أشار الكاتب الأمريكى الشهير "توماس فريدمان" إلى أن ما استخلصه من القضية السورية المعقدة هو أن ما يحتاج إليه الرئيس الأمريكى للاستمرار فى القيادة، أكثر من مجرد مساعدة من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين"، مبديًا إعجابه بموقف الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين". وأكد "فريدمان" فى مقاله بصحيفة نيويورك تايمز" الأمريكية على أن اللاعبين الرئيسيين – فى رأيه – اللذان ساهما فى تشكيل النتائج التى نراها الآن فى الأزمة السورية هما الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والشعب الأمريكى، بينما بقى الرئيس "أوباما" فى الظل بالنسبة للطرفين، متسائلاً "ما دليل ذلك؟". وذكر الكاتب أن الانقسام الذى ظهر فى الرأى العام الأمريكى حول تصويت الكونجرس على ضرب سوريا من عدمه، ليس انقسامًا بين اليمين واليسار الأمريكى، بل بين القمة والقاع حيث إن التدخل فى سوريا كان مدفوعًا من قِبل النخبة والجدال حوله كان وسط النخبة. وأضاف:" رد فعل الأمريكيين منقسم إلى ثلاث فئات، الأولى لا تستطيع استيعاب لماذا السكوت على قتل كل هؤلاء السوريين فى الحرب الأهلية السورية أو الانتفاضة". وتابع قائلاً "الثانية، هم الأمريكيون الذين يفهمون جيدًا ما تعنيه الأمور عندما تصل للعالم العربى والإسلامى منذ 11 سبتمبر، وفشل أمريكا فى أفغانستان، والمغالاة الأمريكية فى ضرب العراق، بالإضافة إلى ليبيا التى استبدلنا فيها حاكم طاغية بحرب بين مجموعات عديدة من القبائل". وأضاف "فريدمان" قائلاً" أما الفئة الثالثة فهم الذين استقبلوا التدخل الأمريكى فى سوريا بسؤال "هل هذه مزحة؟"، ولا سيما أن الطبقة الوسطى تعانى، والفجوة بين الدخول تتزايد، ومعدلات البطالة ترتفع؛ وهنا يتساءل الأمريكيون: هل "سوريا" هو الأمر الطارئ الذى تطرحه الآن أمام الكونجرس؟ هل هذا هو الخط الأحمر الذى تريد أن تضعه؟". وعن الرئيس الروسى قال "فريدمان":" لو لم تتدخل روسيا بقترحها عن تخلى سوريا عن أسلحتها الكيميائية، فإن أوباما كان سيقذف سوريا إما دون إذن الكونجرس أو سينسحب نهائيًا من هذا الأمر، لذلك فإن "بوتين" أنقذ أوباما؛ لأنه شعر أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ حليفه الرئيس السورى هى بإنقاذ الرئيس الأمريكى". وشدد الكاتب على أن "العامل الأكبر فى تصرّف "بوتين" على هذا النحو هو رغبته فى أن يظهر بمظهر الرجل القوى والقائد الدولى الفاعل، وكلاهما يشبع غروره، والسؤال الآن "طالما أن بوتين فى صدارة المشهد والشعب الأمريكى فى الخلفية هل يمكن يساهم بوتين فى وقف إطلاق النار فى سوريا، وربما المساهمة فى إنهاء الأزمة النووية الإيرانية. واختتم "توماس فريدمان" مقاله قائلاً "على الرغم من شكوكى فى قدرة بوتين على إيقاف إطلاق النار بسوريا إلاّ أن الموضوع يستحق المحاولة".