في مقال تحليلي، عرضت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية خمسة أسباب تؤكد أن ثورات الربيع العربي لم تفشل حتى الآن وأنها ما زالت في طريقها لتحقق ما اندلعت من اجله: وهو الحرية والديمقراطية الحقيقية. ومضت الصحيفة تقول ان السبب الاول هو ان القلبلية والعصبية الحزبية أو الأيدلوجية لم تبلغ ذروتها في بلدان الربيع العربي، فالأفراد داخل قبيلة او عشيرة ما قد تطورا من ولائاتهم ويمكنهم الآن تحدى أي أشكال تقليدية للسلطة بصورة لم تكن موجودة من قبل، لافتة إلى أن تعدد العناصر تسبب في تآكل الولاءات القبيلة العمياء. وأوضحت الصحيفة أن السبب الثاني هو تضاؤل نفوذ الإسلام الراديكالي إن لم يكن هذا النهج في طريقه إلى الزوال بعد إنتفاضات الربيع العربي، موضحة أن هذا الإتجاه مفارق لأن الإسلاميين يتمتعون بالولاء الشعبي الكبير، رغم ان الإسلاميين في مصر وتونس ازدهروا فقط في جانب المعارضة وفشلوا في الحكومة. وأشارت الصحيفة أن الإتصال بالغرب عامل مهم من نتاج الربيع العربي، فتأثيرات العولمة غيرت المواقف تجاه الغرب، فالشعوب الآن باتت على اتصال مادي وعملي بأوروبا والولايات المتحدةالأمريكية بطريقة لم تحدث من قبل. ولفتت الصحيفة إلى خير دليل على انتعاش الربيع العربي هو ظهور الجماعات والاحزاب التي كانت من قبل مضطهده بشكل كبير لكنها الآن تتمتع بنجم ساطع، فالأقليات النسائية والدينية مثل المسيحية بات لهم وجهات سياسية يمكن التعبير عنهم من خلالها وبات لكل منها ممثل في المجالس التشريعية والتنفيذية. وانتهت الصحيفة قائلة أن دول الربيع العربي تغيرت ولم تفشل بعد ان انخفض الدعم من جانب اوروبا والولايات المتحدةالأمريكية للانظمة التي لا تمثل الشعوب، فمواقف أمريكا اوروبا تغيرت كثيرا. ونوهت الصحيفة إلى أنه في السابق، أي طاغية او مستبد في المنطقة كانت محور إستراتيجي للمصالح الغربية، لكن الآن قواعد اللعبة تغيرت، فمن يسيئ إلى الشرعية الشعبية بات لا يحظى بدعم من واشنطن او لندن او باريس، وهذا بات واضحا من خلال إلغاء امريكا لبعض المساعدات العسكرية للجيش المصري الذي بات يعول على دول الخليج.