نظمت الرابطة العالمية لخريجي الأزهر ندوة بعنوان"الأزهر الشريف والتيارات المعاصرة" لطلبة جامعة الأزهر الوافدين بمدينة البعوث الإسلامية تحت رعاية الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس إدارة الرابطة. وبيَّن الدكتور محمد سالم أبو عاصي أستاذ التفسير وعلومه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر أنه ينبغي لطالب العلم الشرعي في مثل هذه الأيام التي تموج بالفتن والاضطرابات أن لا يميل مع الانتماءات والأهواء والعصبيات بل يجب عليه أن يجعل الشرع قائده وهاديه، لافتًا إلى أن الأزهر الشريف كان وما يزال ينطلق من شرع الله لا من هوى، ولا مجاملة ولا عصبية ولا مصلحة شخصية. وأشار أبو عاصي إلى أنه قد أُمر في الشريعة الإسلامية بالحوار لا بالصدام، والسلم لا بالحرب، والحب لا بالكراهية، وبالوحدة لا بالفرقة، مشيرًا إلى أن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع والمصالح. وأوضح أن الأزهر حينما دعا للحوار بين الأطياف المختلفة كان منطلقًا من الشرعية لا من منطلق منفعي، قال الله عز وجل" وجادلهم بالتي هي أحسن"، والجدال في لغة القرآن الكريم بمعنى الحوار، والشريعة الإسلامية دعت لقبول الآخر وكذلك التعايش مع أهل الكتاب يكون بالبحث عن القواعد المشتركة، ولذا كانت دعوة الأزهر للتوافق الوطني منطلقة من الشرع الشريف وفهمه. وشدد على أن الأزهر الشريف يقوم دوره على التصدي للأفكار المتطرفة، لا يكون بالوعظ فقط بل يكون بالعلم، فالدين علم من العلوم الطبيعية والأنسانية له قواعده وضوابطه. وفي ذات السياق.. أكد د. محمد عبد الفضيل القوصي نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة على أن مثل هذه الندوات التي تنظمها الرابطة تأتي في إطار توضيح وترسيخ المنهج الأزهر الوسطي المعتدل والهدف الأكبر للرابطة هو دعم القضايا الإسلامية والتصدي للأفكار الخاطئة عن الإسلام ونشر الفكر الأزهري الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال.