فى صبيحة يوم 19 سبتمر اندلعت الثورة السودانية من مدينة نيالا إثر اغتيال مواطن وابنه بواسطة عصابة مسلحة داخل المدينة وخرج على إثرها المواطنين فى مظاهرات عارمة إلا أن الأجهزة الأمنية السوادنية استخدمت العنف ضد المتظاهرين، مما أدى إلى مقتل وإصابة المئات. كما كان لقرار الرئيس السودانى عمر البشير برفع الدعم عن المحروقات، الأثر الكبير في اشتعال فتيل ثورة الشعب السوداني، فلقد قابل المواطنين القرار بمظاهرات كانت فى البداية تطالب بإلغاء القرار، ولكن سرعاً ما تحولت إلى مطالب بإسقاط النظام. ومنذ ذلك الوقت نتابع فى كل يوم أحداث الثورة السودانية، ونشاهد استخدام قوات الأمن هناك أساليب قمع الصحفيين و تعذيب المواطنين، وكأن نظام الرئيس عمرالبشير لم يتعظ لما حدث فى الوطن العربى من ثورات أطاحت بأكبر الرؤساء، وكانة يريد أن يدخل نادى الزعماء العرب المغادرين بثورة شعبية . ومن جانبه قال عبدو حماد منسق المسار الثالث لثورة الشعب السودانى، أنه الثورة السودانية منذ أن اندلعت كان لابد أن تجد دعم من المواطنين المقيمين فى الخارج، لذلك قام أبناء الجالية السودانية بالقاهرة بعمل وقفة أمام السفارة السوادنية فى مصر لدعم الثورة السوادينة، لإيصال صوت السودانين إلى الإعلام الحر فى مصر بعد غلق الصحف فى السودان وعدم وصولهم إلى الحقائق تحت تهديد نظام البشير. وأضاف حماد، في تصريحات خاصة "لبوابة الوفد"، أن سبب خروج الجالية السودانية والتظاهر أمام السفارة السوادنية اليوم ، هو تعريف العالم بجرائم نظام عمر البشير ضد المتظاهرين السلميين، بعد أن وصل حتى الآن عدد الشهداء داخل مدينة الخرطوم وحدها أكثر من 300 شهيد و تجاوز عدد المعتقلين إلى الآن أكثر من 3000 معتقل فى جميع المحافظات السودان المختلفة، لافتًا إلى أن معظم المعتقلين صغار السن ومرضى ولم تتحح لهم السلطات السودانية تناول أى نوع من أنواع الدواء. وأشار منسق المسار الثالث لثورة الشعب السودانى، إلى أن وسائل الإعلام تم إغلاقها بشكل بكامل، حتى وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت، لافتاً إلى أن السوادنين الآن لا يستطيعوا التواصل مع أحد عبر العالم ، مشيراً إلى أن مع كل هذه المعاناة التى يعاني منها الشعب السودانى تجدد مطالب الشعب هو إسقاط النظام قبل العيش. وأكد حماد، أن هناك دعوات للتظاهر السوادنين فى جميع بلاد العالم أمام سفارتهم لتوصيل صوتهم إلى العالم كله، والتنديد بمجازر نظام البشير، مؤكداً أن هذه ثورة السودان ثورة شعبية خرجت من أجل الحرية والكرمة ودولة القانون وليس بمثل ما يقول البعض عنها أنها ثورة الوقود أو الخبز التى تحجب الحقيقة والتى تصف المتظاهرين بأنهم مخربين. وأوضح، أن النشطاء السياسيين تمكنوا من القبض على العناصر التى تقوم بحرق المصانع و الشركات والمؤسسات وترويع المواطنين وتبين أنهم يعملون فى الأمن السرى ، مؤكداً أن الثورة السوادنية ثورة مدنية ليس كباقى الثورات العربية التى حملت السلاح مثل ثورة ليبيا و سوريا . بينما أكد وضاح تابر منسق التحالف العربى من أجل دارفور ، أن التحالف العربى من أجل دارفور هى منظمة حقوقية تأسست فى 2008 تضم أكثر من 120 منظمة من 19 دولة عربية ، مشيراً إلى أن فكرة التحالف عندما تأسست كانت للتوعية بقضية دارفور فقط ، ولكن مع تطورات الأوضاع فى السودان تحول التحالف ليناقش جميع قضايا السودان . وأضاف تابر، أن بعد قرار الرئيس السودانى عمر البشير برفع الدعم عن الوقود ، خرجت المظاهرات فى جميع أنحاء السوادن، ليصبح التحالف يشمل جميع أنحاء السودان ، لافتاً إلى أن بعد المظاهرات التى خرجت رافضة الرئيس البشير وبعد استخدام الحكومة والسلطات الأمنية فى السودان السلاح وقتل المتظاهرين السلميين بالرصاص، قرننا الانضمام إلى المظاهرات هناك ومساعدة المتظاهرين حتى إسقاط نظام عمر البشير. وأضاف منسق التحالف العربى من أجل دارفور ، فى تصريحات خاصة " لبوابة الوفد " ، أنه تم تشكيل لجنة بالتنسيق مع جميع المنظمات الحقوقية داخل مصر ، لتعويض التعتيم الإعلامى الذى يحدث داخل السوادن لوقف جميع وسائل الاتصال سواء كان إعلامًا أو صحفًا أو الانترنت، لافتاً إلى أنه حاول الاتصال مع الحركات الشبابية داخل السودان لمعرفة ماذا يحدث هناك لتوصيلة إلى الرأى العام فى جميع أنحاء العالم إلا أنه فشل . وأشار تابر، أن نظام الإخوان المسلمين موجود داخل السودان منذ 24 سنة ويستخدمون العنف وإرهاب المواطنين بمثل ما حدث مع المصريين، موضحاً أن هذا الأمر أجبر السودانين على ترك السودان ومغادرة البلاد بسبب فشل الإخوان فى حكم السودان . وناشد جميع المنظمات والحركات الموجودة داخل مصر لمساند الثورة السودانية حتى تحقق مطالبها فى إسقاط النظام ومحاسبة المسؤلين عن قتل المتظاهرين ، موضحاً أن إذا لم يستجيب النظام إلى مطالب الثورة سوف تستمر الثورة ، لأن الشعب ليس له بديل الآن فى إسقاط النظام لفقرة الشديد ليعيش فى كرمة وإنسانية . وفى السياق ذاته قال سليمان سرى صحفى سودانى، أن ما يحدث فى جميع أنحاء السودان هي ثورة شعبية فى أعقاب اتخاذ الحكومة السودانية قرار برفع الدعم عن الوقود وبعض السلع الاستهلاكية الذى أثر فى عمليات نقل البضائع، مضيفاً أن هذه الأسباب أدت إلى ثورة لكافة الطوائف السوادنية، بدأت من طلاب المدارس الثانوية التى تصدت لها السلطات الأمنية بالرصاص، وأسفرت عن مقتل العديد و إصابة المئات، ليخرج بعد ذلك جميع أهل السودان سواء كان كبيراً أو صغيراً ضد الظلم الإخوان . وأضاف سرى ، خلال تصريحات خاصة " لبوابة الوفد " ، أن الحكومة السودانية أغلقت المدارس عقب خروج الطلاب منها فى التظاهر في 20 أكتوبر الحالى، مع استخدام العنف المفرط اتجاه المتظاهرين وقمع الإعلاميين والقبض على من يقول الحقيقة حيث يجبرون الصحفيين على تنفيذ تعليمات بالكتابة ضد الثورة . وأشار الصحفى السودانى، إلى أن الحكومة أجبرت الصحف السودانية على نشر بيان الشرطة الذى يصف فى المتظاهرين السلميين على أنهم مخربين، بالإضافة إلى بيانات الحزب الحاكم، وتشكيل لجنة لرقابة على الصحف السودانية وإغلاق كل من يقف بجانب الثورة السودانية، موضحاً أن معظم الصحف رفضت هذه القرارات وفى مقدمتها صحيفة الأيام السودانية وانضمت إليها صحيفة الجريدة و القرار. وأوضح أن الحكومة السودانية وأجهزة الأمن علقت إصدار هذه الصحف التى رفضت تنفيذ أوامر النظام إلى أجل غير ومسمى، لافتاً إلى أن الأمن يريد الضغط على الصحف بلغة معينة لذلك لجاء الصحفيين إلى الإضراب عن العمل حتى تعود حرية الكلمة والتعبير عن الرأى التى تنص عليها الدستور.