حالة من الجنون أصابت جماعة الإخوان، دفعتها للخروج عن كل الأعراف والتقاليد والمبادئ والشرف.. أصبحت الجماعة في جانب والمصريون جميعا في جانب آخر، بعد أن أعمتها السلطة ومصالحها الذاتية عن كل ما يمت للدين أو الوطن أو الانتماء بصلة، كان كل هدفها تحويل عيد النصر إلي فزع ودم وحزن.. أصابني الذهول أنا وأسرتي عندما شاهدنا من شرفة المنزل بالدقي أعمال العنف والبلطجة وكم الحقد والغل والكراهية التي تسكن قلوب هذه الجماعة ومن ينتمي إليها، عندما قرروا تدمير كل شيء يواجههم.. كانت أعمال التخريب والتدمير وإطلاق الرصاص ممنهجة ومنظمة بدءاً من قذف الأحجار في كل اتجاه وتكسير واجهات المحلات، ومرورا بتحميس السيدات للشباب والشيوخ ومدهم بكمامات وكريمات واقية للغاز المسيل للدموع وانتهاء بإطلاق الرصاص والشماريخ من بعض الملثمين.. بينما يقوم آخرون بكتابة عبارات مسيئة للقوات المسلحة والفريق أول عبدالفتاح السيسي، وكان البعض يقوم بالتوجيه بالتليفون لمجموعات الكر والفر واستفزاز أجهزة الأمن والمواطنين الذين وقفوا يدافعون عن محلاتهم وأرزاقهم. معروف أن السادس من أكتوبر هو عيد كل المصريين، لا فرق فيه بين مصري وآخر، الجميع دفع الثمن في تحرير هذه الأرض الغالية لاستعادة العزة والكرامة، وفقدت عشرات الآلاف من الأسر المصرية أبنائها في هذه الحرب، وكان عوضهم الوحيد هو النصر واستعادة مصر سيادتها وكرامتها.. وعندما يخرج الإخوان في هذا اليوم تحديدا لإفساد فرحة المصريين، فإنهم لا ينشقون فقط عن الشعب، ولا يخونون فقط وطنهم، وإنما يقفون في خندق الأعداء والصهاينة، ويعلنون بكل وقاحة وبجاحة أنهم ضد مصر وشعبها وأيامها الخالدة. لقد سقط الإخوان إلي الأبد، ووقعوا في شر أعمالهم عندما أعمتهم مصالحهم إلي حد محاولة نشر الفوضي والدم في السادس من أكتوبر، وتحويل يوم النصر إلي يوم فزع وخوف. وأكدوا من جديد أنهم ليس لهم علاقة بالمصريين ولا جسارتهم وتحدياتهم التي أكدوها في نفس اليوم في ميدان التحرير أصبح يأتي بنتائج عكسية تجاههم ويزيد من وحدة المصريين والتفافهم حول جيشهم العظيم وشرطتهم الوطنية وتحقق بفضل حماقة الإخوان شعار - الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة - وأصبح المصريون الآن علي قلب رجل واحد في مواجهة الإرهاب الأسود الذي يحاول الإخوان فرضه علي مصر بعد أن أيقنوا أنهم لن يحكموها مرة أخري إلي الأبد، بسبب تجربتهم الفاشلة التي أدق إليها الانهيار الاقتصادي للدولة، وعودة الطوابير علي محطات الوقود، وغياب التيار الكهربي وغيرها من المشاكل الحياتية للمواطنين.. ثم تكشف نواياهم البغيضة وعدم انتمائهم لهذا الوطن والتفريط في حقوقه طبقاً لتوصيات التنظيم الدولي للإخوان!! الآن وبعد أن تكشفت النوايا بجلاء وظهور الوجه القبيح للإخوان ومحاولاتهم المتكررة لهدم الدولة علي شتي المستويات.. لم يعد أمام الحكمة المصرية وكل مسئول في هذا البلد خيار إلا إعلان أن هذه الجماعة إرهابية لا فرق بينها وبين تنظيم القاعدة.. ولم يعد أمام الحكومة خيار أيضا سوي مواجهة هذه الجماعة وكل من ينتمي إليها لأننا أمام عنف ممنهج وواضح بهدف التخريب والقتل واستهداف قوات الجيش والشرطة وزرع القنابل والمتفجرات في أماكن سياحية وغير سياحية كلما سنحت لهم الفرصة.. فإذا لم يكن هذا هو الإرهاب بعينه كما يراه كل المصريين الشرفاء.. فما هو الإرهاب؟! لقد ضج الشعب المصري من استمرار هذه المظاهرات تحت مزاعم السلمية أو الشرعية لإرهاب المصريين وإسقاط الدولة، ولم يعد مقبولا ترك أجهزة الأمن تجمع هؤلاء الإرهابيين في أي مكان. مصر الآن في مفترق طرق وعلي هذه الحكومة أن تثبت جدارتها بتحمل المسئولية ومواجهة الإرهاب ضد أي فصيل سياسي أو عرقي يحمل السلاح في مواجهة الدولة والشعب.