فقه التقية عند جماعة الإخوان هو أنهم يقولون عكس ما يتصرفون، ويظهرون غير ما يبطنون، الكلام عندهم شىء، والفعل شىء آخر، ليس لهم عهد، كذابون، منافقون غادرون إذا تحدثوا كذبوا، وإذا وعدوا أخلفوا، وإذا ائتمنوا خانوا، هم قتلة سفاحون، لا يؤمنون بالوطن، ولا بالحدود، من ليس معهم فهو عليهم، يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، يأمرون بالمعروف ويفعلون المنكر، يدعون الناس إلى فعل الخير ويفعلون الشر، هم طلاب سلطة وليسوا رجال دعوة. بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التى تعرض لها اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، هرعت جماعة الإخوان مخضوضة لتعلن براءتها من هذه الجريمة، وكادت تذرف الدمع فى إدانة مرتكبيها، وقالت ليس من طبعها الغدر، ولا من أسلوبها الاغتيال، وأن مظاهراتها سلمية لاستعادة الشرعية، ولا من طبعها إراقة الدماء، ويغمن عليها لما تشاهد دم كتكوت، وتسخسخ من رؤية إنسان مبطوح، فما بال القنابل المتكلفة مسامير وبارود، والسيارات المفخخة، والعمليات الانتحارية.. لا.. لا مش أسلوبنا،ولا من ديننا، ولا من تعاليم رسولنا، ابحثوا عن غيرنا، ياه ده عمل فظيع، والحمد لله حبيبنا وزير الداخلية كتب الله له السلامة، ده من عمله الطيب فى مطاردة الإرهابيين والقبض عليهم حتى تستقر البلاد، ويرتاح العباد من شرورهم، وسارت باقى التيارات الدينية على درب الإخوان، واستنكر السلفيون، كما استنكرت الجماعة الإسلامية محاولة اغتيال إبراهيم، وقالوا: دم، بالذمة دم، لا مالناش فيه، لا حول ولا قوة إلا بالله، احنا تبنا، وأنبنا، غفرانك ربنا وإليك المصير، مين السفاحين أولاد السفاحين اللى عملوها دول، طيب لوشفناهم هانبلغكم.. قال دم قال، احنا بنكره الدم، وبنخاف نتبرع بيه لأننا أصلاً ما عندناش دم. وفى هذا اليوم يوم محاولة اغتيال وزير الداخلية لم تغمض جفون قيادات الإخوان المسجونين على ذمة جرائم قتل، وتحولت العنابر الى سرادق عزاء على الشاب «سيد» الذى لقى مصرعه فى جريمة محاولة اغتيال وزير الداخلية، وحزن على بتر قدم الشاب فارس وكف مساعد الشرطة، وعلى الضباط والمواطنين الذين أصيبوا فى الحادث، وقرروا كتابة رسالة اعتذار إلى أهالى شارع مصطفى النحاس على الترويع الذى سببته لهم القنبلة الضخمة التى انفجرت فى موكب وزير الداخلية، ورفض الإخوانيون كفكفة الدموع، وتركوها تسيل على خدودهم، وهم يقولون ياحبيبى يا إبراهيم، ياوزير داخليتنا، ياضابط أمننا فى بلدنا، كنت هاتسيبنا لمين يا إبراهيم، سلامتك يا غالى، ونهنه البلتاجى، وقال آسفين ياريس، فلكزه المرشد وقال له بلاش ليفكروك عاوز مبارك يرجع، وارتفع ضغط دم بديع، وقال حجازى أنا عاوز أموت، ولازم أموت لو مسامحنيش معالى الوزير، أنا عارف إنه راجل بدليل أنه جابنا هنا برابطة المعلم، وقال البرنس هو صحيح احنا هنا ليه، ورد عليه أبوإسماعيل السؤال ده مهم. «التقية» اشتغلت وقبل أن تجف الدماء التى سالت فى شارع مصطفى النحاس خرج الإخوان فى مظاهرات هزيلة باهتة تبدو عليها علامات موت الجماعة، أنفار هنا وهناك، وفى بعض المحافظات لكنهم كانوا يحملون السلاح وفكر «التقية» كانوا يهتفون شمال يمين هانجيبك يا إبراهيم، لسه ماشفتش حاجة ياهيمة!!، الإخوان ظهروا على حقيقتهم فى المظاهرات واعترفوا بأنهم وراء محاولة اغتيال وزير الداخلية، وأنهم لن يتركوه، وهايجيبوه، وتبين ان كل الإدانات السابقة هى من فعل التقية، أسفخس عليكم!