كصديقه البشرى، انهار «العوا» وفضح «نضاله» الزائف الذى كان من أجل جماعته الفاشية وتنظيمها الدولى، رغم أن بعض السذج انخدعوا فيه، وحفر هو بنفسه قبره السياسى بمبادرته المكشوفة، فهو لايزال يحلم بعودة «المعزول» فى خيانة لثورة 30 يونيو الشعبية التى كان أول مطالبها إسقاط مرسى وجماعته!.. والأغرب أنه يحلم بأن يكون المرشد القادم للإخوان على جثث المصريين!
«العوا» الذى لدينا وقائع مسجلة تكشف تاريخه الحقيقى، ومنها أسرار خلافاته الحادة جدا بينه وبين منتصر الزيات، ومعروف أن العوا امتهن الدفاع عن أعداء الوطن ومنهم الجاسوس الإيرانى وخلية حزب الله الإرهابية التى هربت خلال ثورة يناير وقيادات التنظيم الدولى «الإخوانى»، ولن نسأل عن الأتعاب المعقولة.. لكننا نسأل الآن كل المدافعين عن هذا «العوا» ما رأيكم فى موقفه الآن؟ وتذكروا أنه حتى ابنته رفضت التصويت له فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة! معروف أن محمد سليم العوا أحد العقول القانونية لجماعة الإخوان المسلمين، ورجلها الأول فى الدفاع عنها فى العديد من القضايا، يدرجه البعض أحيانا تحت خانة مفكر لما له من كتابات عديدة فيما يخص الإسلام والقضاء فى الدولة المصرية، العوا واحد ممن كان ينظر إليهم كقامة فى الفكر والثقافة تحب الوطن وتعمل من أجله، تعاطفنا معه فى عصر مبارك، حتى وقعت ثورة 30 يونيو ليسقط القناع ويكشف العوا عن وجهه الإخوانى القبيح، ولنكتشف أن سنوات النضال كانت مسخرة لخدمة مصالح فصيل جماعة الإخوان فقط لا الوطن المصرى! ولد بالإسكندرية من أب تمتد جذوره إلى الشام، أحد المرافقين لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان. عمل «العوا» مستشارا سياسيا وقانونيا للجماعة منذ عقود طويلة وحتى الآن، التى كانت تستعين به فى العمليات الفيصلية الكبرى بشكل متخف، وحتى اشتعلت خلافات حادة بينه وبين مرشد الجماعة الأسبق «مأمون الهضيبى» وهى ما منعت العوا فترة من الوجود مع الجماعة، ولكن عندما توفى الهضيبى سرعان ما عاد العوا إلى أحضان الجماعة ليتولى هذا المنصب حتى الآن. ذاع صيت العوا بين العامة من الناس لمواقفه المتكررة من الدفاع فى العديد من القضايا التى كانت تنظرها المحاكم المصرية فى نشاطات الإخوان وإن كان أبرزها قضية النقابات الشهيرة عام 2000 التى ترجع وقائعها بعد صدور حكم استئناف القاهرة بإلغاء الحراسة على نقابة المحامين وإفساح الطريق أمام إجراء الانتخابات فيها، والتى تم على أثرها تحويل 20 محاميا إلى المحاكمة العسكرية، أيضا دفاعه فى قضية حزب الله عام 2009 التى اتهم فيها 26 متهما تختلف جنسياتهم بين مصريين وفلسطينيين وسودانيين ولبنانيين، والتى كانت تنظر فى محكمة أمن الدولة العليا طوارئ، ويرجع ذلك لمرافعته العصماء التى استمرت لمدة أربع ساعات أقل ما وصفت به وقتها بالتاريخية، أيضا دفاعه فى نفس العام عن قضية التنظيم الدولى للإخوان، وكان المتهمون فيها الداعية السعودى عائض القرنى ووجدى غنيم ورجل الأعمال المصرى إبراهيم منير، ود.أشرف محمد عبدالحليم أمين عام مساعد نقابة الأطباء المصرية، وكانت التهم الموجهة إليهم غسيل الأموال وتمويل جماعة محظورة داخل البلاد. عقب الثورة قام العوا بالدفاع عن سيد قاسم الحسينى الدبلوماسى الإيرانى، المتهم بالتجسس والتخابر لصالح دولة أجنبية بما يضر بالأمن القومى للبلاد، بتكليف من طهران بعدما قبض عليه بأجهزة تجسس غير مسموح بدخولها البلاد، وكان يقوم بجمع معلومات اقتصادية وسياسية وعسكرية عن مصر. ثم عين فى المجلس الاستشارى المصرى الذى شكله المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومع أحداث مجلس الوزراء العنيفة استقال عدد كبير احتجاجا وبقى العوا بناء على رغبة ومصلحة جماعة الإخوان. العوا كان أحد دعاة الفشل الإخوانى والدموية من الإعلان الدستورى الفاشى وحتى جرائم القتل والتعذيب وشارك فى التغطية على قضائه، وكان لديه ملف مهم كمستشار للرئيس هو العدالة الانتقالية ولم يحقق أى إنجاز فيه! وقف العوا موقف المتفرج ولم ينطق ببنت شفة، صمت يدل على انصياعه التام للجماعة، وعدم القدرة على معارضتها أو اتخاذ موقف عادل كما كان يدعى، لم يستقل من منصبه كمستشار للرئيس، بل كان حاضرا دائما ومستجيبا لكل جلسات الحوار الوطنى الوهمية التى دعا إليها المعزول غير المأسوف عليه. وعقب ثورة 30 يونيو وما تبعها من تفويض للجيش فى 26 يوليو ومع السقوط المدوى لجماعة الإخوان، ظهر علينا العوا بثوب جديد «ثوب المصالحة الوطنية» ثوب الثعلب الذى يريد النجاة بجماعته مع إشارة المرشد ليضمن لجماعته السوداء خروجا آمنا، من خلال مبادرة تشكيل حكومة مؤقتة يكون لها كامل صلاحيات رئيس الجمهورية، لتفتح باب الجدل حول ما يدور داخل أروقة جماعة الإخوان المسلمين بعد الرفض الشعبى الواسع الذى ظهر فى الميادين أكثر من مرة. المبادرة ما هى إلا طوق نجاة لجماعة الإخوان المسلمين التى تيقنت من هزيمتها أمام الزلزال الشعبى المصرى الرافض لها ولسياستها الفاشية، ومن ثم تريد قيادات الجماعة الخروج الآمن دون أى محاسبة لها مستغلة فى ذلك دماء شبابها القادمين من المحافظات فى لعبة سياسية رخيصة لا تهدف سوى إلى خروج قياداتها رغم يقينهم أن عودة مرسى للحكم لم يعد فيها نقاش. تأييد بعض الشخصيات مثل المستشار طارق البشرى لهذه المبادرة يؤكد خروجها من داخل الجماعة نفسها، خاصة أن البشرى أداة التشريع الأولى لنظام الجماعة وحتى أيام انهيارها التاريخى التى نعيشها الآن!