قبل أن تتعاطف مع «المعزول» وجماعته،لا تنسى أن محمد مرسى، حاول ابتلاع الوطن،فى جوف مكتب الإرشاد، بلا خجل،ولاخوف،ولاحتى وازع من ضمير!! قبل أن تأخذك الشفقة على حال الإخوان،تذكرأنهم أصحاب نظرية،التمكين،والهيمنة على مقدرات الوطن،من أجل تحقيق مشروع،سياسى،بغطاء دينى،وأنهم استغلوا الثورة الشعبية التى اندلعت يوم 25 يناير، للاستيلاء على السلطة،فى أكبر عملية،تزوير شهدتها مصر،تحت مسمى: الثورة،والدين،والحرية!!عليك بإستعادة مرحلة حكم محمد مرسى، كاملة غير منقوصة،بكل جرائمها، قبل أن تتجه نيتك للهجوم على جيشك،الذى أنقذك من مصير مظلم،وقام باللحاق بآخر عربة، فى قطار الدولة المصرية، لإنقاذ المسيرة،من الفاشية، والتكفير السياسى والدينى، وإيقاف عملية بيع مصر مقابل مليارات الدولارات، التى كانت ستدخل حسابات التنظيم الدولى، الذى لا يؤمن أعضاؤه المصريون بفكرة الوطن، وكانت عملية البيع تتم علناً، فى أشهر مزاد سياسى، فى تاريخ الدول خلال العصر الحديث،ولم يكن سراً أن الصفقة التى ترعاها الولاياتالمتحدة، كانت ستقوم بتغيير، الحدود،وبتقطيع روابط الدولة المصرية،على الخريطة، وفوق الأرض!!. هل مازلت متعاطفاً معهم؟إذن عليك أن تتذكر إعلان مرسى الدستورى، الذى كاد أن يقول فيه «أنا ربكم الأعلى» وحصل من خلاله على كل السلطات، ونسى أنه رئيس منتخب، لا يجوز له أن يتحدث عن سلطات مطلقة، فقد كان من المفترض أن يمثل إرادة ناخبيه، وليس إرادة جماعته وأهله وعشيرته!! كان الإعلان الدستورى الذى أصدره مرسى هو الإنقلاب الحقيقى على الثورة والوطن والتعددية والديمقراطية، لأنه أصدر قراراً بليل يستهدف منه وضع الوطن فى جيبه لحساب جماعته، فإذا كان الإخوان يسمون مساندة الجيش للأغلبية الكاسحة من المصريين الذين خرجوا يوم 30 يونيو إنقلاباً، فمن باب أولى أن نطلق نحن على ماحدث فى نوفمبر 2012 عند إصدار مرسى لإعلانه الدستورى «الانقلاب الحقيقى»!! هل تريد مزيداً من التوصيف لمرحلة الإخوان الفاشية، التى قاومناها سوياً وكنا نسميها وقتها: «عملية الاستيلاء على مصر» لصالح التنظيم الدولى.. تعال نتذكر: تذكرماحدث عند قصر الاتحادية، عندما استخدم أنصاره العنف فى مواجهة المتظاهرين، بل واستخدموا السلاح، وسقط أبرياء كثيرون، من الجانبين ليست أغلبيتهم من الإخوان كما روجت الجماعة عندها قال الرئيس المعزول، كلاماً خطيراً،حول القبض على المجرمين،وقال: «إن 80 من المقبوض عليهم اعترفوا بذلك وسوف تكشف ذلك تحقيقات النيابة قريبا والتى ستعلن نتائجها فى أقرب وقت وسيتم سرد الوقائع بالكامل وممولى هؤلاء الممارسين للعنف سواء كانوا فى الداخل أو فى الخارج»!! ثم نكتشف أن الذين تم القبض عليهم أبرياء،وكانوا متظاهرين مسالمين ،وبينهم معارضون أقوياء لحسنى مبارك،وكل رموز الاستبداد، ولكن الرئيس المعزول لم يرهم، بل رأى جماعته، واستمع إليها،وأعلن تحويل المعارضين للنيابة، فقط، لأن شباب جماعة الإخوان المسلمين قبضوا عليهم، ولم ينبذ العنف، ولا ميليشيات جماعته، ولا حتى أشار إليها، بل لم يقل لنا من الذى أعطاهم سلطة القبض على الناس، وماهو مصدر الضبطية القضائية، التى انتزعوها رغماً عن الدولة، ومؤسساتها !! تذكر أيها المواطن المصرى الصالح.. عدم رغبة الجماعة التى كانت تحكم البلاد، فى الانصهار داخل الدولة المصرية..وقد قلنا لهم مراراً أن هناك فارقاً بين الدولة والنظام..فالتيارات السياسية المصرية الأخرى،بما فيها صانعو الثورة،كانوا يصرون على تغيير نظام مبارك،وإسقاطه،مع الحفاظ على هوية الدولة المصرية،لكن الإخوان كانوا يزيدون عليهم طلباً آخر، فلم يكفيهم إسقاط النظام، ولكنهم منهجياً كانوا ،ومازالوا، يريدون إسقاط الدولة نفسها، ويرغبون فى تغيير هويتها وأسسها،ليبدأوا فى تشكيل دولة جديدة بهوية مختلفة،وهذه المنهجية تجعل الجماعة فى حالة صدام مستمر مع أركان الدولة السياسية الإقتصادية بل والدينية الرسمية !! ولاتنسى وأنت تتذكر مرحلة مرسى أن تسأل نفسك سؤالاً: ماهى تهمة المسئول الذى يقول لقواته المسلحة التى تم خطف سبعة من جنودها» يجب حل الأزمة وإنهاء الجريمة، مع الحفاظ على أرواح الخاطفين والمخطوفين؟! يا نهار إسود، نهار «حالك» السواد، مثل ليل القاهرة فى ظل حكم الإخوان!! هل وصلنا إلى هذه الدرجة؟ رئاسة الجمهورية تطلب الحفاظ على أرواح الخاطفين؟ هل لديك شك فى وجود تواطؤ، ومشاركة صامتة فى الجريمة!! هل كنت تتخيل أن تقول مؤسسة الرئاسة كلاماً بهذا المعنى فى دولة، تواجه عبر تاريخها، مؤامرات تستهدف جيشها، وقدراتها العسكرية،واستقرارها، وتماسكها ، ووحدة أراضيها؟هل كنت تتصور، أن تعيش لليوم الذى تسمع فيه المتحدث بإسم الرئيس المعزول، وهو يقول هذا الكلام الفارغ، الذى يعنى أن هذا البلد كان قد سقط فى براثن، من لايفهمون، ولايعرفون، ولايدركون، أن الوطن أهم من جماعتهم، وقيادتهم،ومكتب إرشادهم، وأهم من تحالفاتهم المشبوهة مع جماعات إرهابية، استوطنت سيناء، وحولتها إلى بؤر قتل وذبح وتفجير وخطف، بمساعدة الأهل والعشيرة، وبتمويل التنظيم الدولى للجماعة التى تريد مصر راكعة،بلا جيش، ولاقوة، ولامؤسسات!! قبل أن تتعاطف مع المعزول تذكر أن الرئيس الذى لايريد الخضوع لمصالح الدولة المصرية، الرئيس الذى يرغب فى العمل بمنطق السمع والطاعة لمكتب الإرشاد، لا يجب أن يظل فى منصبه،لأن الدولة الوطنية المصرية، لاتقبل ازدواج الانتماء!!