في مسعى الإخوان المسلمين لسرقة كرسي السلطة ومقادير دولة وشعب رفعوا شعار «الإسلام هو الحل»، وعلى نفس طريق الضلال والتضليل يتلون حزب النور كل يوم ألف مرة ليخطف مصر تحت شعار «الهوية والشريعة»، أما الوجه الآخر للخداع فظاهره ثورى وباطنه انتهازى ويهتف أصحابه: «لا لحكم العسكر» وسوف يعلو هذا الصوت تدريجياً ويتسع مداه أملاً من أصحابه في إبعاد الفريق أول عبدالفتاح السيسي عن سباق الترشح لرئاسة مصر مستغلين نقاء الرجل وتعففه.. والحكاية عن هؤلاء ليست حكم عسكر ولكن ليقين كثير من متشوقي المنصب أن الفريق السيسي ومنذ ثورة يوليو 1952 ومنذ رحيل الزعيم الخالد جمال عبدالناصر هو أول قائد مصري تلتف حوله الجماهير وتري فيه مستقبلها وأمانها، وقدخرج البعض علينا مؤخراً بنغمة أن رئيس مصر القادم يجب أن يكون ابناً من أبناء ثورتي 25 يناير و30 يونيو وأقول لمن في نفسه هوى إن من حق أي مواطن شريف أن يرشح نفسه لرئاسة مصر ولكن من العيب أن يفرش أحداً طريقه للرئاسة بالكذب والتلفيق السياسي.. وإذا صدقت النوايا وكنا أكثر صراحة وصدقا مع أنفسنا وأوطاننا فلنعلم أن اللواء عبدالفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية السابق قد قدم تقريراً دقيقاً لوزير الدفاع السابق محمد حسين طنطاوي في أكتوبر 2010 خلاصته أن الرئيس مبارك سيتم عامه الثالث والثمانين في 4 مايو 2011 ولتراجع حالته الصحية وتأثر حالته النفسية بعد وفاة حفيده فقد يعلن تخليه عن السلطة وأن البديل سيكون ابنه جمال مبارك.. وخلص التقرير المقدم من اللواء السيسي إلى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجيش مصر ليسوا قطع شطرنج يحركها من بيده خيوط ومقادير اللعب وأن الأمور لو أخذت هذا الاتجاه فسوف تلقي معارضة شعبية وعلى الجيش أن يأخذ جانب الشعب لمنع هذا السيناريو من التحقق، وحدث ما حدث من تزوير فاجر للانتخابات البرلمانية ثم كان التحرك الشعبي ما بين 25 يناير وحتى 11 فبراير الذي انتهي بسقوط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.. هذا هو عبدالفتاح السيسي الثائر والمصري المعجون بطين وعطر مصر.. هذا هو عبدالفتاح السيسي الثورى من الوريد للوريد.. هذا هو عبدالفتاح السيسي الذي قدر منذ اللحظة الأولي لتولي محمد مرسي الحكم بأن مصر قد اختطفت بليل وأن الدولة المصرية في طريقها للتفكك ليتم اختزالها في جماعة متخلفة الفكر دموية التاريخ.. وقد كان ولأنه المصري الثورى الصادق والحالم بمصر الجديدة الحره القوية فقد سبق الجماهير في تخوفه المشروع من جماعة الشر والخيانة ووقف إلى جانب الملايين في وجه نظام من أبشع الأنظمة استبداد وأخطرها على هوية مصر التي كان سيتم «أفغنتها وصوملتها».. وأقول لمن يتلصصون على مشاعر الناس بادعاء أنهم هم الثوار الأحق بحكم مصر إن الحكم ليس نزهة لمن أصابهم ملل الفراغ ولاهو شهوة لمن تتحكم بهم غرائز السلطة.. الحكم يا سادة في بلد مثل مصر وفي ظروفها الحالية مغامرة كبرى ومواجهة خطرة لأدق الظروف التاريخية وأقساها وتلك مسئولية لا يتحملها أو يقوى عليها إلا رجل يسهل عليه وضع حياته على كفه والسير في طريق يرى فيه سلامة وطنه غير عابيء بسلامته هو.. والسؤال: ماذا لا قدر الله لو فشلت ثورة 30 يونية؟.. كان الملايين سيعودون تحت وطأة القهر والإجرام الإخواني لبيوتهم بانتظار انتفاضة ثورية جديدة إلا رجل واحد كان قدره السير إلى حبل المشنقة وهو الفريق أول عبدالفتاح السيسي.. وأكاد أبكي وأنا أكتب هذه العبارة القاسية حين اتخيل صورتها، والحمد لله الذي أنعم على مصر وعلى القائد والثوري عبدالفتاح السيسي بأن نجحت الثورة وسقط حكم الإخوان ومع نجاح الثورة ارتكب الإخوان أحمق وأحط الجرائم بحق المصريين سالت على أثرها دماء ذكية من رجال الشرطة والجيش والمواطنين.. فما بالكم لو ما كانت ثورة 30 يونية قد فشلت.. هنا أقول لمن في نفوسهم هوي ولمن في قلوبهم مرض ارتقوا بمشاعركم الوطنية وأخلصوا النوايا من أجل هذا البلد ومن حق أي مواطن يجد في نفسه جدارة وشرف حكم مصر أن يترشح ولكن ليس من الشرف ولا الوطنية المتاجرة بشعارات من قبيل لا لحكم العسكر أو كمل جميلك ولا تترشح لإثناء الفريق السيسي عن الترشح لمنصب الرئاسة الذي أعلم يقيناً أنه لا يسعي إليه ولا يتمني ولكننا نحن الذين سنسعي ونتمني لأنه الثوري الوحيد الذي وقف خلف الملايين يوم 30 يونية وقاد الملايين يوم 3 يوليو وهو يعلم يقينا أنه أمام خيارين.. إما الحياة لمصر وإما الموت دونها.