فى درسه بالجامع الكبير فى سبك الأحد بمحافظة المنوفية يقول الدكتور محمد سعيد رسلان : كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالاسماء الحسنى كلما كانت المعرفة به أتم والعلم به أكمل كانت الخشية له أعظم وأكثر.. يقول الله تعالى: «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ» فسرها ابن عباس على أنهم الذين يعلمون أن الله على كل شىء قدير.. وقال سعيد بن جبير: الخشية هى التى تحول بينك وبين معصية الله عز وجل.. وقال الحسن البصرى: العالِمُ من خشى الرحمن بالغيب ورغب فيما رغب الله فيه وزهد فيما سخط الله فيه.. وقد توعد الله عز وجل الذين لا تلين قلوبهم للذكر ولايحدث عندهم الخشية ومدح الذين تدركهم الخشية عن سماع كلامه سبحانه وتعالى فقال تعالى: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ. اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ). وعن أسماء بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما قالت: كان أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم اذا قرئ عليهم القرآن كما نعتهم الله تدمع عيونهم وتقشعر جلودهم قيل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وقال سعيد بن الرحمن: مر ابن عمر برجل من أهل القرآن ساقطا فقال ما بال هذا؟ قالوا: إنه إذا قرأ القرآن سقط فقال ابن عمر: انا لنخشى الله وما نسقط ثم قال كان الشيطان يدخل فى جوف أحدكم، وما كان هذا صنيع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فالخشية والخشوع من لوازم العلم الحق، لاينفكان عنه بحال أبداً، لأنهما من لوازم الفهم الحق. وسُئِل سعد ابن ابراهيم عن أفقه أهل المدينة فقال: أتقاهم لله عز وجل.. وقال الربيع بن أنس: من لم يخش الله تعالى فليس بعالم.. وقال مجاهد: إنما العالم من خَشِىَ اللهَ عز وجل.