عاش نصف عمره مطارداً من أجهزة العالم الأمنية,والنصف الأخرسجيناً بين جدران المعتقلات الدولية.. لم يرهبه التعذيب ولم يثنيه عن التمسك بأفكارالسلفية الجهادية, فرفع راية الجهاد واعتبر نفسه راعي لها ومطبق لشريعيتها على الأرض, وبالرغم من وصول جماعة الإخوان المسلمين لسدة الحكم إلا أنه رأى أن مرسي هو رئيس مدني لدولة علمانية وهو غير شرعي, لأنه لم يتمكن من تطبيق الشريعة الإسلامية حتى قبل عزله. هو محمد الظواهري زعيم تنظيم السلفية الجهادية,والذي قبض عليه أول أمس في إحدى الأكمنة وتم إيداعه بسجن العقرب وسط حراسة أمنية مشددة , وذلك بعد ظهور رايات تنظيم القاعدة والسلفية الجهادية بالمظاهرات التى أشعلها مؤيدو المعزول في ميادين مصر . لم يمر يوماً واحداً على القبض على محمد الظواهري حتى تم تفجير القنصلية المصرية ببنغازى , الأمر الذي حلله بعض المراقبين الدوليين أنه أول ردود أفعال الجهادية وتنظيم القاعدة الذي يرأسه شقيقه الأكبر أيمن الظواهري, مع توقعهم بزيادة وتيرة هجماتهم بمختلف دول العالم واستهداف السفارات المصرية بالخارج خلال الفترة القريبة المقبلة رداً على اعتقال الحكومة المصرية للإسلاميين خلال تظاهراتهم السلمية. ويرجع اتهام المراقبين الموجه لتنظيم القاعدة بعد تصريح أحد قادة التنظيم الجهادى أن اعتقال الظواهري يمثل عودة لنظام حسني مبارك وأجهزته الأمنية، وفي مقدمتها "أمن الدولة" بشكل يهدد بعودة مصر سنوات للوراء ويفتح الباب أمام أعمال عنف غير مبررة لعدة سنوات!! انضم محمد لتنظيم "الجهاد" في أواخر سبعينات القرن الماضي، وما لبث أن قبض عليه، على خلفية اغتيال التنظيم الرئيس الراحل أنور السادات، وأفرج عنه في عام 1984 , فطار مهاجرا منها إلى عدة بلاد في رحلة البحث عن ملاذ آمن، عمل في السعودية، ثم انتقل إلى اليمن والسودان ثم الإمارات لأكثر من 15 شهرا، هربا من عيون الأمن في مصر. أعيد اعتقاله واقتياده إلى مكان مجهول عام 1998 وبعد ها صدرضده حكم غيابي بالإعدام في قضية العائدين من ألبانيا والتى اتهم فيها عشرات من أعضاء الجماعة الإسلامية والجهاد ولكنه حصل على حكم بالبراءة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير. كان لشقيق تنظيم القاعدة أراءه المثيرة للجدل حول الديمقراطية والشريعة الإسلامية ففى تصريحات له للشرق الأوسط اعتبر الظواهري أن الديمقراطية كفرو دخول الإسلاميين الانتخابات غير جائز شرعاً, ومؤكداً أن الأمن والأمان والشريعة الإسلامية لا تأتي عبر صناديق الانتخابات.. فضلاً عن رأيه في ثورة 30 يونيو الرافضة لحكم الإخوان المسلمين . فقد أعلن أن الجماعة لن تشارك كمؤيدين ولا معارضين .. ولكننا سنتصدى لأي تعد على دين الله الإسلام ، لا بصفتنا جماعة أو تنظيم وإنما بصفتنا مجموع الأمة المسلمة. كان الجهادى محمد الظواهري قد أطلق مبادرة مؤخراً لحل الأزمة مفادها إطلاق سراح المحتجزين ووقف الملاحقات الأمنية وتطبيق الشريعة كاملة غير منقوصة في مقابل ضمان تهدئة الشارع، والقبول بعزل محمد مرسي,في رسالة مفادها أن الجماعة السلفية الجهادية هى المسئولة عن أمن الشارع وهياجانه في الفترة الأخيرة ,الأمر الذي نفاه نجله مؤكداً أنه لا يعلم حتى الآن التهمة التي وجهت إلى والده، نافياً أن يكون والده له يد في الأحداث التي تجري منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي.