أحزننى فى يوم العيد الحالة البائسة التي يحياها أهلنا فى مدينة نصر ومصر الجديدة، بسبب الاعتصامات التي طالت بشكل يدعو إلى الحسرة، من جانب جماعة الإخوان المسلمين لقد أصبح مواطنو هذه الشوارع إما مسافرين رغم أنفهم وإما محاصرين بسبب الاعتصام الذى طال بدون مبرر وعديم الفائدة.. فلا مصر ستدور إلى الخلف أو الوراء، ولن يعود محمد مرسى الرئيس الفاشل الذى حكم البلاد لمدة عام، شهدت مصر خرابًا ودمارًا لم يسبق له مثيل على مدار تاريخها. لقد استقوت «الجماعة» بالولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، وظنت ظن السوء أن إرادة الخارج ستملى على إرادة المصريين، وهذا إفك لن يحدث على الإطلاق.. فمصر خلال عامين ونصف العام قامت بثورتين، ولا يمكن أبدًا بأى حال من الأحوال أن يتراجع المصريون عن مواقفهم العظيمة التي سيسطرها لهم التاريخ بحروف من نور.. والذين يتصورون أنهم بهذه الحماقات والتصرفات الصبيانية أنهم قادرون علي وقف عملية التاريخ والعودة إلي عصور القهر والظلم والضيم.. واهمون فلن يحدث ذلك على الإطلاق. لقد نفد صبر المصريين علي هذه التصرفات الحمقاء ولم يعد بمقدورهم التحمل أكثر من ذلك، ألا يستحى هؤلاء فى يوم العيد، أن يكونوا فى جانب منفرد بعيدًا عن باقى المصريين، ويتصورون انهم على صواب وهم يفعلون التصرفات الشنيعة.. لقد نجح الرئيس المعزول فى شىء واحد وهو تقسيم المصريين، وليس تقسيمًا متساويًا، وإنما أهله وعشيرته من الضالين والحمقى هم الذين شذوا عن باقى المصريين.. ولن يغفر التاريخ أبدًا للمعزول هذا الموقف. الأهل فى مصر الجديدة ومدينة نصر صبوا جام غضبهم على تصرفات الجماعة مثلما صب باقى المصريين غضبهم علي تصرفاتهم الحمقاء، فقد مرت ليلة العيد وأول أيامه، والمواطنون يتحسرون على الحالة السيئة التي عانوها، خاصة أن معظمهم هجر شققهم ومن بقى منهم أصبح رهن الاحتجاز، لا يستطيع التحرك أو حتى شراء احتياجاته الضرورية، فهل هذا من الدين أو الاخلاق فى شىء، بالطبع هو متاجرة بالدين لا أكثر ولا أقل. الحكومة اتخذت قرارًا مساء الأربعاء الماضى، بفض الاعتصامات فى النهضة ورابعة ولا رجعة فى ذلك، ونفد صبرها،بعد ما راعت حرمة شهر رمضان.. وبدأت الداخلية تستعد بتشكيلاتها لفض هذه المساخر التي لا تهدف إلا لتعطيل مسيرة المرحلة الانتقالية.. وكان رأى الدولة واضحًا مع كل الزيارات التي قامت بها الوفود للمشاركة فى حل الأزمة.. أنه لا رجعة للوراء وأنه لن يعلو إلا صوت المصريين الذين لا يرغبون فى عودة إلى زمن الإخوان الذى قضى على الأخضر واليابس. بات إذن بدء تنفيذ خطة فض الاعتصامات ومحاكمة الذين ورطوا البلاد فى هذه المصائب، خاصة بعدما تبين أنهم أعداء للأمة المصرية وللوطن الغالى الذين يئن بالجراح، والشعب الذى تحمل أكثر من طاقته.