قال الكاتب السعودي طارق الحميد إن تطاول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على شيخ الأزهر الشريف، وإمامه الشيخ أحمد الطيب، لا يمكن النظر إليها على أنها موقف سياسي وحسب، بل هي أكبر من ذلك. وقال في مقاله اليوم في صحيفة الشرق الأوسط إن "تعريض أردوغان بالأزهر لا يمكن فصله عن النهج الإخواني ككل والساعي للتشكيك بالمؤسسات والقيادات، مشيرًا إلى أن المنهج الإخواني منذ تأسيسه هو هدم المؤسسات السياسية بهدف نقض الاستقرار السياسي، وهدم المؤسسات الدينية بهدف نقض الشرعية الدينية للدولة". وأضاف أن "تطاول أردوغان على الأزهر، وشيخه، يأتي في إطار هذا المنهج الساعي لتشويه كل مخالف للإخوان، فعندما لمس أردوغان أن انتقاداته لم تؤثر في الجيش المصري، سعى للتطاول على الأزهر وشيخه، حيث استوعب أردوغان أن مصر الجديدة تسعى، وهذا هو الصحيح، لإعلاء مكانة الأزهر الذي سعى الإخوان لتهميشه، خصوصا بعد أن قال الفريق أول عبد الفتاح السيسي إن "الأزهر هو المرجعية الدينية في مصر، ولن يتم مجابهة الإرهاب والتطرف، إلا عندما يوضع الأزهر فوق رؤوسنا، قاصدًا التقدير والاحترام". وأوضح "هنا تنبه أردوغان للمزاحمة الدينية والسياسية في مصر، دينية تصدى لها الأزهر، وسياسية نظمها الجيش، ولذا سعى أردوغان لتشويه سمعة الأزهر، بعد أن ثبت صمود المؤسسة العسكرية". وأكد رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط السابق أن "تطاول أردوغان على الأزهر هو من صميم المنهج الإخواني القاضي بتقويض الشرعية الدينية والسياسية، سواء بمصر أو غيرها، ولذا نرى، مثلا، الحركيين في السعودية لا يفوتون شاردة أو واردة إلا ويتعرضون فيها لهيئة كبار العلماء". واختتم الحميد مقاله قائلًا :" خلاصة القول هي إن "تطاول أردوغان على الأزهر وشيخه ليس شطحة من شطحاته المعهودة، بل إنها من صميم مخطط الإخوان الساعي لتدمير مؤسساتنا، وتشويه سمعتها".