تحت عنوان "محاكمة نظامين في مصر" مبارك والإخوان" بتهم القتل هي كناية عن أين وصلت مصر في ظل الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش" ، نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية مقالا للكاتب " بيتر بيامونت". وقال الكاتب إنه في قاعة محكمة واحدة، في أكاديمية الشرطة في القاهرة الجديدة على مشارف شرق العاصمة القاهرة المترامية الأطراف ، أقيمت محاكمة يوم الأحد لنظامين والتهمة واحدة وهى قتل المواطنين . فقد عقدت جلستان إحداهما لمحاكمة مبارك ورموز نظامه ، والثانية لمحاكمة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ونائبيه. ورأت الصحيفة أن هذه المحاكمات دليل واضح على ما وصلت اليه من مصر من حالة عدم الاستقرار تحت حكومتها الجديدة المؤقتة المدعومة من الجيش ، حيث تتواجد السلطة الحقيقية مع الجيش وقائد القوات المسلحة عبد الفتاح السيسي. ويبدو أن تلك المحاكمات ذات شأن سياسى أكثر ما أن تكون عملية قضائية بحتة. ففي إشارة واضحة من الثقة قام الجيش في نهاية هذا الأسبوع بتخفيف حظر التجول ليلا وقدم رؤية حول المسودة الأولى من التعديل الدستوري المقترح تضمنت إلغاء الإضافات الإسلامية التى أدخلها الإسلاميون في العام الماضي على الدستور ، وكذلك إلغاء مادة العزل السياسى ، بما يسمح لرموز نظام "مبارك" بالعودة للعمل السياسى. وجاءت جلسات الاستماع يوم الأحد وسط موجة من الحملات الجديدة ضد الناشطين والشخصيات السياسية. وقالت الصحيفة أن المشهد الخاص بمحاكمة مبارك أشبه بالهزلى ، حيث تم الإفراج عن مبارك ، وبعدها تم وضعه تحت الإقامة الجبرية، ولا أحد يفهم ما يدور وما إذا كان النظام القديم يعود إلى الساحة مرة أخرى . فقد طلب محامو "مبارك" و المتهمين الأخرين فى قضية قتل المتظاهرين شهادة الجنرال "السيسي" صاحب، السلطة الفعلية في مصر حاليا، حيث كان رئيسا للاستخبارات العسكرية في ذلك الوقت. فى الوقت نفسه غاب المرشد محمد بديع، ونوابه، خيرت الشاطر ورشاد بيومي عن المحكمة لأسباب أمنية. وأوضحت الصحيفة أن لا أحد فى مصر ولا خارجها يتوقع ما ستنتهى إليه تلك المحاكمات ، وهى تعبر عن الحالة الضبابية التى وصلت إليها البلاد .