حادث اغتيال 25 من أولادنا في الأمن المركزي بسيناء أثناء عودتهم من الإجازة متجهين لمعسكرهم يؤكد ما ذكرناه بالأمس عن اختراق جماعة الإخوان الإرهابية للمؤسسات الأمنية فى مصر، وعلى وجه التحدي لقطاعات وزارة الداخلية، وهذا الاختراق سواء كان عن طريق عملاء فى قطاعات الأجهزة الأمنية أو من خلال أجهزة عالية التقنية تخترق شبكة الأمن أو كان الاختراق من خلال البعض فى أجهزة أخرى موالين للجماعة، سواء كان الاختراق من داخل الجهاز أو من خارجه فيجب أن تعمل جميع الأجهزة الأمنية فى مصر على سد هذه الثغرة بأقصى سرعة. حادث اغتيال 25 مجندا من أولادنا فى سيناء لا يؤكد اختراق الجماعات المتطرفة للأمن المصرى فقط، بل يؤكد الغباء والإهمال لبعض قيادات القطاعات الأمنية فى مصر، حيث الحادث كما تناقلته المواقع الخبرية تم تنفيذه بنفس آلية الحادث الذى وقع منذ شهور لبعض المجندين، حيث كان المجندون يستقلون سيارات ميكروباص وفى طريقهم من منازلهم إلى معسكرهم بسيناء، الإرهابيون استوقفوا السيارات التى يستقلونها وقاموا بفرز الركاب، وأنزلوا من السيارات من تأكدوا انهم من المجندين، قيل إن عدد الإرهابيين أربعة عشر ارهابياً وقيل أحد عشر ارهابياً، حسب ما نقلته المواقع الخبرية قام الإرهابيون بإصدار أمر للجنود بالنوم على الأرض ثم قاموا بفتح النار عليهم، وقبل أن يقتلوا أولادنا قاموا بتصويرهم وهم أحياء ثم قاموا بتصويرهم بعد اغتيالهم، ولزيادة فى الكيد لنا قاموا ببث هذه الصور على الإنترنت. هذه الواقعة التى سبق ونفذ مثلها من قبل مع اختلاف النهاية وأعداد المجندين، تضع يدنا على عوار خطير فى عقلية قيادات الأمن فى سيناء، وهو الغباء وقلة الحيلة والاستهانة بأرواح أولادنا، حيث كان على هذه القيادات بعد الحادث الأول، وبعد تفشى العمليات الإرهابية فى شمال سيناء أن يقوموا بالتالى: أولا: عدم التصريح لأعداد كبيرة من المجندين بالقيام بإجازة فى وقت واحد، بمعنى آخر إلغاء نظام الدفعة أو المجموعة فى الإجازات، والعمل بنظام الحالات الفردية، وذلك باقتصار الدفعة على جنديين او ثلاثة بالأكثر، ثانيا: توزيع الإجازات على مدار الشهر وليس كل شهر، بأن توزع المجموعات أو الدفعات على مدار الشهر، ثالثا: نقل المجندين فى مروحيات من المعسكر إلى القاهرة، فليس من المعقول والحال بهذه الخطورة نترك أولادنا يتنقلون من وإلى المعسكر فى سيارات ميكروباص، فأرواح أولادنا أغلى وأهم من المروحيات، رابعاً: الابتعاد عن فكرة تأمينهم وخروجهم فى سرب من القوات حتى وصولهم إلى الإسماعيلية وذلك لتجنب نقلهم فى المروحيات توفيراً للنفقات، لأن هذه الفكرة تكلفنا المال والوقت والأرواح، حيث ستكون هدفاً سهلاً للقنص من الإرهابيين. واقعة استشهاد 25 مجنداً من أولادنا تؤكد أيضا ارتباك قيادات القوات المسلحة المسئولة عن شمال سيناء، حيث سبق ونبهنا هنا إلى أن كبر المساحة وصعوبة الجغرافيا تحتم على هذه القوات أن تقسم المنطقة إلى مربعات أمنية، يضم كل مربع مساحة من المحافظة يمكن تأمينها وتمشيطها، وان يضم كل مربع قوات كافية وقادرة بآليتها وأسلحتها على التأمين والتمشيط، بالاضافة إلى مروحية عمودية يسهل صعودها ونزولها مزودة بالأسلحة والكاميرات والاضاءة والرؤية الليلية وأجهزة اتصال بقيادات المربع الأمنى وقيادت المربعات المجاورة والقيادة المركزية، كما طالبنا بزرع كاميرات وأجهزة إنذار فى المناطق الكاشفة لمساحات، وفى المناطق السكنية، وفى الأبنية الحكومية والأبنية العسكرية والشرطية، ونبهنا كذلك فى مقالات سابقة إلى أهمية تخصيص مساحات كبيرة كحرم للمبانى والمنشآت العسكرية، وإطلاق كشافات إضاءة على المساحات المحيطة والوعرة، وطالبنا بأن يتم وضع خطط وسيناريوهات يومية لكيفية اقتحام الأماكن والمنشآت والأفراد ووضع خطط لإحباطها. المذبحة التي راح فيها 25 مجنداً من أولادنا تجعلنا نصر على محاربة هؤلاء الإرهابيين بكل قسوة وحزم، وتدفعنا إلى التمسك بموقفنا من عدم مشاركتهم في الحياة السياسية مرة أخرى، والعمل على عودتهم إلى السجون أو تصفيتهم، وتلزمنا بأن نعيد النظر فى قيادات الشرطة والجيش فى سيناء.