت ضبط واحضار المحرضين على احداث العنف وعلى رأسهم الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين.