نحن أمام مشهدين مختلفين لأسلوب رد الجميل للشعب المصري العظيم.. مشهد يمثل النخوة والعزة والكرامة والانصياع لأوامر هذا الشعب المحترم.. ومشهد آخر يمثل الخسة والنذالة والانتهازية والمؤامرة عليه والإساءة إليه.. المشهد الأول مثلته القوات المسلحة التي انحازت إلي الشعب حين أمرها في ثورة 30 يونية بوقف انهيار الدولة وأخونتها.. وكانت الاستجابة في 3 يوليو حين أعلن الفريق عبدالفتاح السيسي خارطة الطريق الجديدة بالاشتراك مع الأزهر والكنيسة والقوي الوطنية المختلفة التي تبدأ بإعداد الدستور والاستفتاء عليه ثم إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.. انحاز الجيش ولب نداء وأوامر شعبه.. وكان بإمكانه في هذا التاريخ ان يجلس مع مرسي وزبانيته ويفرض كل طلباته وشروطه عليه وكان سيستجيب لانه أصبح في موقف ضعف بعد أن تخلي عنه الشعب والقضاء والجيش والشرطة.. ولم يعد معه غير أهله وعشيرته وبعض المخدوعين والمغرر بهم من اتباع جماعة المجرمين والمتأسلمين.. انحاز الجيش إلي الشعب ووضع نهاية لحكم الإخوان الذين خططوا لاحتلال الوطن 500 عام كما قال مرسي للفريق السيسي.. لقد كان المشهد الشعبي في 30 يونية و3 يوليو و26 يوليو مشهداً تاريخياً رائعاً تلاحم الشعب والجيش والشرطة في شكل غير مسبوق في تاريخ الوطنية المصرية.. تلاحم وحب وعزة وكرامة وانتماء بين شعب أمر وجيش استجاب ولبي النداء والأمر لكي ترجع مصر إلي أهلها المشهد المقابل لهذا التلاحم الشعبي مع الجيش والشرطة.. هو مشهد الخسة والندالة والمؤامرة والإرهاب الذي قامت به الجماعة خلال عام من حكمها حتي كان مشهد النهاية في 30 يونية.. حين انتفض الشعب ضد هذا التنظيم الدولي «تتار العصر» الذين قتلوا وأحرقوا وروعوا المواطنين وهدموا المنشآت ودور العبادة ودنسوها.. تتار العصر ناكرو الجميل لمصر وشعبها صمدوا 80 عاماً منذ عام 1928 نشأة الجماعة حتي قيام ثورة 25 يناير.. بعد خروج مبارك من الحكم وتولي المجلس العسكري إدارة شئون البلاد.. ضغط الإخوان من أجل السيطرة علي مفاصل الدولة وأخونتها.. فبدلا من البدء بعمل دستور جديد للبلاد تم الاستفتاء علي تعديل 8 مواد من دستور 1971 في 19 مارس 2011.. ثم إصدار إعلان دستوري تم بموجبه إجراء انتخابات مجلسي الشعب والشوري بالقائمة والفردي ولكن بضغوط إخوانية لابتلاع المجلس ثم السماح للأحزاب بالمنافسة علي المقاعد الفردية.. والتي أدت إلي صدور حكم المحكمة الدستورية ببطلان مجلس الشعب وأصبح هو والعدم سواء.. بسبب استعجالهم ولهفتهم في السيطرة علي مفاصل الدولة.. ورغم إعلانهم عدم ترشيح أحد منهم للمنافسة علي الانتخابات الرئاسية.. تراجعوا بعد حل مجلس الشعب ورشحوا خيرت الشاطر رئيسا وعندما رفض لأسباب قانونية رشحوا «الاستبن» محمد مرسي لينجح في انتخابات الإعادة بعد وقوف قوي شعبية وسياسية إلي جانبه. الشعب وقف إلي جوار الإخوان منذ قيام ثورة يناير في انتخابات مجلس الشعب والشوري والانتخابات الرئاسية والاستفتاء علي الدستور.. حصلوا علي أغلبية في مجلس الشعب وكذلك الشوري وحصلوا علي كرسي رئيس الجمهورية وبدلا من رد الجميل لهذا الشعب المعطاء.. راحوا يغرزون مخالبهم في جسد الوطن والشعب من أجل السيطرة والاستحواذ.. لم يعملوا من أجل صالح الشعب ولكن عملوا من أجل زرع عناصرهم في المحليات وفي وزارة الشباب ووزارات الأوقاف والمالية والكهرباء والتربية والتعليم والتعليم العالي والمحافظات.. ناكرو الجميل أمهلهم الشعب عاماً كاملاً من أجل ان يعطوه أملا.. ولكن حرصوا علي الكذاب وإنكار الواقع حتي أوشكت الدولة علي الانهيار.. وكانت ثورة 30 يونية وبدلا من الانحياز إلي الشرعية التي منحها الشعب لهم من خلال صناديق الانتخابات.. راحوا ينكرون الثورة وينكرون ما يرونه بأعينهم من خروج الشعب.. فشلوا في إدارة الدولة وتمسكوا بأوهامهم في إما يحكمونا وإما يحرقونا.. وكانت المؤامرة في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر.. دعوات لحرق الوطن وتدمير الجيش والشرطة.. كان بإمكانهم الاعتراف بالواقع والدخول في المعترك السياسي مرة أخري .. وكان بإمكان مرسي ان يعود رئيسا مرة أخري لو طرح نفسه في استفتاء شعبي مبكراً كما كانت المطالب الثورية.. ولكنه الوهم وإنكار الواقع وعمي القلوب الذي سيطر عليهم وحزبهم في مقتل حتي أصبح هناك كراهية شعبية لكل ما هو إخواني. التنظيم الإخواني الإرهابي الإجرامي يستعدي العالم وخاصة أمريكا والاتحاد الأوروبي علي الشعب والجيش من أجل ان يعيدوا مرسي.. ولكن عمي القلوب سيطر علي قيادات أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا بحيث إنهم ينكرون واقع ان الشعب قال كلمته ولن يعود التاريخ إلي الوراء. مرسي أصبح ماضياً ولن يعود رئيسا مرة أخري حتي ولو تحالفت قوي الشر والشيطان في العالم.. فالفاشلون لا يحكمون مرتين حصل علي فرصة وفشل وكان الأشرف له ولجماعته ان يعودوا إلي الشعب ليقول كلمته سواء بإقصائهم أو تجديد الثقة فيهم.. ولكنهم لجأوا إلي طريق الشيطان أشعلوا النيران وفجروا سيناء وأحرقوا الكنائس والمساجد وقتلوا الجنود وعذبوا أفراداً من الشرطة ومثلوا بجثثهم.. حرقوا أقسام ودواوين المحافظات والمتاحف وكلية هندسة القاهرة.. ردوا الجميل للشعب الذي انحاز إليهم فقتلوه وأهدروا دمه.. والآن يطالبون بتدخل عسكري أمريكي أوروبي في مصر لإعادة مرسي وجماعته.. ولكنهم فشلوا وسيفشلون لان مصر دولة كبيرة يصعب سرقتها. مبروك مصر عادت إلي شعبها بعد ان فشل مرسي وعصابته في سرقتها لمدة عام كامل.. الشعب قال كلمته فاستجاب الجيش والشرطة لأوامره وإرادته.. ولكن المتأمرين لن يهدأ لهم بال ولن يستسلموا بسهولة لأنهم يديرون معركتهم الأخيرة معركة البقاء أو الفناء الذي سيتحقق لهم آجلا أم عاجلا.. حجم المؤامرة كبير لا يعلم مداه إلا الله لانهم يريدون زعزعة الأمن القومي.. مخابرات أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا يخططون لإحداث تفجيرات في مواقع حيوية بالبلاد في الكباري ومحطات الكهرباء والمياه والطرق والمصانع وتجمعات المواطنين والمترو والسكك الحديدية.. مستخدمين كلابهم داخل البلاد من ضعاف النفوس التابعين للجماعة والمغرر بهم علي الجيش والشرطة ألا تأخذهم رحمة من الإرهابيين والمخططين لهم.. لابد من مواجهتهم بكل شدة وقوة وحسم فلن تحكمونا ولن تحرقونا. حفظ الله مصر