حذر خبراء أمنيون من تصاعد وتيرة الأحداث، ونشوب حرب شوارع بعد أن قامت مجموعة البلاك بلوك بإشعال النيران في نقطة الشرطة العسكرية الموجودة بجوار مسجد الاستقامة بالجيزة صباح أمس، ردا على الأحداث التى شهدها ميدان الجيزة فجرًا بين الإخوان وأهالى النهضة وما حدث من اقتحام الإخوان المسلمين ميدان التحرير والهجوم عليه. يأتى تدخل البلاك بلوك قبل انقضاء المهلة التى أعطتها الحركة للقوات المسلحة لفض اعتصام ميدان رابعة العدوية قبل عيد الفطر، وإلا ستتدخل هى لفض الاعتصام بطريقتها ليثير تساؤلات حول تراجع البلاك بلوك عن موقفها السابق الذى أعلنت فيه عن تخليها عن الاقنعة السوداء بعد أن حققت أهدافها ونجحت الثورة. ورغم ان تدخل البلاك بلوك ينحاز لثورة 30 يونيه ومن قبلها ثورة 25 يناير، إلا ان كافة القوى السياسية والحزبية تستنكر وجود مثل هذه التنظيمات السرية المجهولة، وانتحالها صفة الحامى للبلاد، وهو الدور المنوط بالشرطة والجيش، لأن هذا من شأنه نشر الفوضى والاطاحة بدولة القانون. عبر اللواء أحمد الفولى الخبير الأمنى عضو الهيئة العليا لحزب الوفد عن رفضه فكرة الاعتراف بشرعية البلاك بلوك قائلا: «نحن فى دولة يرأسها المستشار عدلى منصور، وعلى الجميع احترام قوانين هذه الدولة، ومن ثم فلا يحمى الثورة أو أى ممتلكات سوى أجهزة الدولة المعنية من القوات المسلحة والشرطة». وتابع: «الحديث عن ثورية هؤلاء الشباب يؤصل لثورة الغاب لا ثورة القانون، ولا بد من التعامل معهم بحزم وغلق صفحاتهم الالكترونية التى تجند من خلالها الشباب فى المحافظات للقيام بأعمال تخريبية، مشددا على ضرورة القبض على أعضاء البلاك بلوك ووضع تشريعات صارمة من شأنها التصدى لأى كيانات تنظيمية سرية من شأنها العبث فى البلاد وإشاعة الفوضى، أو خدمة مصالح دول بعينها للتدخل فى شئوننا الداخلية. واستنكر الدكتور رأفت فودة، رئيس قسم القانون فى جامعة القاهرة الاعتراف بشرعية مجموعة البلاك بلوك، مؤكدا أن وجود مجموعات البلاك بلوك غير قانونى فى أى دستور فى العالم، لأنه ليس من حق أى شخص أن يمارس دور الوصى على المجتمع، ويتولى مسئولية حفظ الأمن، أو تسيير الأمور، لأن هذا يعطى الحق للصوص والبلطجية فى ممارسة اعمال البلطجة والعنف. وشدد «فودة» على ضرورة التعامل بحزم مع هؤلاء الشباب، وتوعيتهم بخطورة ما يفعلونه، واما يتراجعوا عما يفعلونه أو يتم إلقاء القبض عليهم والزج بهم فى السجون، لأن الثورة والمجتمع لن يسمحا بعودة ونمو كيانات إرهابية أخرى. وانتقد «فودة» بيان «البلاك بلوك» الذى هددوا فيه بفض اعتصام رابعة العدوية بالقوة قائلا: «اتركوهم وحدهم حتى يملوا الاعتصام ويعودوا ادراجهم الى بيوتهم دون ان تسال أى نقطة دم مصرى». واتفق معه فى الرأى بهجت الحسامى وزيرالعدل فى حكومة الوفد الموازية، واصفا بيانات هؤلاء الشباب «بالكلام الفارغ» لأن مصيرهم هو السجن، والشرطة وحدها هى المخول لها حفظ الامن فى البلاد، محذرا من إعطاء أى شرعية للبلاك بلوك لأنه أمر خطير سيهدد أمن البلاد، ويسبب مجازر، دون ان نعرف من وراءها. وتابع: «نحن فى فترة حرجة، وهناك حالة احتقان فى الشارع بين المؤيدين لرحيل مرسى والمعارضين ، ومن الممكن ان يستغل البعض الترويج الاعلامى لما يسمون البلاك بلوك فى عمل أعمال إجرامية ونهب للممتلكات ويفروا من العقاب. وطالب وزير العدل الوفدى كافة القوى السياسية والثورية والحزبية بوقف أى نوع من التعامل مع هؤلاء الشباب، وعدم الاعتراف بشرعيتهم، حتى لا نكيل بمكيالين مضيفا: إذا كنا قمنا بثورة احتجاجا على بقاء جماعة الإخوان ذات التنظيم السرى فى الحكم، لأن تلك السرية تؤدي إلي أعمال تتم من وراء الشعب، فالأولى بنا التصدى لمثل هؤلاء الشباب، والابلاغ عنهم لدى السلطات المختصة، محذرا من مغبة إضفاء صفة الثورية أو الشرعية عليها، لأن الثورة تتسم بالجرأة ويخرج ثوارها فى النهار، لا في الليل كالخفافيش والمجرمين.