الوضع الأمني في شمال سيناء لم يعد يحتمل السكوت عليه، منذ ان تم خلع جماعة الإخوان من الحكم وأصبحنا يوميا نسمع عن عملية إرهابية، اعتداءات على كمائن أمنية، هجوم مسلح على مراكز وأقسام الشرطة، التربص لضباط شرطة وإطلاق الرصاص عليهم، وبالأمس فقط نشر بالمواقع الخبرية والصحف العديد من الأخبار، على سبيل المثال نذكر بعضها: هجوم على كمين بالإسماعيلية ومقتل مجند وإصابة ضابط شرطة، وأعلن فى سيناء عن استشهاد ضابط شرطة وإصابة مجند فى هجوم إرهابي استهدف مدرعة شرطة، وذلك أثناء قيامها بمهام الحماية الأمنية بالعريش، قيل إن مسلحين أطلقوا قذيفة آر بى جى على مدرعة أثناء تواجدها بمنطقة المرحلة الرابعة بالعريش، وهو ما أدى إلى إصابة كل من المقدم أحمد أبو العينين 40 سنة ببتر بالساقين، والمجند السيد إبراهيم 22 سنة بتهتك فى عظام الجمجمة وجروح، وبعد نقلهم لمستشفى العريش لفظ المقدم أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته، وتداول الشباب على الفيس بوك صور الهجوم على مدرعة «رينو شيربا سكوت» بقذيفة آر بى جى للشرطة بالعريش، ما أدى إلى استشهاد مقدم وإصابة جندي بحالة بالغة السوء. وقالت صفحة الجهاز الإعلامي لوزارة الداخلية على «فيس بوك» بعد هذا الحادث المؤسف إن القوات المسلحة قامت باستخدام الطائرات والمروحيات للهجوم على جبل الحلال فى سيناء ومحاصرة التنظيمات الإرهابية والعناصر الإجرامية، وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش قرر المضى فى خطة تطهير «جبل الحلال» فى سيناء، الذى يؤوى عصابات مسلحة وإرهابيين، موضحاً أن تلك المواجهة سيشارك فيها سلاحا المدفعية والطيران، وذكر المصدر لجريدة الحياة اللندنية أن الجيش سيمهل المسلحين فرصة لتسليم أنفسهم قبل أن يدك بؤرهم بعد أن يطلب إنزال النساء والأطفال من الجبال والكهوف حتى لا يتضرروا من العمليات العسكرية. وقد حلقت اليوم الجمعة بشكلٍ مفاجئ وغير مسبوق، مروحية عسكرية تابعة للجيش المصري على ارتفاع منخفض فوق أحياء من محافظتي خان يونس ورفح المجاورتين جنوبي قطاع غزة، وقال شهود، «إن عند قرابة الساعة الثانية والنصف من فجر اليوم الجمعة دخلت طائرة مروحية مصرية الأجواء الفلسطينية، وحلقت فوق مناطق من رفح وخان يونس على ارتفاع منخفض لقرابة الساعة»، ووفقاً لشهود العيان فإن «الطائرة المصرية كانت تحلق بشكل بطيء فوق منطقة الأنفاق الحدودية وأحياء البرازيل، والسلام، والبراهمة، وتل السلطان، وحى الجنينة، ومنطقة المستوطنات الإسرائيلية المحررة فى مدينة رفح»، وأضافوا أن «المروحية حلقت أيضاً فوق المناطق الغربية لمدينة خان يوس، مثل المعسكر، والمواصى، والشريط الساحلي، وقيزان النجار وأبو رشوان، ومستوطنة ميراج المحررة، وأحياء أخرى، وعلى امتداد شارع صلاح الدين في المدينة». هذا هو الوضع فى سيناء كما تناولته المواقع الخبرية بالأمس، وللأسف لا يطمئن، ويشير لبطئ أداء القوات المسلحة فى مواجهة هؤلاء الخونة، ونظن ان هذا الأداء يؤدى بحياة أولادنا فى الشرطة وفى القوات المسلحة، الذي يتابع الوقائع يكتشف أن الإرهابيين يهاجمون بكل سهولة الكمائن ومراكز الشرطة، وهو ما يعنى أنها مكشوفة وغير مؤمنة بشكل جيد، وكنت أظن أن القوات المسلحة بالتنسيق مع جهاز الشرطة تقوم باختيار أماكن لنصب أكمنة تساعد فى تأمين حياة أولادنا الذين يسهرون بها، كما يقومون بتحديد مساحات حولها كحرم يقتل من يخترقها، وأيضا وضع سياج وكاميرات وكشافات تكشف مساحات كبيرة حول منطقة الحرم، وكنت أظن أيضا ان تخصص أجهزة رؤية ليلية للأفراد والضباط، وأسلحة ثقيلة وخفيفة، واعتقدت أيضا أن القيادات العسكرية والشرطية فى سيناء وضعوا طائرات مقاتلة تحت الاستعداد تخدم بعض الأكمنة، فعندما يبدأ الإرهابيون فى إطلاق النيران تحلق الطوافات أو الطائرات المقاتلة وتفتح عليهم النيران. ما أتخيله فى مواجهة هؤلاء المجرمين أن تقوم الطائرات بدك جبل الحلال وتسويته بالأرض، ومحاصرة القوات للممرات والدروب المؤدية إليه، كما أتخيل أيضا قيام القوات المسلحة بإزالة جميع البيوت التى تقع بالقرب من الحدود فى رفح ولمسافة 500 متر مربع أو كيلو لكى يسهل كشف منطقة الحدود ووضع عراقيل أمام حفر الأنفاق، واعتقدت كذلك أن القوات تقوم بتدمير المنزل الذي تكتشف وجود نفق به وتقوم بمصادرة أرضه وتسويته بالأرض واعتقال مالكه أو مستأجره. وظننت كذلك قيام قواتنا الخاصة بدخول غزة الفلسطينية وحمل بعض قيادات حماس والقسام إلى القاهرة أو تصفيتهم في بيوتهم، مصر اكبر بكثير مما يقع على أرضها فى شمال سيناء، وارتباك القوات او بطء تحركاتهم يؤدى إلى ضحايا من أولادنا فى الشرطة والجيش، لذلك يجب ان يشكل مجلس حرب من المخابرات العامة والعسكرية وأمن الدولة والأمن العام، لوضع خطة سريعة وناجزة للقضاء على الإرهاب وتصفية جيوبه وجذوره فى سيناء وفى جماعة الإخوان المسلمين بمصر وبغزة الفلسطينية.