كما كان قسم الصحافة بجامعة القاهرة هو القسم الرائد والناصح لإنشاء العديد من أقسام الصحافة بالعديد من الجامعات والكليات.. كنت أتوقع أن تصبح كلية الإعلام بجامعة القاهرة الكلية الأم التى ترعى وتقود كل كليات الإعلام حكومية وخاصة وتدفع بها إلى الأمام.. لأن مصر تحتاج بالفعل إلى مثل هذه الكليات التنويرية لتقود عمليات إصلاح المجتمع وتطويره.. خصوصاً فى الصعيد الذى يعانى بالفعل من شبه عزلة ويجب أن نأخذ بيده.. ونشجع أى يد تأخذ به.. وكفى ما عاناه الصعيد من عزلة وإهمال.. ولكن للأسف وجدنا غير ذلك، من الكلية الرائدة.. كلية الإعلام بجامعة القاهرة، التى هى الجامعة الأم التى خرجت من رحمها كل جامعات مصر الحكومية، بعد ذلك.. إيه الحكاية؟! إن فى مصر العديد من أقسام الصحافة فى معظم كليات الآداب.. وكليات التربية وأيضاً فى جامعة الأزهر.. وبسبب تزايد الإقبال على دراسة الإعلام نشأت عندنا عدة كليات للإعلام بالجامعات الخاصة. ولكن جامعة بنى سويف رأت أن تقدم خدمة تعليمية أكبر من قسم للصحافة،. فقررت إنشاء كلية للإعلام بها.. لتصبح أول كلية للإعلام فى الصعيد كله الذى به الآن جامعات: بنى سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا وأسوان. وخصصت جامعة بنى سويف إمكانيات هائلة لتخرج كلية الإعلام الجديدة على أحدث النظم التعليمية.. وتكلفت المبانى التى انتهت بالفعل وتم تسليمها «70» مليون جنيه منها «9» معامل للصحافة والعلاقات العامة والكمبيوتر والصوتيات.. بل منها أيضاً استوديوهان للإذاعة والراديو وآخر للتليفزيون تكلفت «12» مليون جنيه وهذه الاستوديوهات غير موجودة بنفس المستوى فى كلية إعلام القاهرة.. وأقيمت على أحدث مستوى أقامتها القوات المسلحة وشركة المقاولون العرب.. ولكن أين المشكلة؟! ببساطة عميد كلية إعلام القاهرة الدكتور حسن عماد مكاوى يحارب الكلية الوليدة فى جامعة بنى سويف.. بل ويطالب مسئولى الكلية الجديدة بتغيير الاسم!! وقالها صريحة: اختاروا أى اسم غير كلية الإعلام.. ليصير هو وحده عميداً للكلية الوحيدة الحكومية للإعلام.. بل عرفت أن الدكتور مكاوى يهدد باستخدام موقعه الإضافى كوكيل للمجلس الأعلى للصحافة بتأليب الصحفيين ضد هذه الكلية الوليدة.. بدلاً من أن يدعمها بالكفاءات العلمية..وبكل الخبرات القديمة التى تمتلكها كلية إعلام القاهرة. وهنا نسأل عميد إعلام القاهرة: لماذا لم يطلب هذا الطلب الغريب من «9» كليات خاصة للإعلام.. أم هو يستغل صفة أنه عميد كلية الإعلام الأم لكى يحتكر هذا الاسم للكلية التى يتولى عمادتها.. علماً أنه مهما طالت مسئوليته هذه فإنها سوف تنتهى.. وأقول للدكتور مكاوى: لقد ظللت عضواً بالمجلس الأعلى للصحافة حوالى «10 سنوات».. ولم نستغل أنا أو غيرى يوماً ما هذه العضوية.. بل كنت مقرراً للجنة وعضواً بلجنتين آخريين هما شئون الصحافة والشئون المالية والإدارية.. وكنا نخدم هذه المهنة الشريفة التى يجب أن تترفع عن أى أمور شخصية. أقول ذلك لأننى أعلم أن كلية إعلام بنى سوف تضم بين هيئة تدريسها أربعة من حملة الدكتوراه من إنجلترا وكندا وألمانيا وتم تعيين «25» عضو هيئة تدريس بها غير «11» عضواً فى الصحافة من كليات الآداب.. كما أن من يتولى عمادة الكلية الوليدة.. من أساتذة الإعلام المرموقين بل ورفض مرتين تولى منصب وزير الإعلام، هو الدكتور حسن على. والسؤال: عندما يتم إنشاء كلية للعلاج الطبيعى فى أى جامعة أو كلية للاقتصاد والعلوم السياسية.. هل اعترضت الكليات الأم فى جامعة القاهرة على ذلك؟ ونقول للدكتور مكاوى كان الأجدر بك أن تمد يد التعاون للكلية الوليدة لا أن تهددها.. خصوصاً ونحن نريد دعم الصعيد ومساعدته على مواجهة الانغلاق الذى يعانى منه كل الصعيد لكى تتحول الكلية الجديدة فى بنى سويف إلى منارة للتحديث والتنوير وتصحيح المفاهيم السائدة هناك، وأرجو من الدكتور مكاوى أن يتقبل كلامى كأحد خريجى الدفعة الثانية من قسم الصحافة القديمة بجامعة القاهرة!! وقع خطأ فى مقالى أمس عن الأخطاء التاريخية.. ورغم أننى كتبت المعلومة صحيحة وهى تصريح 28 فبراير 1922، إلا أن الزملاء فى التصحيح جعلوها 1992.. فهل هذا معقول.. أرجو أن يفيق الزملاء فى التصحيح حتى لا أضطر إلى أكثر من ذلك.