اعتبر مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني أن الأعياد في مثل هذه الظروف العصيبة التي تعيشها الامة تشكل فرصة لتعود فيها إلى وحدتها. وأهاب بالشعوب العربية ان تدرك أن كلا المعسكرين الشرقي والغربي يبحث عن مصالحه فقط ولا يهمه مصالح الامة العربية إلا بالقدر الذي يخضع شعوبها لسياساته ومراده حتى أصبحت الدول العربية أوطانا منهوبة يطمع في ثروتها وموقعها الجغرافي كل طاغية وفرعون ومستعمر جديد. وقال قبانى في خطبة صلاة عيد الاضحى المبارك في مسجد محمد الامين بوسط بيروت التجاري ان أداء الساسة اللبنانيين الذين يلوذ بعضهم في أدائهم السياسي بمعسكر الغرب وبعضهم الآخر بمعسكر الشرق هو الذي يفرق اللبنانيين. وأبدى أسفه لان السياسيين اللبنانيين أغرقوا الشعب في مشاريعهم وطموحاتهم حتى تناسوا مسئولياتهم تجاه مواطنيهم وهم الذين لم يستطيعوا منذ انتهاء الحرب الاهلية حتى اليوم أن يستكملوا مسيرة بناء دولة حقيقية فإذا بأكثرهم قد تجاوزوا في أدائهم كل المحرمات وراحوا يشاركون في هدم الدولة بأيديهم. واتهم قباني السياسيين بتجميد العمل بالديمقراطية وتعطيل الإنتخابات النيابية نتيجة نزاعاتهم وبالتمديد القسري للمجلس النيابي وبتعطيل عمل المجلس النيابي بنسف جلساته ونصابها وأغراق البلاد بحكومة تصريف الأعمال وتأخير تشكيل حكومة تقوم بشئون الدولة والمواطنين ثم يبتز كل فريق الآخر بفرض الشروط والشروط المضادة في تشكيل الحكومة حتى أصبحت سياسة البلاد لعبة سياسية واللبنانييون الطيبون يتفرجون على ساستهم في سباقهم في تلك اللعبة ويفجعون بهم. وشدد على أن لا عدو للعرب إلا إسرائيل المحتلة لأرضهم في فلسطين ولبنان وسوريا وهي وحدها المتربصة بهم من أجل دولتها الصهيونية التي تسعى لإقامتها على الأراضي العربية بعد تقسيم أراضي العرب في خريطة الشرق الأوسط الجديد داعيا إلى إجهاض هذا المشروع لأنه مشروع تقسيمي طائفي ..مشددا على أن الشرق الأوسط الجديد الذي تدعو إليه أمريكا واسرائيل هو استعمار جديد مدمر لوحدة العرب واللبنانيين.