مرة أخرى يستفزنى «القرضاوى»..يُزعجنى كلامه وفتاواه المتناقضة.. أُشفِق عليه، بل أُشفِق على الاسلام منه.. فالرجل رغم شيخوخته يمسك معولاً يهدم به الدين، ولا ندرى هل يفعل ذلك متعمِداً أم دون أن يدرى؟..فقبل يومين واصل فى قناة الجزيرة التحريض على القتل والفتنة.. كل يوم هو بفتوى تناقض الأخرى.. ويرى بلا بصيرة.. فالشرعية عنده أن يعود محمد مرسى مرة أخرى.. ويرى دون نظر أن المعتصمين فى إشارة رابعة «ملايين» يجاهدون فى سبيل الحق، سلميون يصلّون ويتعبدون.. ويرى ميدان التحرير الذى وصفه قبل عام بأنه المدرسة الحقيقية للحياة الإسلامية مأوى لمن لا يعرفون الإسلام، ويخشونه. ونسى أنه وصفهم قبل عامين بأنهم ثوار، وأن من فيهم من العلمانيين والليبراليين ليسوا كفاراً.. اليوم أصبحوا معارضين للشرعية خارجين على الشرع، ويناشدهم بما لايليق أن يعودوا إلى جحورهم.. أصابته العِتَّة الدماغية فلم يعد يتذكر ماقاله فى الأمس فيقول نقيضه اليوم.. نسى العجوز الهَرِم أنه أبدى فرحاً وسعادة بلقائه إمامنا الأكبر وشيخنا الدكتور احمد الطيب قبل سبعة أشهر، وشكَره على رعايته للمُصَالحة الوطنية، وأشاد بدور الأزهر في لم الشمل.. هكذا كان يرى القرضاوى الأزهر بيتاً للوطنية ومعبرًا عن ضمير الأمة، باعتباره منبرًا للوسطية والاعتدال.. واليوم لا يرى الازهر أزهراً ولا شيخه وسطياً، واتهمه صراحة بالميل عن الحق والشرع.. ماذا جرى لك أيها الكهل؟ ترى بعيون الآخرين، وتنطق بهوى أصحاب المصالح فتبدِل المواقف، وتفتى على المزاج.. ألست أنت من امتدح حزب الله وزعيمه نصر الله ،ثم انقلبت عليه وحزبه؟. ألست أنت من أيَّد الخروج على الحاكم فى 2011، ثم حرمت الخروج عليه فى فى 2013؟.. ألست أنت من امتدح ميدان التحرير ووصفته بأنه مدرسة الحياة، واليوم تراه مأوى للخارجين الذين لايعرفون الاسلام؟.. ألست انت من حرم زيارة المسجد الاقصى، وحللت لنفسك زيارة غزة بموافقة اسرائيل؟.. ألست انت من امتدح الشيخ البوطى فى سوريا ثم حرضت على قتله، فقُتِل؟.. ألست أنت من أفتى لحزب الناتو ليدمر بلاد المسلمين؟ القرضاوى بعد أن رده الله إلى أرذل العُمر لم يعد يعلم أن الشرعية دائماً للشعب.. ولم يعد يعلم أن الاخوان وهو منهم يكذبون ويناورون، يروعون الآمنين، ويسفكون الدماء، ويقتلون ويحرضون على القتل، وهم رغم قلتهم اعتادوا على الضجيج الذى أصم آذانَهم، فلم يعودوا يستمعون، إلا لضجيجهم.. فقط يراهم أنهم «الجماعة الإسلامية الوسطية المنشودة»، وهم حسب وصفه « أفضل مجموعات الشعب المصري بسلوكهم وأخلاقياتهم وفكرهم وأكثرهم استقامة ونقاء» . من يُصَدِّق إمام الفتن فيما يراه؟