معاناة يومية.. تكاليف إضافية.. سفر على مراحل.. أزمة متجددة يعاني منها آلاف المسافرين يوميا من الإسماعيلية إلى القاهرة ومحافظات الصعيد والعكس من المعتادين على السفر بالقطارات. توقف القطارات السريعة زاد من معاناة الموظفين فى الانتقال إلى أعمالهم وينذر بتفاقم الأزمة مع بدء العام الدراسي حيث سفر الطلبة إلى جامعاتهم ومعاهدهم بمحافظات القاهرة والوجه القبلي، الآلاف من مرتادي القطارات يوميا لجأوا إلى وسائل بديلة رغم ارتفاع الأجرة فى ظل ظروف معيشية صعبة ويتحملون عناء السفر على مراحل بسبب عدم وجود وسيلة مواصلات مباشرة تحقق الميزة التي كانت توفرها القطارات لكن الأزمة الواقعة لم تجعل لهم خياراً آخر غير تقبل الوضع القائم. المعاناة امتدت لتوقف الزيارات بين الأهالي في المحافظات المختلفة وخاصة محافظات الصعيد فلم تعد هناك وسيلة مباشرة للسفر من محافظات الإسماعيلية وبورسعيد إلى الصعيد بسبب توقف كافة قطارات الإكسبريس المتجهة إلى القاهرة ومحافظات الصعيد والقادمة منها. والأمر لم يقتصر على حركة الركاب فقط وإنما تزايد مع توقف حركة نقل البضائع والمحاصيل وأيضا نقل السجناء التي كانت تعتمد في المقام الأول على القطارات خاصة ما بين بورسعيد إلى الإسماعيلية ومنها إلى الزقازيقوالقاهرة.. وتقول مروة عبد الفتاح طالبة بكلية الحقوق جامعة الزقازيق «إن العام الدراسي على الأبواب ونستخدم القطار كوسيلة للسفر لأنها الأكثر أمنا والأرخص لكن مع توقف حركة القطارات القلق يساورها من السفر يوميا إلى جامعتها على الطريق البري خاصة أن الطريق يشهد يوميا حوادث متعددة بالإضافة إلى عدم تجهيز تلك الطرق وخطورتها من الناحية الأمنية، فضلاً عن حصاد هذه الطرق لكثير من أرواح الأبرياء. وتؤكد هند عبدالله «طالبة بالمعهد العالي للتكنولوجيا ببنها أن استمرار توقف القطارات مع بدء العام الدراسي سيؤدي لكارثة حقيقية في المواصلات العامة والتكدس المروري وقد يؤدي لشلل مروري تتوقف معه حركة الحياة بشكل عام. وتقول شادية زيدان –ربة منزل– إنها وأبناءها لم تتمكن هذا العام من زيارة أقاربها في الصعيد بسبب توقف حركة القطارات إلى القاهرة، وكذلك توقف جميع القطارات التى تربط بين الصعيد والقاهرة، وأنها إذا حاولت السفر بوسيلة أخرى سيكون أمراً مرهقاً للغاية وسيأخذ وقتا طويلا، فضلاً عن ارتفاع أجرة السفر. ويقول محمد الحكيم -مدرس- يعمل بإحدى المدارس بمدينة التل الكبير «على الأجهزة الأمنية وهيئة السكة الحديد تأمين خطوط سير القطارات بدلا من إيقافها. وتابع «ما الخطورة من تشغيل القطارات السريعة والإكسبريس إذا كانت قطارات (القشاش) تعمل بالفعل. وتساءل إن كانت هناك خطورة ستكون على جميع القطارات وليست على البعض. وأضاف إن السيارات أصبحت تتوقف أكثر من مرة على الطرق السريعة لتحميل الركاب، الأمر الذى يؤدى إلى إضاعة الكثير من الوقت وتأخر ميعاد الوصول، وتعطله عن أشغاله. ويقول علاء فايد رئيس اللجنة النقابية للعاملين بالسكك الحديدية في منطقة قناة السويس وشرق الدلتا إن حركة القطارات تعمل بجزء من طاقتها، إلا القطارات بدأت تدريجيا بالعمل بنسبة 90% تقريبا، حيث إن حركة القطارات بين مدن الإسماعيلية، والزقازيق، والسويس تعمل الآن دون توقف، بينما جميع القطارات المتجهة من وإلى القاهرة جميعها متوقفة الآن. وأضاف أن جميع القطارات الإكسبريس متوقفة وخاصة التى تصل بين وجه قبلى وبحرى، ما عدا قطار إكسبريس المتجه من بورسعيد إلى الإسكندرية هو الذى يعمل فقط، مشيرا إلى أنه قد تم تعديل مواعيد جميع القطارات التى تعمل طبقا لقرار حظر التجوال والذى يبدأ من 11 مساءً وحتى السادسة صباحا. وأكد أن التوقف الجزئى بحركة القطارات قد سبب خسائر كبيرة لهيئة السكك الحديدية على مستوى الجمهورية، وذلك بسبب الأوضاع الأمنية بالبلاد، موضحا استعداد جميع العاملين على استئناف العمل فور صدور قرار بعودة حركة القطارات لطبيعتها.