يومان ونستقبل عيد الفطر المبارك، وسنتوقف عن الصوم، ونبدأ فى تناول أطعمة العيد، وسيحدث مع عدم الاعتدال فى تناول هذه الأطعمة تغيير مفاجئ للنمط الغذائي بعد شهر رمضان، مما سيؤدى إلى إرباك الجهاز الهضمى.. ولأخصائى التغذية المتخصصين نصائح عدة تجنب حدوث الارتباك المعوى.. فالانتقال من النظام الغذائي في شهر رمضان، الذي ينخفض فيه المعدل اليومي للوجبات الغذائية وتعتاد المعدة على الصيام وعدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار، الى هذا التغيير المفاجئ في توقيت الوجبات ونوعياتها سوف يربك الجهاز الهضمي ويسبب متاعب صحية للكثير من الناس. وأشارت الى أن الشكوى من أعراض صحية ناجمة عن العبء الكبير الذي قد تعرض له الجهاز الهضمي من دون تمهيد أو سابق إنذار سوف تكثر، خاصة حالات التلبك المعوي وآلام المعدة والأمعاء والانتفاخ والإسهال الحاد. وينصح الاخصائيون بعدم الإقبال دفعة واحدة على أصناف الطعام المختلفة من أول النهار لآخره حتى لا يصاب جهازنا الهضمي ب«التلبك»، بل يجب التدرج في إعادة تنظيم الوجبات حتى تتعود المعدة تدريجيا على استقبال الطعام من جديد وحتى لا نرهق الجهاز الهضمي من أول اليوم إلى آخره دفعة واحدة بعد شهر الصيام. وأن نتعود من جديد على الأكل في الصباح بشرط توفر عنصرين مهمين في هذه الوجبة، وهما أن تكون خفيفة وسهلة الهضم. ويؤدي التحول المفاجئ فى النظام الغذائى إلى مشاكل كعسر الهضم أو حموضة المعدة نتيجة تناول أطعمة متنوعة وبكمية غير مناسبة، حيث إن العصارة المعدية اللازمة لهضم الطعام تكون معتادة على أن تفرز في الساعة المحددة لتناول الطعام وإذا لم يوجد في هذا الوقت أي غذاء في المعدة، تبدأ العصارة المعدية بالتأثير في جدران المعدة والاثنا عشر، وينتج عن ذلك إصابتها بالقرحة والالتهابات المعدية وغيرها من أمراض الجهاز الهضمي. فإذا لم يتناول الشخص الطعام المعتاد بنظام تغذية معين وفي الوقت المناسب، فقد يصاب بالضعف العام ويقل الانتباه، ومن الممكن أن تختفي الشهية أيضا، وإذا تم تأخير موعد تناول الطعام بشكل مستمر أو تم تناول الطعام والمعدة ممتلئة، يختل نشاط الغدد الهاضمة وتضطرب عملية الهضم. علاوة على أن الإفراط في تناول اللحوم في هذه المناسبة وعدم التزامهم بالحاجة الفعلية منها. فالشخص البالغ يكون في حاجة الى حصتين يوميا لبناء الأنسجة (وهو ما يعادل 60 إلى 90 جراماً من اللحوم يومياً)، حسبما توصي به المنظمات المتخصصة في الأغذية والتغذية. وبالرغم من أن اللحوم تؤدي دوراً حيوياً في إمداد الجسم بالبروتين والحديد وفيتامين (بي)، فضلا عن بناء أنسجة الجسم وتزويده بالطاقة اللازمة، فيجب الانتباه إلى احتواء اللحوم الحمراء على نسبة كبيرة من البروتين ونسبة عالية من الدهون المشبعة التي تؤدي إلى زيادة نسبة الكوليسترول (LDL )، في الدم، الذي يعرف بالكوليسترول السيئ، لأنه يترسب في داخل الأوعية الدموية ويؤدي لتصلب الشرايين وانسدادها. لذلك، فإنه ينصَح بالاستمرار باتباع الغذاء الصحّي الذي كان متبعا خلال الشهر الكريم، والعودة تدريجياً إلى النمط الغذائي العادي.