تتوارى كلمات حبى لك اليوم يا وطنى خجلى.. حبلى بلون الدم، دماء عمرو، زهرة يانعة متفتحة للحياة، ألح على أسرته لتشترى له «موتوسيكل» يذهب به للجامعة ويقضى به باقى أموره، واستجابت أسرته لطلبه، ولم تدر أنها اشترت له نعشه الطائر، كان عائدا للمنزل حين أطاحت سيارة به وبالموتوسيكل، سقط عمرو لاعب الجودو بنادى الزهور على أرض الطريق، سالت دماؤه الذكية، عاشت الأسرة فاجعة الحادث مع رجاء نجاته على مدى أربعة أيام كان فيها فاقدا للوعى، ثم فارقت الروح الجسد، لتشكو إلى خالق الحياة جريمة جديدة من جرائم أعداء الحياة، أعداء الحب والجمال، هؤلاء المسئولون عن الطرق والنقل المواصلات والمرور، من تركوا غول الإهمال يستفحل فى شوارع مصر، لتتحول الطرق إلى قاتل.. سفاح، مات عمرو ليترك لمن أحبوه جرحاً ونزفاً وألماً، ومن قبله وبعده مات وسيموت ألف وألف عمرو طالما بقيت شوارعنا بهذه الهمجية والغوغائية. فى مصر يموت 12 ألف شخص سنوياً فى حوادث الطرق، وبمعدل ضحايا يزيد علي 30 ضعف المعدل العالمي، مما يبرز بشاعة ما نعيشه من مغامرة يومية ومواجهة مع الموت، حقا لكل أجل كتاب، ولكل موت سبب، ولكن مسئولينا تحالفوا مع عزرائيل ويقدمون له فى سخاء كل دقيقة أسباب الموت قتلا على الطرقات، لذا بلا كلمات أو ديباجة حب.. سألخص بعض الحلول لمشكلة المرور وحوادث الطرق فى مصر لأنى حزينة, بحلقى وقلبى مرارة طفحت، وأطالب كل مسئول باسم خالق الحياة وحب الحياة أن يوقف القتل ويسعى للتنفيذ كل فى مكانه. نشر نقاط الشرطة والمرور على الطرق والطرق السريعة مع رادار وكاميرات مراقبة لتسجيل أرقام السيارات التى تتجاوز السرعات المقررة، ولضبط أى سيارة نقل أو مقطورة تسير على يسار الطريق، مع تشديد قوانين العقوبات ضد المخالفين للسرعات أو لقوانين الطريق، أو ضد من يسيرون عكس الطريق ليس بالغرامات فقط، بل بالسجن، وحرمان المخالف من القيادة مدة تبدأ من عام إلى خمسة أعوام كما يحدث فى البلدان المحترمة، وأن يتم ربط كاميرات المراقبة المرورية بغرف مراقبة وتحكم إلكترونية للتحرك الأمنى وضبط المخالفين بسرعة، والعمل على تنمية وتطوير الطرق، وإنشاء طرق فرعية للطرق الرئيسية، مع طرح مشروعات التوسع فى الطرق إلى الاكتتاب العام، حتى يشارك رجال المال والأعمال وكل المواطنين القادرين فى تطوير الطرق من خلال أسهم، تعود عليهم أرباحها من خلال المشروعات التى ستقام على الطرق أو من الإعلانات أو المؤسسات والشركات المنتفعة بالطرق الجديدة أو ضرائب الطرق. تحويل الطرق الطويلة الزراعية أو الصحراوية إلى طرق منتجة، بطرح مشروعات لزراعة نخيل البلح أو أشجار الزيتون، على أن يتم تشغيل الشباب العاطل عن العمل فى هذه المشروعات من خلال تقسيم الطرق إلى مربعات مساحة كل منها من 3 إلى خمسة كيلو مترات، وإقامة غرفة ودورة مياه فى كل مربع، وأن يشارك أيضا رجال الأعمال المصريون فى هذا المشروع الاستثمارى، وينقل الشباب من وإلى المربعات التى ستزرع بأتوبيسات تابعة للمشروع، على أن توفر مياه الزراعة بتطبيق اختراع حديث يهدف للاعتماد على المياه الجوفية دون الحاجة لرفع المياه للسطح، وستكون الطرق بذلك مشروعات منتجة بقوة تغطى نفقات العاملين عليها وتحقق أرباحاً، وبهذا لن يكون هناك طرق مقطوعة أو مناطق خطرة بالطرق السريعة. تفريغ قلب القاهرة من الوزارات والمؤسسات التى لا ترتبط مباشرة بالخدمية للمواطنين ونقلها إلى مناطق جديدة خارج القاهرة مع ربطها بالقاهرة بتسيير أتوبيسات نقل عام، إلغاء التكاتك فى الشوارع العامة وتقليص أعداد الميكروباصات، والعودة إلى أتوبيسات النقل العام لتقليل كثافة استخدام السيارات الخاصة، إيجاد شبكة طرق جانبية خاصة للموتوسيكلات والدراجات، مما يقلل أيضا استخدام السيارات الخاصة، التعجيل بمشروعات خطوط المترو الجديدة، وربطها بالمناطق العمرانية الحديثة كالتجمع الخامس، العبور، الشيخ زايد، 6 أكتوبر. فرض التأمين الإجبارى على السيارات إبان استخراج التراخيص، وأن يكون تأمينا جادا وحقيقيا فى شركات تأمين قوية محترمة، كما يحدث فى دول الغرب، حتى تتمكن شركات التأمين أن تؤدى ما عليها من تعويضات للمؤمنين حال وقوع الحوادث، وليس كما نرى الآن من تأمينات وهمية ندفعها ولا نستفيد منها شيء، إلزام الميكروباصات بالوقوف فى محطات محددة، ومعاقبة من يخالف بسحب رخصة القيادة، فسيمنع هذا الوقوف الفجائى المسبب للارتباك المرورى والحوادث، وسيكافح همجية سائقى الميكروباصات، على أن يساهم فى ضبط هؤلاء كاميرات المراقبة المرورية التى لابد من زرعها فى شوارع مصر بعد أن فشلت الجهود البشرية لرجال المرور فشلاً ذريعاً، حيث أصبحت الإكراميات لبعض رجال المرور بديلا عن ضبط المخالفات والتجاوزات المرورية البشعة، هذه بعض الحلول، وكلها قابلة للتنفيذ بقليل من الجهد وكثير من الإرادة وحب هذا البلد، وبتعاون المواطنين وبقوة القانون ومساهمات الاستثمار. رحم الله عمرو وكل من ماتوا بسبب إهمال المسئولين أعداء الحياة وقتلة الأنفس.